نفذت إسرائيل تهديداتها وصعّدت حربها على الفلسطينيين الذين استشهد ستة منهم وجرح العشرات. ووقعت مواجهات حامية في مناطق متفرقة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد ليل من الرعب، شنت فيه مقاتلات مروحية للمرة الأولى غارات على مناطق سكنية ومجمعات شعبية وصحية وكنيس للطائفة السامرية في نابلس والبيرة وخان يونس ورفح. وقصفت مقرات لحركة "فتح". وعاودت اغلاق مطار غزة. وفيما رفعت حركة "فتح" مستوى التأهب تحسباً، ناشدت القيادة الفلسطينية العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي التدخل فوراً لوقف العدوان والتصعيد. وطالب السيد أحمد قريع، رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني، وبعقد مؤتمر دولي للسلام. وحضت واشنطن الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي امس على "بذل قصارى جهدهما لابداء ضبط النفس واتخاذ الخطوات التي وضعناها في شرم الشيخ والتي من شأنها الحد من التوتر وتقليص العنف". واصدر الناطق باسم الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان بيانا عبر فيه عن "القلق المتزايد نتيجة استمرار موجهة العنف" في الاراضي الفلسطينية. وقال ان عنان "مستاء نتيجة استمرار خسارة ارواح المدنيين"، وانه "يعتقد ان التنفيذ الكامل والفوري لاتفاق شرم الشيخ هو السبيل الوحيد لكسر حلقة العنف ولاستتاب الاستقرار"، ويدعو الطرفين الى احترام تعداتهما وممارسة اقصى درجات ضبط النفس. وشن قادة اليمين الإسرائيلي حملة على رئيس الوزراء إيهود باراك، وأكد زعيم المعارضة اليمينية أرييل شارون للاذاعة عزمه على "القيام بكل ما في وسعه لاسقاط الحكومة" بعد فشل المفاوضات لتشكيل حكومة "طوارئ". راجع ص 4 وشهدت الاراضي الفلسطينية أمس تصعيداً عسكرياً خطيراً بعدما شنت المروحيات الإسرائيلية ليل الاثنين - الثلثاء غارات على مؤسسات وتجمعات سكنية فلسطينية في البيرة ونابلس وخانيونس ورفح. ونجت عائلات باعجوبة من القصف، فيما خطفت مجموعة من المستوطنين اليهود الشاب احمد حمد من محافظة جنين ونقلته الى احدى المستوطنات في المنطقة وما زال مصيره مجهولا. وضربت المروحيات مقرا للقوة "17" المكلفة حماية الرئيس ياسر عرفات فى قطاع غزة ومكتب "فتح" فى نابلس ومقر "التنظيم" شبيبة فتح فى البيرة قرب رام الله. واستشهد الفتى شادي ابو عودة 17 عاماً، وتوفي حازم موسى ابو دف 22 عاماً بعد اصابتهما بعيارات خلال مواجهات مع الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة عند معبر المنطار الذي يستخدم لنقل البضائع. وأفيد لاحقاً أن محمد خزاع حلس 23 عاماً استشهد متأثراً بجروحه إثر إصابته برصاصة في صدره. واستشهد ايضاً محمود أبو الخير 20 عاماً برصاصة في رأسه عند معبر المنطار كما استشهد ثائر ابراهيم 18 عاماً خلال مواجهات في رام الله. واسفرت هذه المواجهات عن اصابة 14 فلسطينياً بجروح وصفت حال اثنين منهم بأنها خطرة. وتوفي ايضاً شرطي فلسطيني سريرياً بعد اصابته بالرصاص اثناء مواجهات مع الجنود في قرية قريبة من مدينة بيت لحم في الضفة الغربية. وقال الشهود ان سليم المطرية 34 عاماً اصيب برصاصة حية في رأسه بينما كان يراقب، من دون ان يشارك، مواجهات بين متظاهرين وجنود الاحتلال في قرية الخضر. واندلعت مواجهات في مدينة خان يونس اسفرت عن اصابة نحو 15 فلسطينياً بجروح. واصيب صباحاً فلسطيني في صدامات بين مجموعات من العمال الفلسطينيين والجنود عند معبر ايريز. على الصعيد السياسي، طالبت القيادة الفلسطينية الأممالمتحدة والمجتمع الدولي والعالم العربي والاسلامي بالتدخل فوراً لوقف العدوان الذي "يهدد الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط برمتها". واكد الرئيس عرفات ان هذه الضربات لن تؤثر في الفلسطينيين الذين يدافعون عن "القدس عاصمة دولتهم". واعلنت حركة "فتح" رفع مستوى حالة التأهب والتعبئة العامة في صفوفها لمواجهة اي غزو اسرائيلي محتمل. وأعتبر أحمد قريع ابو العلاء قصف المناطق السكنية الفلسطينية "مرحلة جديدة" في التصعيد العسكري الذي تمارسة اسرائيل وطالب بعقد مؤتمر دولي يعيد التأكيد على مرجعية العملية السلمية شرطاً اساسياً للعودة الى المفاوضات. وأكد "ان الفلسطينيين، وفي مقدمهم حركة فتح سيردون بكل السبل والوسائل على العدوان الاسرائيلي". وطالب المجتمع الدولي بتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين. وهدد داني ياتوم، ابرز مستشاري باراك لشؤون الامن، بأن اسرائيل يمكن ان توجه "ضربات اقسى بكثير" الى السلطة الفلسطينية. وأضاف في حديث إلى اذاعة الجيش: "كان يجب ان نرد على التصعيد الميداني لكننا لم نستخدم سوى جزء من قوتنا. ولا يمكننا القول ان تحركاً او حتى سلسلة تحركات يمكن ان تعيد الهدوء كأنها عصا سحرية".