بلغراد - أ ف ب - يعتبر فويسلاف كوشتونيتسا "الرئيس الجديد ليوغوسلافيا" بحسب انصاره، قومياً معتدلاً ومناضلاً قديماً اشتهر بنزاهته. وفي معرض حديثه في عدد من المقابلات التي اجراها مع الصحافة منذ صعود نجمه اوائل آب اغسطس الماضي، قال كوشتونيتسا: "قيل لي على الدوام إنه على نبذ معتقداتي القومية، لكن ليس بوسعي ذلك كما انني لا أريد القيام به". وفي السابع من الشهر نفسه، عهد اليه الاحزاب ال18 التي انضوت تحت لواء "المعارضة الديموقراطية الصربية" بمهمة صعبة هي الاطاحة بميلوشيفيتش الذي ترغب المجموعة الدولية ايضاً برحيله عن السلطة. ولد كوشتونيتسا في بلغراد عام 1944 وأنهى دروسه في مجال القانون. ولم يكن هذا الرجل المعروف بتواضعه يتمتع بأي شهرة شعبية قبل اختياره مرشحاً للرئاسة. وهو لا يبتسم الا قليلاً ولا يفرط بالتصاريح ويكرر دائماً القول: "لا يجب الرد على خطاب الحقد بالخطاب نفسه". وكوشتونيتسا المناهض للشيوعية، يحرص على الحفاظ على صورته كرجل مستقيم. ويقول إن "الشعب سيقدرنا اكثر اذا لم نتورط بالفساد واذا لم نبذر الاموال العامة". وشارك كوشتونيتسا خلال السنوات الماضية في جهود المعارضة الهادفة الى هزم ميلوشيفيتش في الانتخابات. وندد طويلاً بالضربات الجوية لحلف شمال الاطلسي على يوغوسلافيا، في ربيع 1999 والتي ولدت لديه بعض الضغينة للغرب. لكنه عمد أخيراً الى تخفيف لهجته ولم يعد يتحدث عن "القصف الاجرامي" عند الاشارة الى ضربات الحلف الاطلسي. وأصبح الآن يشدد على ضرورة تقارب صربيا مع الغرب واعادة اندماجها في المؤسسات الدولية. وقال اخيراً لصحيفة "داناس": "لا يمكننا تحقيق مصالحنا القومية اذا لم نأخذ في الاعتبار موازين القوى في العالم. انني اؤيد التعاون لكن من دون المراعاة". ومع اقتراب الاستحقاق الانتخابي، في 24 ايلول سبتمبر الماضي، زاد من حدة انتقاداته لميلوشيفيتش. وقال: "كم من الوقت يجب ان يقاتل الجيش بشرف لكي يستسلم بعد ذلك ميلوشيفتش من دون اكتراث"، في اشارة الى الحروب في كرواتيا والبوسنة وسيطرة الحلف الاطلسي على كوسوفو. لكن في المقابل فان كوشتونيتسا لا يزال متصلباً ازاء مسالة محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغوسلافيا التي وصفها بأنها "مؤسسة سياسية أكثر مما هي قضائية، وأميركية اكثر مما هي دولية". ويعتبر كوشتونيتسا ان خطوة توجيه تهم جرائم الحرب في كوسوفو التي طالت ايضاً ميلوشيفيتش مسؤولة الى حد كبير عن جعل السياسة اليوغوسلافية "راديكالية". وضاعف المعارض الصربي خلال الاسابيع الاخيرة اجتماعاته مع ديبلوماسيين غربيين في بلغراد اكدوا بعد اللقاءات انه ترك لديهم انطباعاً جيداً. وكان أحد القادة الاقل جاذبية في المعارضة الصربية وغالباً ما كان يتكلم برتابة. الا انه اصبح اكثر حضوراً وازدادت ثقته بنفسه مع تزايد الآمال المعلقة عليه. ولم يسبق لحزبه "الديموقراطي" في صربيا، ان تجاوز في استطلاعات الراي نسبة 7 في المئة من التأييد خلال السنوات العشر الماضية من نشاطه. ولكن هذا الوضع اصبح في عالم النسيان ليل الخميس - الجمعة عندما صار بامكان كوشتونيتسا، مجسداً آمال مواطنيه في التغيير، ان يؤكد "ان مرحلة جديدة تبدأ اليوم". وقال مخاطباً مئات آلاف المتظاهرين المحتشدين في شوارع بلغراد: "انني فخور، يا صربيا المحررة الغالية، ان انتخب رئيساً ليوغوسلافيا".