أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الميت على ناصر بن سعود بن ناصر بن فرحان آل سعود وسارة آل الشيخ    أمير تبوك يستقبل وزير النقل والخدمات اللوجيستية    بعد تصريحاته المثيرة للجدل.. هل يغازل محمد صلاح الدوري السعودي؟    تعليم جازان يحتفي باليوم العالمي للطفل تحت شعار "مستقبل تعليمي أفضل لكل طفل"    توصية بعقد مؤتمر التوائم الملتصقة سنويًا بمبادرة سعودية    قطاع ومستشفى بلّحمر يُقيم فعالية "الأسبوع الخليجي للسكري"    كايسيد وتحالف الحضارات للأمم المتحدة يُمددان مذكرة التفاهم لأربعة أعوام    أمير الرياض يطلع على جهود إدارة تعليم المنطقة في تنفيذ مشروع التحول والحوكمة    «حساب المواطن»: بدء تطبيق معايير القدرة المالية على المتقدمين والمؤهلين وتفعيل الزيارات الميدانية للأفراد المستقلين    مدير فرع وزارة الصحة بجازان يفتتح المخيم الصحي الشتوي التوعوي    311 طالبًا وطالبة من تعليم جازان يؤدون اختبار مسابقة موهوب 2    ضيوف الملك يغادرون المدينة إلى مكة    وكيل إمارة المنطقة الشرقية يستقبل القنصل العام المصري    أمير حائل يستقبل سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى المملكة    حسين الصادق يستقبل من منصبه في المنتخب السعودي    السند يكرِّم المشاركين في مشروع التحول إلى الاستحقاق المحاسبي    "نايف الراجحي الاستثمارية" تستحوذ على حصة استراتيجية في شركة "موضوع" وتعزز استثمارها في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي    ترسية المشروع الاستثماري لتطوير كورنيش الحمراء بالدمام (الشاطئ الغربي)    السجن والغرامة ل 6 مواطنين ارتكبوا جريمة احتيالٍ مالي واستعمال أوراق نقدية مقلدة والترويج لها    وزير الاستثمار: 1,238 مستثمرًا دوليًا يحصلون على الإقامة المميزة في المملكة    الجامعة العربية بيت العرب ورمز وحدتهم وحريصون على التنسيق الدائم معها    تعطل حركة السفر في بريطانيا مع استمرار تداعيات العاصفة بيرت    NHC تطلق 10 مشاريع عمرانية في وجهة الفرسان شمال شرق الرياض    جبل محجة الاثري في شملي حائل ..أيقونه تاريخية تلفت أنظار سواح العالم .!    القيادة تهنئ رئيس جمهورية سورينام بذكرى استقلال بلاده    مدينة الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية تستضيف ختام منافسات الدرفت    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    بركان دوكونو في إندونيسيا يقذف عمود رماد يصل إلى 3000 متر    صفعة لتاريخ عمرو دياب.. معجب في مواجهة الهضبة «من يكسب» ؟    بمشاركة 480 خبيراً ومتحدثاً.. نائب أمير مكة يدشن «مؤتمر الابتكار في استدامة المياه»    16.8 % ارتفاع صادرات السعودية غير النفطية في الربع الثالث    «التعليم»: السماح بنقل معلمي العقود المكانية داخل نطاق الإدارات    لندن تتصدر حوادث سرقات الهواتف المحمولة عالمياً    «الإحصاء» قرعت جرس الإنذار: 40 % ارتفاع معدلات السمنة.. و«طبيب أسرة» يحذر    اقتراحات لمرور جدة حول حالات الازدحام الخانقة    أمر ملكي بتعيين 125 عضواً بمرتبة مُلازم بالنيابة العامة    «كل البيعة خربانة»    مشاكل اللاعب السعودي!!    في الجولة الخامسة من دوري أبطال آسيا للنخبة.. الأهلي ضيفًا على العين.. والنصر على الغرافة    في الجولة 11 من دوري يلو.. ديربي ساخن في حائل.. والنجمة يواجه الحزم    «واتساب» يغير طريقة إظهار شريط التفاعلات    أسبوع الحرف اليدوية    مايك تايسون، وشجاعة السعي وراء ما تؤمن بأنه صحيح    ال«ثريد» من جديد    ترحيب عربي بقرار المحكمة الجنائية الصادر باعتقال نتنياهو    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    الأهل والأقارب أولاً    اطلعوا على مراحل طباعة المصحف الشريف.. ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة يزورون المواقع التاريخية    أمير المنطقة الشرقية يرعى ملتقى "الممارسات الوقفية 2024"    السودان.. في زمن النسيان    لبنان.. بين فيليب حبيب وهوكشتاين !    مصر: انهيار صخري ينهي حياة 5 بمحافظة الوادي الجديد    انطلق بلا قيود    مسؤولة سويدية تخاف من الموز    أمير الرياض يكلف الغملاس محافظا للمزاحمية    111 رياضيًا يتنافسون في بادل بجازان    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لن نعترف بالدولة اليهودية.. ولا نثق في شارون.. ولم نسقط المقاومة
فاروق القدومي ل اليوم :
نشر في اليوم يوم 21 - 06 - 2003

في خضم الاحداث والتطورات المتلاحقة على ملف النزاع العربي الاسرائيلي سيما عقب قمتي شرم الشيخ والعقبة والزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الامريكي كولن باول للمنطقة حاليا تطفو على السطح عدة علامات استفهام، لكشف الواقع الذي تقف عليه حكومة رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (ابومازن) والدور الذي يقوم به الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في ظل التصعيد الاسرائيلي والخرق البين لمشروع خارطة السلام المسماة (خارطة الطريق). (اليوم) توجهت بكل الاستفهامات الى وزير الخارجية الفلسطيني الدكتور فاروق القدومي الذي اوضح بدوره الكثير حول المفاوضات الجارية حاليا، واختلال موازين القوى بين الطرفين، وعدم ثقة الحكومة الفلسطينية بوعود شارون، مستصحبا في ذلك مدى فاعلية مبارة سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز التي اصبحت مرجعية لخارطة الطريق، وتأُثير الانتخابات الامريكية على السلام في الشرق الاوسط. فكانت اجاباته كما يلي:
(اليوم) الاوضاع الراهنة تنذر بفشل (خارطة الطريق) فهل تسرعتم بقبولها؟
القدومي: (خارطة الطريق) مشروع امريكي وافقت عليه الدول الاوروبية وروسيا والامم المتحدة التي سيمت فيما بعد اللجنة الرباعية.. وموافقتنا على الخطة الامريكية جاء بناء على عوامل عدة اهمها التعهدات التي حصلنا عليه من اللجنة بتنفيذ المشروع وهو امر اخذته الدول العربية بعين الاعتبار والعامل الثاني ان الخطة مقسمة الى ثلاثة مراحل زمنية تهدف كماتشير المقدمة للتوصل الى تسوية عادلة شاملة للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي واقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة بحلول العام 2005م اضافة الى عامل آخر لا يقل اهمية عنها وهو اسناد مشروع التسوية الى تفاهمات سابقة مثل عدم اسقاط حق اللاجئين ومبدأ الارض مقابل السلام ومرجعية المبادرة العربية ومعاهدة مدريد للسلام والاحتكام للشرعية الدولية وهي في مجملها تمثل الحد الادنى من المطالب الفلسطينية ولكن المشكلة كالعادة تكمن في مدى جدية الطرف الاسرائيلي في تنفيذ التزاماته التي نصت عليها (خارطة الطريق).
المراقبون يرون في (خارطة الطريق) حلقة مفرغة في سلسلة وعود اسرائيلية .. متى يتعلم الفلسطينيون من دروس الماضي؟
نحن نعترف بان التجارب الماضية كانت مريرة مع الاسرائيلية لكن يجب ان لا تنسى ان (اوسلو) كانت صناعة اسرائيلية الامر الذي ادى الى فشلها بينما نعتقد ان خارطة الطريق شارك في صناعتها المجتمع الدولي وتتضمن من النصوص ما يضمن الحد الادنى من طموحات الفلسطينيين.
