يسعى التونسيون الى استقطاب أعداد متزايدة من السياح البريطانيين في اطار تنويع الأسواق السياحية التي بقيت مركزة على المانيا التي يأتي منها مليون سائح في السنة. وشكلت زيارة العمل التي أداها رئيس مجموعة السفر البريطانية "ايرتورز" ديفيد كروسلاند تكريساً لانعطاف مرتقب في اجتذاب السياح البريطانيين الى المنتجعات والمدن السياحية التونسية. وقال كروسلاند 52 عاماً الذي التقته "الحياة" في الميناء السياحي "القنطاوي" انه أتى الى تونس تلبية لدعوة من رئيس "اتحاد أصحاب الفنادق" رضوان بن صالح، للبحث في امكانات ترتيب رحلات سياحية لزبائن مجموعته، التي تقدم خدمات ل11 مليون سائح في السنة، الى المناطق السياحية التونسية. وتتألف "ايرتورز" من 24 شركة سفر فرعية وتشغل 27 ألف مستخدم ولديها 1500 مكتب مبيعات وهي تملك ثلاث شركات طيران يتألف اسطولها من 60 طائرة و77 فندقاً سعتها 44 ألف سرير وعشر سفن مخصصة للرحلات السياحية ما بوأها المركز الثاني بين شركات السفر في العالم. وأفاد كروسلاند انه زار 12 فندقاً وجال على المناطق السياحية الرئيسية في تونس لا سيما المجمع الجديد "ياسمين الحمامات" وميناء القنطاوي الذي يستقبل اليخوت من بلدان كثيرة ويضم مجمع فنادق فخمة. وأوضح ان جولته أقنعته بأن تونس تشكل مقصداً مستقبلياً للسياح البريطانيين والأوروبيين. وأشار الى انه زار تونس في العام 1992 وانه لاحظ ان السعادة تغمر جميع السياح الذين تحدث اليهم في المناطق التي زارها. وحض كروسلاند التونسيين على تكثيف الحملات الترويجية في بريطانيا "لرفع مستوى سمعة البلد السياحية الى مكانة تعكس مستوى البنية الاساسية والميزات الطبيعية المتوافرة للسائح الاجنبي". وتعهد وضع خطة تسويقية جديدة لتكثيف استقطاب السياح البريطانيين الى تونس. وتوقع مضاعفة حجم التدفق الحالي نحو تونس ثلاث مرات في غضون السنوات الثلاث المقبلة. وأوضح ان مجموعته لا ترسل حالياً سوى 200 ألف سائح بريطاني الى تونس وقدر أعدادهم في غضون ثلاث سنوات ب600 ألف زبون. ويعزى إقبال السياح البريطانيين على السواحل التونسية الى كون بياضها الناصع وشمسها الصافية ينسيان الزائر ضباب لندن ومناخها العابس. "يستمر الصيف هنا طيلة نصف السنة تقريباً" هكذا قال ل"الحياة" السائح تشارلز بينيت في اشارة الى فصلي الخريف والربيع اللذين يعتبر سكان البلدان الشمالية أنهما مناسبان للسباحة والاستلقاء ساعات طويلة تحت دفء الشمس. ويستثمر التونسيون سواحلهم التي تمتد على أكثر من 1300 كيلومتر لاجتذاب السياح الشماليين المحرومين من الشمس والبحر الدافئ ومن ضمنهم البريطانيون. وأوضح جون هوليستون رفيق بينيت ان ما يشجع على زيارة تونس هو كون "الرحلة بالطائرة من لندن ليست أطول من الرحلة بين باريسوتونس نحو 135 دقيقة وبعدها تجد نفسك في قارة اخرى ومناظر مختلفة ومناخ دائم الصحو". وأضاف هوليستون الذي جاء مع زميله واسرتيهما لتمضية اجازة تستمر اسبوعين في منتجع "القنطاوي": "وصلنا من لندن في النصف الأول من آب اغسطس حيث تركنا المطر ينهمر والسحب الداكنة تحجب وجه السماء لنجد هنا مناخاً صيفياً حفزنا على الركض الى البحر ما ان وضعنا حقائبنا في غرفة الفندق". واذا ما باشر ديفيد كروسلاند حملاته الترويجية قريباً في بريطانيا فسيكون هناك آلاف من أمثال بينيت وهوليستون يحزمون حقائبهم الى المنتجعات التونسية.