اتهم نائب وزير الأمن الاسرائيلي افرايم سنيه امس سورية بأنها "لا تقوم بالدور المتوقع منها بمنع تنظيمات مختلفة، وعلى رأسها "حزب الله" من تسخين الحدود بين اسرائيل ولبنان". وقال ان "ليس من مصلحة سورية ان يحصل تسخين كهذا لأنها ستشعر بنتائجه في اراضيها، وهي لا تعي، على ما يبدو، ما سيؤدي اليه هذا التسخين من تدهور". ورأى ان خطاب الرئيس السوري بشار الاسد في قمة القاهرة وعدم منع سورية الاعتداءات على اسرائل عبر حدودها مع لبنان "مؤشر خطير" الى ان الاسد "يتبنى طريقاً آخر"، من دون ان يفصح اكثر. وكان سنيه التقى، وعدداً من قياديي الجيش، رؤساء بلديات ما يعرف ببلدات المواجهة المتاخمة للحدود اللبنانية، وقد طلبوا عقد هذا الاجتماع للاستماع الى استعدادات الجيش والجبهة الداخلية لاحتمالات تجدد الاشتباكات بين اسرائيل و"حزب الله". وقال سنيه: "ان حزب الله، وبدعم من ايران، قد يحاول القيام بعمليات عسكرية في احدى البلدات الاسرائيلية الحدودية او تنفيذ عملية انتحارية قرب موقع عسكري اسرائيلي، وانه يسعى، وتنظيمات فلسطينية، الى فتح جبهة مواجهة اخرى مع اسرائيل اضافة الى الجبهة مع الفلسطينيين، وان اسرائيل تأخذ في حساباتها كل الامكانات". وأبلغ قائد المنطقة الشمالية العميد غابي اشكنازي مواطني البلدات المتاخمة للحدود ان على الجيش الاستعداد لامكان استئناف ما سماه ب"العمليات الارهابية"، على الحدود مع لبنان، وان "حزب الله" يحاول تسخين الحدود في مزارع شبعا. وقال إن بناء الجدار الحدودي الجديد سينتهي اواخر الشهر المقبل. الى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أن إحدى دورياته تعرضت أمس لإطلاق نار من أسلحة آلية من داخل الأراضي اللبنانية، حين كانت تسير على الحدود، غرب منطقة الجليل، قرب مستوطنة زرعيت الإسرائيلية. وقال مصدر مقرب منه ان وحدة إسرائيلية ردت على الفور بإطلاق النار من دون أن يؤدي ذلك الى وقوع اصابات. لكن وكالة "فرانس برس" نقلت عن اجهزة الامن اللبنانية نفيها حصول اي اطلاق نار في اتجاه اسرائيل من لبنان، في وقت نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول اعلامي في "حزب الله" ان الحزب لا يعلم شيئاً عن اي هجوم من الجانب اللبناني. وقال ان اطلاق النار الوحيد امس حدث من الجانب الاسرائيلي عندما اطلق جنود اسرائيليون ثلاث رصاصات على نساء كن يتظاهرن عند "بوابة فاطمة". وكان نحو ألفي امرأة وطفل من ذوي "شهداء المقاومة الاسلامية" تجمعوا صباح امس عند "بوابة فاطمة" بدعوة من الهيئات النسائية في "حزب الله"، تعبيراً عن دعم الانتفاضة الفلسطينية، وحملوا أعلام الحزب والأعلام اللبنانية والفلسطينية وهتفوا: "خيبر خيبر يا يهود نحن صرنا ع الحدود"، و"حزب الله قادمون". وحملوا لافتات كتب على بعضها "دماء محمد الدرة واخوانه حجة على المسلمين لينهضوا، وأميركا ام الارهاب في العالم". واحرقوا مجسمين، الاول يمثل وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت والثاني "احد القناصة الاسرائيليين والنازيين الجدد". ثم ألقى المتظاهرون حجارة وزجاجات حارقة على السياج المقام على طول الحدود، وكان أربعة جنود إسرائيليين في الجهة المقابلة لجأوا الى داخل دشمتهم عندما وصل المتظاهرون، في باصات تحمل أعلام "حزب الله". واطلق الجنود عيارات نارية عدة في الهواء، لكن النسوة ألقين مزيداً من الحجارة وسط اطلاق هتافات التنديد بقوات الاحتلال. وقال ناطق باسم القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي "إننا نشهد سخونة ملحوظة في الوضع عند الحدود وقواتنا مستعدة لأي احتمال". وأضاف في حديث الى الإذاعة الإسرائيلية "ثمة حوادث شبه يومية تقع على طول الحدود، وهذا وضع لم نشهده منذ أشهر عدة".