رأى مدير شركة "نولدج فيو" السيد علي الأعسم "ان انتشار الانترنت في غياب قوة جبارة اقتصادية واحدة وفي ظل تعددية في الأقطاب الاقتصادية مع النهوض الهائل لآسيا، يوفر فرصاً تاريخية للتقدم لم تكن موجودة سابقاً". وقال ان حب البشرية للاطلاع على المعلومات وللتبادل التجاري وسرعة التطورات التكنولوجية المرتبطة بانترنت يدفعان الى التوسع الهائل لهذه الشبكة. وقال ان انترنت "أصبحت واسطة مهمة للتبادل التجاري إذ يقدر أن يصل حجم التبادل التجاري عبر الشبكة الى 1300 بليون دولار سنة 2003، منها بليون دولار فقط في العالم العربي. وتكسر الانترنت الحواجز الاقتصادية ولهذا فانها تعطي الفرصة للمنتجين العرب لعرض منتجاتهم على السوق العالمية. وربما سيكون من أهم هذه المنتجات برامج الكومبيوتر التطبيقية لمختلف المجالات العلمية والتجارية وتجارة المعلومات. ومن المفيد التطرق الى أن صادرات الهند الى الغرب في تكنولوجيا المعلومات تجاوزت ال2500 مليون دولار سنوياً وتزداد كل عام بأكثر من 50 في المئة". واعتبر ان تقنية انترنت هي تقنية سهلة نسبياً، تشكل فرصة تاريخية للعالم العربي لأن يتحول من مستهلك للمعلومات والخدمات والبضائع الى مصدر لهذه الخدمات، وهي فرصة لخلق ثورة تقنية واسعة يكون جيشها عشرات بل مئات الألوف من طلبة الجامعات والمعاهد والمبدعين المرتبطين بدور التطوير والبرمجة والابداع الثقافي والفني. ومن شأن هذه التقنية تسريع وتيرة انشاء سوق عربية اقتصادية ومعلوماتية موحدة. كما من شأنها المساهمة في نهضة ثقافية واجتماعية كبيرة في العالم العربي قوامها الابداع الفكري والعلمي والنشر الحر وتبادل المعرفة في العالم العربي ومع العالم الخارجي. وأضاف ان السوق المعلوماتية أصبحت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتجارة الالكترونية مما يعطي فرصاً كبيرة للصحافة العربية للتوسع عربياً وعالمياً في هذا المجال، وأكد ان الصحافة العربية "حققت تقدماً كبيراً في أواخر الثمانينات وبداية التسعينات في استخدام أحدث أنظمة النشر الالكتروني المعتمدة على تقنية "بوست سكربت"، وخصوصاً صحيفة "الحياة" التي سبقت جميع الصحف الأوروبية في التنضيد الالكتروني الكامل للصفحات عام 1986 وذلك بحوالي ثلاثة أشهر". وقال ان على الصحافة العربية أن تنتقل بجرأة الى الخطوة الثانية، الى ثورة النشر الالكتروني المتعدد الوساط، والى تأسيس الصحيفة الالكترونية وليس فقط عرض الصحيفة الورقية على انترنت، والى تأسيس بنوك المعلومات العربية، والى ربط النشر الورقي والصحفي بالنقل الحي التلفزيوني والاذاعي، والى توفير خدمات أخرى.