أكدت ايران انها ستتخذ "أي اجراء عملي توافق عليه الدول الاسلامية" في مواجهة المجازر الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني. وقال ل"الحياة" نائب وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية محمد صدر ان "عملية التسوية تعيش في دائرة الابهام والغموض من دون أي مستقبل واضح". وشدد على أن "الجرائم الاسرائيلية ضد الفلسطينيين تثير غضب جميع المسلمين في العالم". ولم يستبعد قيام تعاون جدي برعاية طهران بين حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" و"حزب الله" ضد اسرائيل، من دون أن يُفصح عن طبيعة هذا التعاون. وتابع محمد صدر في حديثه الى "الحياة": "ندعم تحرير الأراضي الفلسطينية، ومن الطبيعي أن نؤيد أي فريق يتحرك في هذا الاتجاه". وكرر ان "اسرائيل ستزول يوماً وستعود كل فلسطين الى الشعب الفلسطيني". وأشار الى ان ايران "تدعم تحرك الشعب الفلسطيني من أجل تحرير أراضيه، وإذا أخمدت الانتفاضة في هذه المرحلة ستعود في مرحلة لاحقة". وعن نتائج جولته العربية الأخيرة كممثل للرئيس محمد خاتمي، والاستفادة من نتائجها لمواجهة ما يحدث في فلسطين قال صدر: "تحركنا جاء رداً على ما حصل في قمة كامب ديفيد، اذ شعرنا بأن الطرف الفلسطيني يتعرض لضغوط جدية أميركية واسرائيلية". واعتبر أن نتائج التحرك الايراني "كانت مؤثرة الى حد كبير في شأن القضية الأساسية، القدس، وحتى الآن لم تنجح الضغوط الأميركية والاسرائيلية في أخذ مكتسبات في القدس". وأوضح ان "الغموض يخيم على مستقبل عملية التسوية والرئيس ياسر عرفات لا يستطيع تقديم القدس للاسرائيليين، وهو يدرك أنه في حال قام بذلك سيواجه معارضة شديدة جداً من الشعب الفلسطيني ومن مسلمي العالم". واستدرك ان "اسرائيل ايضاً غير مستعدة لتقديم أي مكتسبات". وامتنع عن الخوض في محادثات وفد قيادة "حماس" في طهران، مكتفياً بالقول: "نبحث معهم المستجدات كلما زاروا ايران، ولدى قادة حماس برامجهم الخاصة، وهم يدرسون الخطوات التي يريدونها". ووصف محمد صدر تصريحات وزير الخارجية الاسرائيلي السابق ديفيد ليفي عن سعي ايراني الى الحوار مع تل أبيب، بأنها "كذب"، وأضاف: "الكذب هو دأب الكيان الصهيوني، كما القتل هو عادته".