اعلنت "شركة الثريا للاتصالات الفضائية" الثريا انها ستطلق السبت المقبل قمرها الاصطناعي للاتصالات الفضائية من منصة بحرية في وسط المحيط الهادي قرب خط الاستواء بواسطة شركة "سي لانغ" التابعة ل"بوينغ" الاميركية ومجموعة "كفرنر" الهندية - البريطانية - النروجية، فيما تدخل في مكونات الصاروخ الذي سيحمل القمر اجزاء روسية. وقال رئيس مجلس ادارة "الثريا" السيد محمد حسن عمران في ابو ظبي امس ان قمر "الثريا" يعتبر "اكبر الاقمار الاصطناعية التي تطلق لأغراض مدنية ويزيد وزنه على خمسة اطنان، ليكون الاول من نوعه في العالم العربي والشرق الاوسط". واضاف انه سيتم اطلاق القمر في المرحلة الاولى الى مدار وسيط بيضاوي حول الارض ليتم في مرحلة لاحقة تحويله الى مداره النهائي على ارتفاع 26 ألف كيلومتر قبل ان يتم تشغيل وفحص مكونات القمر والنظام بشكل كامل. وانتهت شركة "هيوز" الاميركية من تصنيع القمر الاصطناعي الذي تبلغ كلفته مع اجزاء اخرى من المشروع نحو 1.2 بليون دولار، وبدأت منذ اكثر من شهر اجراء تجارب "محاكاة" لاجزاء القمر. وحصلت "الثريا" على قرض دولي قدره 600 مليون دولار لتمويل المشروع الى جانب رأس مالها البالغ 500 مليون دولار. وسيغطي القمر من مداره حول الارض 100 دولة تمتد في وسط وغرب آسيا والخليج والشرق الاوسط، ومعظم اوروبا وشرق وشمال افريقيا. ووقعت "الثريا" اتفاقات تشغيل الخدمة للاتصالات الفضائية مع 25 شركة عالمية تغطي مناطق مختلفة من الدول التي سيغطيها القمر. وتوقع عمران ان يبدأ التشغيل التجاري للقمر في غضون اربعة اشهر بعد اطلاقه الى الفضاء. ويتكون النظام الفني ل"الثريا" من ثلاثة اجزاء تشمل القطاع الفضائي الذي يضم القمر الاصطناعي، والقطاع الارضي الذي يضم المنفذ الرئيسي للتحكّم بالقمر والواقع في مدينة الشارقة في دولة الامارات اضافة الى عدد من المنافذ الوطنية، ونظام "الفوترة" لاعداد الفواتير، وخدمات الزبائن واخيراً قطاع المستخدمين الذي يشمل اجهزة الهاتف المحمولة. وذكر عمران ان تعرفة المكالمات المحلية باستخدام الاتصالات الفضائية ستكون 60 سنتاً اميركياً للدقيقة فيما ستكون اسعار المكالمات الدولية مشابهة لأسعار المكالمات الدولية في نظام "جي. اس. ام". ويوفر نظام "الثريا" خدمات اخرى الى جانب الاتصالات الفضائية تشمل تقديم خدمات الفاكس والاتصالات الهاتفية الصوتية والرسائل القصيرة ونظام تحديد الموقع جي. بي. سي فيما يتم درس امكان استخدام الانترنت ايضاً. وستوفر "الثريا" اجهزة الهواتف المتنقلة 600 دولار للجهاز تعمل بتوافق مزدوج ساتلي وجي. اس. ام ومجموعة من الاجهزة الخاصة بالمركبات والبواخر المصممة للاستعمال داخل المباني. وقال رئيس مجلس ادارة "الثريا" ان مرحلة التجارب العملية ستستمر حتى 15 شباط فبراير المقبل، معلناً انه سيتم توزيع 10 آلاف جهاز من الهواتف النقالة التي صُنعت خصيصاً ل"الثريا" في المرحلة الاولى، منها 4500 جهاز في الامارات وسيتم زيادتها تدريجاً لتصل الى 235 الف جهاز خلال ستة اشهر، فيما سيتم منتصف سنة 2001 تركيب اجهزة الهواتف العامة العاملة بالبطاقات سيزيد عددها على 30 ألف جهاز خلال سنتين. واكد عمران الجدوى الاقتصادية للمشروع الذي تساهم فيه مؤسسة الامارات للاتصالات 35 في المئة ومجموعة مؤسسات للاتصالات وطنية وعالمية. وتوقع ان يحقق المشروع ارباحاً صافية خلال السنوات المقبلة لا تقل عن بليون دولار.