غادرت بغداد أمس طائرة إماراتية هي أول طائرة خليجية تكسر الحظر على العراق، فيما توجهت إلى "مطار صدام" طائرة جزائرية، وأعلن في أبوظبي أن الرحلة الجوية الإماراتية التي أقلت أمس وفداً برئاسة وزير الصحة، جاءت تنفيذاً لتوجيهات رئيس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فيما هدد البرلمان التركي بسحب التفويض الممنوح للطائرات الأميركية والبريطانية المرابطة في قاعدة انجيرلك لمراقبة شمال العراق. وأقلت طائرة من طراز "بوينغ 777" تابعة لشركة "طيران الإمارات" من مطار دبي صباح أمس وفداً رسمياً وإعلامياً وتجارياً كبيراً برئاسة حمد عبدالرحمن المدفع وزير الصحة الذي استقبله في "مطار صدام" وزير العمل العراقي وزير الصحة بالوكالة سعدي طعمة عباس. ونقلت الطائرة معدات وأجهزة طبية وأدوية هدية من شعب الإمارات لأطفال العراق. وأفادت وكالة أنباء الإمارات ان هذه الرحلة جاءت تنفيذاً لتوجيهات الشيخ زايد "لتخفيف معاناة الشعب العراقي" في ظل الحظر الدولي. وأمر الفريق أول الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع بتزويد الطائرة أجهزة وأدوية وبارسال أطباء متخصصين إلى بغداد. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" إن الإمارات ستعمل لتنظيم رحلات مماثلة إلى بغداد إذا حصلت على اذن من لجنة العقوبات. وذكرت ان الإمارات قدمت طلباً لنيل موافقة اللجنة على رحلة أمس، لكنها لم تنتظر الرد، وستعمل للحصول على اذونات جديدة. وأقلعت مساء أمس طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية متوجهة الى "مطار صدام" في أول رحلة من نوعها منذ عشرة أعزام. وقالت مصادر ان اقلاع الطائرة كان تأجل بسبب تأخر رد لجنة العقوبات على طلب قدمته الحكومة الجزائرية. وذكرت ان الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة حرص على تفادي "الخروج عن الشرعية الدولية" وعلى عدم المس بالعلاقات "الودية" مع بعض الدول العربية. وأكدت مصادر رسمية ان الطائرة نقلت نحو عشرة أطنان من الأدوية والأغذية والأدوات القرطاسية. وحرصت رئاسة الجمهورية على تجنب الاشارة الى الطابع الرسمي للرحلة، وأفادت وكالة الأنباء الجزائرية انها من تنظيم "شخصيات تمثل جمعيات في المجتمع المدني". وتقرر في آخر لحظة تقليص الوفد الجزائري الذي أقلته الطائرة الى نحو 70 شخصاً بينهم أطباء وكتاب وصحافيون ونواب. وكان مقرراً ان يضم الوفد 160 شخصاً، بينهم ممثلو كل الصحف الجزائرية وعدد كبير من النواب وقادة الأحزاب. مراقبة شمال العراق على صعيد آخر، أيدت حكومة بولند اجاويد بياناً للبرلمان التركي هدد بسحب التفويض الممنوح للطائرات الأميركية والبريطانية المرابطة في قاعدة انجيرلك التركية في اطار عملية "نورثرن ووتش" لمراقبة شمال العراق. وجاء تهديد البرلمان رداً على اعتراف لجنة نيابية أميركية ب"ابادة الأرمن"، وعشية قرار سيتخذه الكونغرس بهذا الصدد. وحضت حكومة اجاويد الكونغرس على أن يأخذ موقفها بجدية، وكذلك الانعكاسات المحتملة لقراره على "العلاقات الاستراتيجية" بين واشنطن وانقرة. وأقرت الخارجية التركية تعيين سفيرها في لندن محمد اكاد سفيراً لدى العراق، وينتظر تنفيذ القرار نتائج التصويت في الكونغرس على الاعتراف ب"ابادة الأرمن" في تركيا عام 1915. ومعروف أن الطائرات الأميركية والبريطانية المرابطة في انجيرلك تنفذ طلعات فوق شمال العراق لفرض الحظر الجوي. ويعد التهديد التركي المتعلق بإنهاء تفويض هذه الطائرات الأول من نوعه.