قال قطب سياسي لبناني إن الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة السابق رفيق الحريري لرئيس الجمهورية اميل لحود قبل ظهر بعد غد الأحد، تتجاوز سحب حصول اللقاء أو عدمه من التداول، الى تحضير الأجواء الطبيعية وتوفير المناخ الذي يسهم في تعاونهما، خصوصاً ان الأخير يعتبر حتى اشعار آخر واحداً من ابرز المرشحين الى تأليف الحكومة الجديدة، ان لم يكن الوحيد على رغم ان البعض لا يزال يتعاطى مع مسألة التكليف كأنها مفتوحة على خيارات عدة. ولا يؤيد القطب السياسي الرأي القائل ان ليس لدى لحود والحريري ما يتبادلانه في أول لقاء يجمعهما منذ مدة طويلة، مضيفاً ان الاجتماع خطوة أولى على طريق تطبيع العلاقة التي لا يجوز ان تتأثر بالافتراضات السابقة المستمدة من الحقبة السياسية الماضية، والتي كانت تستبعد امكان قيام تعاون لتباين في المزاج والطبع. وكشف ل"الحياة" عن دور العراب الذي يمارسه رئيس المجلس النيابي نبيه بري في تحضير الأجواء لمثل هذا اللقاء الذي لا يمكن التعامل معه على انه بروتوكولي، ويأتي قبل توجه الحريري في زيارة خاصة الى السنغال، بمقدار ما انه يصب في خانة المصارحة والمكاشفة التامة المفتوحة على الاحتمالات المترتبة على بدء مرحلة سياسية جديدة، من أول استحقاقاتها تشكيل الحكومة العتيدة. ولفت الى ان لرئيس المجلس دوراً أساسياً في تقصير المسافة السياسية بين لحود والحريري، مؤكداً ان لديه من الدعم ما يسمح له باتباع سياسية النفس الطويل، من أجل ازالة العوائق التي قد تحول دون ترميم العلاقة وصولاً الى تطبيعها. وإذ أشار الى الدعم السوري المطلق لدور بري على هذا الصعيد انطلاقاً من رغبة دمشق في قطع الطريق على من يعتقد ان لبنان يشهد خضة سياسة تغلب عليها لعبة شد الحبال، تواكب الجهود الآيلة الى تأمين الانتقال الطبيعي للسلطة، قال: "إن تطبيع العلاقة عملية مستمرة بينهما، تسلك مجراها بعيداً من الأضواء ويتخللها تبادل للرسائل تعكس النيات الطيبة لديهما تقديراً منهما لدقة المرحلة وحساسيتها التي تستدعي اعتبار كل ما يحول دون تعاونهما من الماضي". ونوه بموقف لحود الايجابي ورغبته في الانفتاح بما يخدم خطة النهوض بالبلد من مشكلاته الاقتصادية والاجتماعية في مقابل الاستعداد الذي يبديه الحريري لجهة قوله إن يده ممدودة الى التعاون مع رئيس الجمهورية، و"أن من يراهن على استحالة التفاهم بيننا سيكشف ان رهانه في غير محله، فقد كانت له مواقف لا يسعنا الا تقديرها وتأييدها والتنويه بها". ونقل القطب عن الحريري أيضاً: "ان من يقول منذ الآن إنني سأبادر فور وصولي الى رئاسة الحكومة، بالبحث عن تسجيل انتصارات من الماضي على الحكومة الحالية، فهو مخطئ، ولن يحتاج الى وقت ليلمس اننا لا نحبذ ذلك، ولسنا في وارد الالتفات الى الوراء ونحن نتحدث عن تضافر الجهود لانقاذ البلد". وأضاف الحريري امام زواره "اننا لن نسمح لأنفسنا أن نتبع الأسلوب نفسه الذي اتبعته الحكومة الحالية وانتقدناها بسببه، لا بل سنذكرها بالخير على كل عمل ايجابي قامت به من دون ان نفتح النار على الأخطاء التي وقعت فيها"، مؤكداً أنه وان كان لم يرشح نفسه الى رئاسة الحكومة، "ليس في وسعه سوى شكر كل الذين رشحوه". ومشيراً الى "ممارسته المسؤولية في اي موقع يكون فيه". ورأى القطب السياسي ان "من يراهن على وجود عائق يصعب تخطيه امام قيام تعاون بين لحود والحريري في حال جاءت الاستشارات النيابية لمصلحة تكليفه تأليف الحكومة، سيرى بأم العين مدى تفاهمهما على نحو لم يكن يتوقعه، مؤكداً ان لقاء بعبدا يشكل خطوة أولى وأساسية على طريق توجيه رسالة الى من يعنيهم الأمر ان التعاون سيكون خيارهما، خلافاً للافتراضات التي تروج عكس ذلك، خصوصاً ان من المبكر البحث في اسماء المرشحين لدخول الحكومة.