* ولكن المجتمع الدولي لم يضمن يوما تحقيق المطالب الفلسطينية؟
* اذا تحدثنا بصراحة يجب ان الا نغفل اختلال موازين القوى التي بلاشك اسقطت العديد من اوراق اللعب العربية.. وبنظرة فاحصة للمنطقة تجد ان العراق احتلت والولايات المتحدة بدأت تزمجر في المنطقة بلا رادع وانا هنا لا اعني ان نسلم للامر الواقع بقدر ما اعني الاحتكام للمنطق، وما دام العالم يضمن اقامة دولة مستقلة دون تقديم تنازلات فلسطينية فيجب علينا ان خوض التجربة واذا فشلنا (لا سمح الله) في تحقيق مبتغانا فسنقدم على الاقل للعالم رسالة مفادها ان العرب يريدون السلام ولنعتبر ذلك بمثابة محافظة على الذات ودرءا للشر.
واشير في ذلك الى ان هنالك امرا جوهريا قد يغيب عن البعض وهو ان خارطة الطريق لا تخص الفلسطينيين وحدهم وانما هي خطوة لخريطة طريق عربية لكونها تستند الى المبادرة العربية ولذلك نقول لابد وان يتحقق السلام على كل الجبهات العربية.
كيف يتم ذلك ولم تشترك سوريا ولبنان في قمة شرم الشيخ؟
قمة شرم الشيخ لم تطرح تنفيذ الخارطة وانما لتأكيد قبول الاطراف المعنية من حيث المبدأ عليها وتم ذلك في غياب بعض الاطراف العربية ولكن تنفيذ الاسرائيليين لالتزاماتهم تجاه الفلسطينيين سيمهد الطريق بلاشك لتفاهمات عربية اسرائيلية على كافة الجبهات في اطار المبادرة العربية.
سلطة واحدة واستراتيجية واحدة
الخارطة اوقعت الفلسطينيين في فخ المواجهة الفلسطينية الفلسطينية.. ما هي رؤيتكم لذلك؟
* على الجميع ان يعلم ان الحكومة الفلسطينية هي السلطة الوحيدة التي تملك الحق في التعامل مع القضايا السياسية الوطنية.. ونحن اذ نوافق على المضي في خارطة الطريق متى حقق الاسرائيليون التزاماتهم فاننا لن نجبر احدا على اعلان موافقته على الخارطة غير ان المنطق يقول اذا كنا نمضي في مشروع سياسي جديد دون تقديم تنازلات فلا يمكن ان تعترض الفصائل الاخرى الا اننا بحاجة اليوم الى الانسحاب الاسرائيلي لنقنع الجماهير بمشروعنا القادم.
الا تعتقد ان ذلك يصب في خانة ردود الفعل.. اين استراتيجيتكم اذن؟
السلطة الفلسطينية تعمل في اطار استراتيجية معلنة تتمثل في ان يحمل البندقية بيد وغصن الزيتون باليد الاخرى بمعنى ان نستمر في المقاومة، واذا جاءت فرصة للعمل السياسي نحاول استغلالها ونحن بهذه السياسة لا ندعي اننا سنهزم اسرائيل عسكريا ولكننا سننزع الافكار الاستعمارية والاستيطانية التي تعيش في مخيلتهم ونقول لهؤلاء الاسرائيليين لابد ان تعود الحقوق الفلسطينية للفلسطينيين وعلى رأسها حق اللاجئين في العودة والا فلن يروا الامن ولن يكون لهم اقتصاد ناجح.
