ميلانو ايطاليا - أ ف ب - تأمل شركة فيراري ومعها 50 مليون ايطالي ان يمحو سائقها الايرلندي ادي إرفاين 20 عاماً من الحرمان والاحباط ويتوج بطلاً للعالم لسيارات فورمولا واحد مع نهاية الجولة الاخيرة التي ستقام لنيل جائزة اليابان الكبرى بعد غد على حلبة سوزوكا. واطلق الايطاليون إسم "الفجر الاحمر" على السباق لان لون سياراتها هو الاحمر ولان السباق سيقام فجراً بالتوقيت الاوروبي 00،5 بتوقيت غرينيتش. ويتصدر إرفاين بطولة العالم بفارق 4 نقاط عن سائق ماكلارين مرسيدس الفنلندي ميكا هاكينن حامل اللقب الموسم الماضي. ويكفي الايرلندي ان يبقى امام الفنلندي في السباق ليضمن احراز اللقب. وعاشت فيراري عقدين من العذاب منذ ان احرز سائقها الجنوب افريقي جودي شيكتر اللقب للمرة الاخيرة عام 1979، لكنها تتوسم خيراً هذه المرة. واللافت ان التتويج، في حال حصوله، لن يتم عن طريق الالماني ميكايل شوماخر السائق الاول في فيراري بل عن طريق إرفاين السائق الثاني. وكان شوماخر تعرض لحادث مروع على حلبة سيلفرستون الانكليزية في تموز يوليو الماضي فأصيب بكسر مضاعف في قصبتي الساق وخضع لعملية جراحية واضطر الى الغياب عن الحلبات نحو ثلاثة اشهر، واضاع بالتالي فرصة المنافسة على اللقب. وغالباً ما كانت النجاحات في سباقات فورمولا واحد تعتمد على عنصرين هما سائق ماهر وسيارة قوية... ويحلم صاحب كل شركة بالطبع ان يملك الاثنين، لكن الواقعيين يدركون تماماً انهم محظوظون بمجرد الحصول على احدهما. في اي حال، فان فيراري فشلت مراراً وتكراراً في ايجاد نوع من التوازن بين السائق الماهر والسيارة القوية. ووجدت فيراري صعوبات في ظل المنافسة القوية في الثمانينات من ماكلارين وهوندا، ورغم احرازها بطولة الصانعين عامي 1982 و1983 فإنها فشلت في مجاراة موهبة السائقين البرازيلي نلسون بيكيه والفرنسي الن بروست. ثم استمرت سيطرة محركات هوندا مع ماكلارين وبعدها بينيتون من دون ان تتمكن فيراري من تحسين وضعها. وتوسمت الشركة خيراً عندما تعاقدت في مطلع التسعينات مع الفرنسي بروست بطل العالم ثلاث مرات، لكن الاخير فشل في مجاراة موهبة الساحر البرازيلي ايرتون سينا، وزاد الطين بلة، استحداث شركة رينو محرك "ف10" الذي احدث ثورة في عالم المحركات في سباقات فورمولا واحد. ولم تقف فيراري موقف المتفرج، واحدثت ثورة حقيقية، فتعاقدت اولاً مع الفرنسي جان توت الذي كان يعمل مع شركة بيجو الفرنسية من دون ان تكون له الخبرة الكافية في الفورمولا واحد، ثم دفعت مبلغاً خرافيا للتعاقد مع شوماخر بطل العالم مرتين عامي 1994 و1995 مع بينيتون هو 25 مليون دولار سنوياً. وبعد ان تعاقدت مع شوماخر، فإنها جهدت لتضييق الفارق التكنولوجي الذي كان يفصلها عن الشركات الاخرى. وفي عامه الاول معها، بذل شوماخر مجهوداً كبيراً واحرز ثلاثة سباقات، ونجح في المنافسة على اللقب حتى الرمق الاخير في العامين التاليين من دون ان يفوز به. عام 1997، في السباق الاخير في سوزوكا، اصطدم شوماخر عمداً بمنافسه الوحيد على اللقب الكندي جاك فيلنوف، فخرج الاول عن المضمار واحرز الاخير اللقب. وفي العام الماضي، ولحظة انطلاق السباق، لم تقلع سيارة شوماخر فاضطر المنظمون الى اعادة الانطلاق لكن الالماني كان آخر المنطلقين بحسب القانون. وعلى الرغم من تجاوزه اكثر من منافس واحتلاله المركز الثالث في اللفة العشرين، الا انه اضطر الى الانسحاب في منتصف السباق ليتوج الفنلندي ميكا هاكينن بطلاً للعالم. وفي الموسم الحالي، وبعد اصابة شوماخر، اعتبر الجميع ان هاكينن سيحسم اللقب بسهولة بالغة، لكن الاخطاء التي ارتكبها فريق ماكلارين والحظ الذي عاند سيارة هاكينن جعلت ارفاين يستغل هذه الامور ويدخل السباق الاخير مع افضلية لاحراز اللقب.