أكد رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية السيد فاروق القدومي أن ما تقوم به إسرائيل في الأراضي الفلسطينية من أعمال إجرامية هو محاولة للسيطرة بالكامل على جميع الأراضي الفلسطينية بحجة حماية أمنها. وقال القدومي في حديث إلى "الحياة" إنه بعد سبع سنوات من المفاوضات "لم تتراجع إسرائيل عن عمليات القتل والعنف والإرهاب والمماطلة وتعطيل ما تم الاتفاق عليه وانهم مستمرون في بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي. وتحدث عن خطة إسرائيلية للتحرش بالشعب الفلسطيني واستفزازه، لافتاً إلى أن "هذه الخطة يتم تنفيذها من عهد رئيس الوزراء الاسبق اسحق رابين الذي ارتكب مجزرة الخليل ثم جاء بنيامين نتانياهو وافتتح النفق في الأقصى والآن يقوم باراك باستفزازنا بالسماح لشارون بدخول المسجد الأقصى". وأشار إلى أنهم "يريدون احتواء الضفة والقطاع وليس الخروج منها والمستوطنات تُبنى الآن بكثافة"، وقال ان رئيس وزراء إسرائيل ايهود باراك رفض التوقيع على ورقة اقترحها الرئيس الاميركي بيل كلينتون من أجل وقف المذابح التي ارتكبتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وقال: "إن ما تم في شرم الشيخ هو مذكرة تفاهم فقط من دون توقيع أي طرف من الأطراف، وهي مناشدة للطرفين لوقف العنف". ونفى قدومي توقيع اتفاق أمني في شرم الشيخ، وقال: "ليس هناك اتفاق أمني وإنما مذكرة تفاهم لم يوقع عليها أحد"، مؤكداً أن "حركة المقاومة الإسلامية" حماس لم تشترك حتى الآن في المقاومة وأن الذين يقاومون الآن هم رجال "فتح" وأن "القول إن حماس تقاوم أكذوبة كبرى". واشار إلى أن عدداً كبيراً من "حماس" اطلقوا من السجون وأن خروجهم لم يغير من الوضع شيئاً. وقال: "إذا كانت حماس تدعي أنها تستطيع القيام بشيء وأن وجودهم في السجون يحول دون ذلك، فالفرصة كانت مواتية للرد على انتهاكات زعيم ليكود ارييل شارون ولكن حماس لم تقم بشيء ولم يقم أي منهم بأي عملية ضد الإسرائيليين". واتهم قدومي "حماس" بأنها تقوم بضرب الفنادق والمطاعم الفلسطينية "بدلاً من أن يقاوموا الاحتلال". ودعا قدومي الدول العربية إلى تجميد العلاقات الديبلوماسية مع اسرائيل واستقطاب الرأي العام العالمي ليقوم بإجراءات ضدها في مجلس الأمن والأممالمتحدة، وطالب الدول العربية بتعزيز تضامنها مع الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن القيادة الفلسطينية طلبت من العرب أن تتولى الأممالمتحدة مسؤولية حماية الشعب الفلسطيني بشكل دائم. وأكد أن الشعب الفلسطيني يقوم بواجبه الوطني والديني في المحافظة على المقدسات، وشدد على ضرورة تنفيذ قرار الأممالمتحدة رقم 194 بإعادة اللاجئين إلى ديارهم وتجديد عمل اللجنة الدولية المشكلة من الولاياتالمتحدة وفرنسا وتركيا، مشيراً إلى أن الذي أعاق نشاط اللجنة هو إسرائيل التي امتنعت عن إعادة اللاجئين عبر لجنة التوفيق الدولية التي شكلت عام 1948.