تصعيد اسرائيلي
* هل مازلتم تأملون في التزام من الجانب الاسرائيلي في ظل التصعيد الاخير، واستئناف سياسة الاغتيالات؟
الشعب الفلسطيني مستمر في مقاومته اذا لم تنسحب اسرائيل لاننا باختصار لا نثق في شارون ولا في حكومته فهم مخادعون كذابون.. ومازلنا نصر ان الخطوة الاولى للخارطة تبدأ من انسحاب الجيش الاسرائيلي الى مواقعه ما قبل 28 سبتمبر من حيث انطلقت لتحتل المناطق التي كانت تسيطر عليها السلطة الفلسطينية.
واذا لم تنسحب؟
الانسحاب اولا.. وثانيا.. وثالثا.. واذا استمرت اسرائيل في احتلالها للمدن والضواحي والقرى الفلسطينية فمعنى ذلك انها لا تريد السلام وهذا يعني تعليق العمل بخارطة الطريق لان الانسحاب شرط اساسي تضمنه المرحلة الاولى لخارطة الطريق.. وبعد الانسحاب يمكن ان يطالب الفلسطينيون بالحفاظ على الامن في المناطق التي يسيطرون عليها.
اليهودية.. والابن الامريكي
تجددت في الاونة الاخيرة مطالبتكم بالاعتراف باسرائيل دولة يهودية وهو ما ردده رئيس الوزراء الاسرائيلي ايضا.. في حين يرى المطلعون على السياسة الاسرائيلية انها ذريعة لاسقاط حق اللاجئين وربما تهجير الفلسطينيين المقيمين بالدولة العبرية؟
نحن نرفض رفضا قاطعا ان نعترف باسرائيل دولة يهودية، فهي دولة لكافة مواطنيها بموجب قرار التقسيم في 15 مايو 48 حيث جاء في نص القرار ان المواطنين الذين يعيشون على الاراضي التي خصصت لهذه الدولة او تلك مناطق السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني يكتسبون المواطنة والجنسية للدولة محل اقامتهم بشكل تلقائي، اي انه ليس من حق الدولة عرق معين لمنحه حق المواطنة، واشار القرار ايضا الى حق العودة، كما ان قرار الامم المتحدة 194 جاء في نصه ان من حق اللاجئين العودة لديارهم وممتلكاتهم اينما كانت هذه الديار والممتلكات وهذا القرار تحديدا كانت الولايات المتحدة باستمرار تجدد طرحه في اروقة الامم المتحدة حتى سمي القرار ب (الابن الامريكي).
الاعتراف باسرائيل
الرئيس الامريكي طلب في قمة شرم الشيخ الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية؟
هذا غير مطروح والرئيس بوش اخطأ في استخدام هذه العبارة الا اذا كانت مقاصده (بروتوكولية) ليرضي بها شارون فهذا امر راجع له ولندع هذا الرئيس يقول رأيه لكن القيادة والشعب الفلسطيني ترفض هذه التسمية فلدينا 1200 مليون فلسطيني داخل اسرائيل وهم مواطنون اسرائيليون كما ان العالم يعلم ان الفلسطينيين والعرب لا يمكن ان يعترفوا بهذا والتساؤل المطروح هنا هل ستضغط الولايات المتحدة على اسرائيل لتتحمل مسؤولياتها ام انها ستتملص بذريعة او بأخرى لانها لا تريد السلام.
تأثيرات الانتخابات الامريكية
في الوقت الذي تراهنون فيه على الدور الامريكي يبرز متغير جديد قد يلقي بظلاله على مستقبل عملية السلام حين يبدأ الرئيس الامريكي استعداداته للانتخابات الرئاسية والتي تتطلب ارضاء اللوبي الصهيوني؟
يجب الا نغفل العديد من الامور المترابطة فيما يتعلق بالنزاع العربي الاسرائيلي ومنها ظروف الانتخابات الامريكية وما تتطلبه من ارضاء للصهاينة الامريكيين الا اننا متفائلون في وجود فرصة لبوش حتى شهر نوفمبر القادم يدفع خلالها المسيرة السلمية والتي لا نتوقع منه انجازها نتيجة ضغوط اللوبي الصهيوني عليه ابان الانتخابات لذلك نعتقد ان بامكانه احراز بعض الانجازات ليكمل ما تبقى بعد انتخابه لفترة رئاسية جديدة، على كل حال هذا أمر راجع له، اما نحن فنقول ان المقاومة مستمرة ولا يمكن ان نلقي السلاح لاننا نعرف ان العامل الحاسم في مصير الفلسطينيين هي المقاومة في الداخل يقنع اسرائيل ان امنها بخطر واقتصادها ينهار وعليها ان تقبل التسوية اما العوامل الخارجية فلن تضيف كثيرا سواء نجح بوش او جاء بوش آخر فقد مررنا برؤساء متعددين وظلت المقاومة هي شعلة الامن القومي العربي.
