بغداد، أنقرة، واشنطن - أ ف ب - رويترز - أعلنت تركيا أمس انها لا تنوي الغاء التفويض الممنوح للطائرات الحربية الأميركية والبريطانية باستخدام قاعدة انجيرليك التركية للانطلاق في دوريات فوق شمال العراق. وجاء هذا الاعلان رداً على حديث لنائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز، الذي سيزور تركيا بعد غد الاثنين، أعرب فيه عن أمله في أن تقف انقرة الى جانب بغداد، معتبراً ان استخدام قاعدة انجيرليك "نقطة سوداء" في العلاقات بين البلدين تجب ازالتها. وعبرت الولاياتالمتحدة عن استيائها بسبب "استضافة" تركيا للمسؤول العراقي، لكن انقرة اعتبرت ان الحوار مع العراق "أمر طبيعي". وأعلن رئيس الوزراء التركي بولند اجاويد ان "تركيا تحدد سياستها الخارجية وحدها". وقال: "كل الذين يعربون عن قلقهم بشأن هذه الزيارة سيرون انه لا أساس لمخاوفهم من الصحة". وأضاف ان "الحوار بين الجيران أمر طبيعي". وكان وزير الخارجية التركي اسماعيل جيم صرح للصحافيين "انه قرار استخدام انجيرليك اتخذه البرلمان، ولا يمكن تغييره الا من خلاله"، مضيفاً: "لا يمكن أن تفعل الحكومة شيئاً حيال هذا الأمر، وهي لا تعتزم اتخاذ أي اجراء بهذا الصدد". وكان عزيز أدلى في حديث نشرته صحيفة "تركيا" أمس قال فيه: "نأمل في رؤية تركيا الى جانبنا، لأن العراقوتركيا بلدان تربط بينهما صداقة يجب الحفاظ عليها". وأضاف: "ان استخدام المقاتلات الأميركية قاعدة انجيرليك لقصف العراق نقطة سوداء في العلاقات العراقية - التركية. ويجب العمل على الغاء هذه النقطة السوداء وسأتطرق الى هذه القضية خلال محادثاتي مع اجاويد". وتستخدم الطائرات الأميركية والبريطانية قاعدة انجيرليك لمراقبة منطقة الحظر الجوي في شمال العراق التي فرضها الحلفاء بعد انتهاء حرب الخليج في 1991. في مقابل ذلك، ذكر جيمس روبن، الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية في بيان صحافي نشر أول من أمس: "لا نفهم قرار رئيس الوزراء اجاويد استضافة طارق عزيز في هذا الوقت". وأضاف: "نتوقع من الحكومة التركية ان توضح بجلاء لطارق عزيز ان جذور المواجهة الحالية مع العراق هي رفض بغداد طوال ثمانية أعوام تلبية التزاماتها تجاه الأممالمتحدة، وأخيراً تحدياتها لمنطقتي حظر الطيران". وكان أجاويد أعلن أول من أمس ان بلاده ستقدم "اقتراحات بناءة يرتاح اليها العالم اجمع" من أجل تسوية الأزمة العراقية. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون ان القوات العراقية اطلقت النيران على طائرة أميركية اثناء قيامها بدورية في منطقة الحظر الجوي في شمال العراق، لكن الطائرة لم تصب. وأضاف بيان للوزارة أمس ان مقاتلة من طراز "ف - 16" قصفت بطارية للدفاع الجوي العراقي قرب الموصل بعدما استهدفتها المضادات الأرضية العراقية. وأعلنت "وكالة الأنباء العراقية" ان مدنياً عراقياً قتل وأصيب آخر بجروح بعدما قصفت "طائرات معادية منشآت مدنية في الموصل". وكانت الوكالة اعلنت ان مدنيين على الأقل قتلا أول من أمس في غارات جوية أميركية في جنوب شرقي البلاد. وأفاد البنتاغون ان ليس في امكانه تأكيد مقتل أي مدنيين.