* وكيف ترون فاعلية المقاومة؟
المقاومة فعالة وعلى سبيل المثال كان شارون يعتقد انه في فترة وجيزة من الزمن سيقضي على المقاومة مراهنا على التفوق العسكري واذا بصلابة المقاومة تنهكه حتى زج 85 الف جندي والف وخمسمائة دبابة في معاركه ضد الفلسطينيين، وكانت النتيجة ان الفزع والقلق بدأ يدب في اسرائيل وبدأ يقتنع الاسرائيليون لاول مرة بان المقاومة موجودة في كل ارجاء فلسطين التاريخية ولم يعد القتال العربي على الحدود فقط فالمقاومة الفلسطينية ترى ان (يافا) لها وعلى شارون ان يسلمها لذلك نحن نعتقد ان الزمن في صالحنا واذا ارادوا السلام فنحن مستعدون ولكننا لن نستسلم الا بعودة وطننا واقامة دولتنا وعودة اللاجئين.
الدور السعودي
كيف تقيمون الدور السعودي في تفعيل عملية السلام والمتمثل في طروحات سمو ولي العهد وتأكيد المملكة المستمر لدعم القضية الفلسطينية؟
بلاشك كان للامير عبدالله دور هام في احياء عملية السلام وذلك بطرحه المبادرة التي تبنتها الدول العربية حيث اصبحت المبادرة مرجعية لخارطة الطريق التي طرحتها الولايات المتحدة واللجنة الرباعية واساسا لمؤتمر شرح الشيخ ولاشك ان المملكة من خلال المبادرة ساهمت في وضع معظم القضايا الفلسطينية العالقة كأساس لمشروع الحل خاصة موضوع اللاجئين والانسحاب من الاراضي المحتلة وازالة المستوطنات واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السياة وعاصمتها القدس اضافة الى امر هام وهو التأكيد على العمل الفوري خلافا لما جاء في تفاهمات اوسلو.
كيف استقبلتم مشروع المبادرة؟
ايدناها مباشرة.. واتذكر انه عندما ذهب سمو ولي العهد في شهر ابريل من العام الماضي الى الولايات المتحدة دار بينه وبين الرئيس الامريكي وادارته نقاش هام حيث الامير عبدالله بصراحة وشجاعة نادرة جدا قال لبوش ان الرجل اثنان رجل يحب الصدق ويستمع له ورجل يقول الصدق وتمت التفاهمات على اساس مشروع المبادرة وفي ذلك التاريخ قلت لسمو الامير سعود الفيصل انها خطوة ايجابية بالفعل وزيارة مباركة ونتوقع منها احياء عملية السلام وبعد فترة وجيزة القى الرئيس الامريكي كلمته في 6/24 حول مشروع التسوية الجديد (خارطة الطريق).
عرفات وابو مازن
بالنسبة لخلاف عرفات وابو مازن.. هل يمكن اعتباره خلافا رئاسيا؟
* الاختلافات في وجهات النظر لا يمكن اعتبارها خلافا فالمبدأ الديموقراطي يضمن حرية ابداء الرأي.. ومن حق كل مسئول ان يطرح ما يراه الافضل اما اعتباره خلافا فهذه مبالغة في الامر في تصوري لان اللجنة المركزية والتنفيذية ناقشت الامر والمجلس التشريعي عرضت عليه وتم مناقشته وفي النهاية اخذت الوزارة الثقة بالاغلبية.
والطروحات التي تتعلق بأفضلية شخص لتولي الوزارة هذه او تلك في اعتقادي مجرد اجتهادات يتم النقاش حولها في اطار الحكومة الفلسطينية وايا كانت مواقف اعضاء السلطة فهي من قبيل الاجتهاد ما دامت في نطاق التداول.
البعض يرى ان وجود (محمود عباس) على رأس السلطة التنفيذية قلل من دور الرئيس (عرفات
هذا يعود الى تنظيم جديد للحكم بضغط من الولايات المتحدة الامريكية يعتمد على الشكل البرلماني بدلا من الرئاسي ولكن عرفات ما يزال بالنسبة لنا ليس فقط رئيسا منتخبا بل قائد ثورة وكل فرد فلسطيني يمنح ولاءه لهذه الثورة وقائدها.
وليكن معلوما ان الرئيس الفلسطيني قبل طائعا ان يتنازل عن بعض صلاحياته لرئيس الوزراء ليبقى على فرص السلام ويكبح الذرائع الاسرائيلية الامريكية.
ولكن قادة العالم بدأوا يسقطون شرعيته برفض مقابلته؟
مهما اتخذ الآخرون من اجراءات لاسقاط شرعية عرفات بتجنب لقائه او الحديث معه فالقرار النهائي لايزال بيده، لانه هو من ينطق باسم القيادة الفلسطينية من ناحية ومن ناحية اخرى السلطة الوطنية مهمتها محدودة حسب الاتفاقات المعقودة والتي اعتبرت مرجعية السلطة والمجلس التشريعي هي منظمة التحرير الفلسطينية (اللجنة التنفيذية والمجلس الوطني) ومنظمة التحرير تنيب السلطة لتقوم بتوقيع الاتفاقات والمفاوضات واذا رجعنا الى محمود عباس نجد انه عضو اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير واسند له تشكيل الحكومة من رئيس المنظمة ياسر عرفات.
* وهل يمكن اعتبار عرفات مسئولا عما يجري على الساحة الفلسطينية اثناء محاصرته اسرائيليا في مقر القيادة؟
* يقال (يا قوي عايب) .. ونحن لا نريد ان نعطل المسيرة السلمية بالرغم مما نعانيه نتيجة التجاوزات الاسرائيلية او نتيجة الحصار الذي يعاني منه ابو عمار فهو رجل ثورة، ويعرف حق المعرفة ان الثائر لا بد وان يصبر على معاناته في فترة من الزمن اذا كان ذلك في صالح شعبه مهما كانت المعاناة وطال الزمن اما الحصار كمبدأ فهو يرفضه رفضا قاطعا ولكنه يقول (انا مشروع شهادة) و(هذا وطني ولن اقبل ان اخرج من وطني) وكل هذه المعاناة والتضحيات قبلها عرفات على مضض من اجل القضية الفلسطينية ولتصب في صالح الشعب الفلسطيني.
تنسيق عربي
كيف يجري التنسيق العربي حول القضية الفلسطينية في ظل المعطيات الجديدة؟
* التنسيق عال من خلال لجنة المتابعة والحركة المنبثقة من مؤتمر القمة العربي الاخير ونحرص خلال الاجتماعات على الاستماع الى التقارير التي تقدمها الدول العربية حول محادثاتها مع الدول المعنية بالسلام في الشرق الاوسط ويجري تناول المحاضر بالمناقشة ونقدم النصائح الى من يريد الاستمرار في هذا الطريق، بمعنى آخر اذا كانت هناك بعض الاخطاء او التجاوزات للخارطة فلا شك ان اللجنة والتي تضم في عضويتها وزراء الخارجية العرب سترفع تقاريرها للقمة العربية وملاحظاتها حول ما جرى في الاجتماعات.
وماذا بشأن حلم الدفاع العربي المشترك؟
الدفاع العربي المشترك اصبح في خبر كان.. فالأحداث التي حصلت منذ عام 90 والى هذا التاريخ لم تعرقل الدفاع المشترك فحسب بل اخفته من الوجود والكثير من الخلافات التي نجمت من حروب الخليج مع الاسف مزقت مشروعات العمل العربي المشترك.
وما الذي تؤكدون عليه في اللقاءات العربية؟
* نؤكد على ثلاثة محاور رئيسية اولا ضرورة ان تكون التسوية السياسية بمشاركة اطراف النزاع العربي الاسرائيلي لان لبنان وسورية معنا في نفس المركب لتكون التسوية شاملة وثانيا يجب ان تنفذ الدول العربية وعودها بصرف المستحقات التي التزمت بها تجاه السلطة الفلسطينية وثالثا ان تنشط الدول العربية في كافة الدوائر الدولية للحفاظ على المسار السلمي دون تغيير.
الاحتلال العراق الامريكي
كيف تنظرون للاحتلال الامريكي للعراق خاصة وانكم ما تزالون تحت نير الاحتلال الاسرائيلي؟
* انا كمواطن عربي اعتقد جازما ان المسئولية تقع اولا على الشعب العراقي كما هي واقعة على الشعب الفلسطيني والذي مايزال يقاوم المحتل ويجب على الدول العربية ان تدعمه على كل الصعد الممكنة وان يصروا على خروج القوات الامريكية لان ثروة العراقيين لشعب العراق وحده وبقاء العراق محتلا خطرا لكل الدول المجاورة والدول العربية قاطبة ولانقبل ان تقع دولة عربية تحت نير الاحتلال واعتقد جازما ان الشعب العراقي سيجد كل الطرق الممكنة لازالة الاحتلال, فالعراق بلد غني بأبنائه وفيه من المناضلين ما يكفي لانهاء الاحتلال وعدد سكان العراق يزيد على 24 مليونا ولايمكن مقارنته بالشعب الفلسطيني واعتقد ان بامكانه اقامة دولته الديمقراطية والممثلة لكافة فئاته دون وصاية من احد.
لكنكم تتعاملون مع الرئيس الامريكي باعتباره راعيا لعملية السلام؟
نحن نرفض عمل بوش فيما يخص احتلاله للعراق ونعتقد ان مبرراته غير صادقة وعلى امريكا ان تخرج من العراق ونرفض الاحتلال الامريكي للعراق كما نرفض الاحتلال الاسرائيلي لنا.
الارهاب في المفهوم الغربي بدا يطال المقاومة.. وبات الاعلام الامريكي المهيمن على العالم يعتبر كل ما هو فلسطيني مهما كانت صفته ارهابيا مالم يثبت براءته.. ما وفقكم من هذا الطرح؟
هذا المفهوم ليس حكرا على الفلسطينيين وكل الثورات كانت تتهم بالارهاب, فاذا نجحت سميت حركات تحرير, ونحن قوى تحرر وطنية, واروبا تؤكد باستمرار انها تتعامل مع منظمة التحرير والسلطة الوطنية فلا يمكن ان تتهمنا بالارهاب وامريكا تتعامل مع السلطة الفلسطينية فكيف يمكن ان تعتبرنا ارهابيين ولكن مع الاسف الشديد هناك من يريد ان يلصق الارهاب بالفلسطينيين مستغلين اعمال المقاومة مع ان ميثاق الامم المتحدة ينص على ان للشعوب المحتلة الحق في ان تقاوم الاحتلال بشتى الوسائل بما فيها الكفاح المسلح فلماذا يتهمونا بذلك في الوقت الذي يغضون الطرف عن شارون المعروف بانه مجرم الحرب ونتيجة للاعمال الارهابية التي قام بها رأت بعض الدول الاوروبية محاكمته. كما ان قاتل مبعوث الامم المتحدة ما يزال مطلوبا كمجرم حرب في بريطانيا, وعندما نستقل ان شاء الله ستنقلب صفتنا من ارهابيين الى ثائرين احرار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.