معرض سيتي سكيب يشهد إطلاق مشاريع للمنطقة الشرقية ب8 مليار ريال    وزير الطاقة يرأس وفد المملكة في مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP29)    المملكة تجدد دعوتها لدول العالم الانضمام للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين    جمعية يبصرون للعيون بمكة المكرمة تطلق فعاليات اليوم العالمي للسكري    تعيين أيمن المديفر رئيسًا تنفيذيًا مكلفًا لشركة نيوم    المملكة الأولى عربيا في مؤشر الأداء الإحصائي 2023    إطلاق 80 كائنا فطريا مهددا بالانقراض    المملكة تواصل توزيع السلال الغذائية في شمال قطاع غزة    وزير الخارجية يصل الهند في زيارة رسمية    مجلس الوزراء: تطبيق لائحة الاتصالات الرسمية والمحافظة على الوثائق ومعلوماتها استرشادياً لمدة سنة    جمعية «عطاءات وارفة» لذوي الإعاقة البصرية وجمعية الأطفال ذوي الإعاقة يوقعان اتفاقية تطويرية    حرس الحدود في عسير ينقذ مواطنًا من الغرق أثناء ممارسة السباحة    نائب أمير مكة يرأس اجتماع لجنة الحج المركزية    الاخضر يرفع وتيرة الاعداد للقاء استراليا    إسرائيل تهدد 14 بلدة جنوب لبنان وفرنسا تستدعي سفير تل أبيب    محافظ الطائف يستقبل مدير الموارد البشرية في منطقة مكة    ربع مليون طالب وطالبة في تعليم الطائف يحتفون باليوم الدولي للتسامح    الدراسة المتقدمة للشارة الخشبية تواصل فعالياتها بمحافظة الأحساء    ترمب يتجه لاختيار «روبيو» وزيراً للخارجية    فريق التمريض بمستشفى د. سليمان فقيه يحصل على اعتماد (ماغنت) الأمريكي    نائب الرئيس الإيراني: العلاقات مع السعودية ضرورية ومهمة    وزير الداخلية يرعى غداً الحفل السنوي لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.. وتخريج 259 طالباً وطالبة    أمير الجوف يرأس اجتماع اللجنة العليا لدعم ومساندة تنفيذ المشروعات بالمنطقة للربع الثالث 2024    التوقيع على وثيقة الآلية الثلاثية لدعم فلسطين بين منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الإفريقي    استقرار أسعار النفط في التعاملات المبكرة    سماء غائمة يتخللها سحب ممطرة على جازان وعسير والباحة ومكة    استشارية: "السكري في العائله" يزيد خطر إصابة الأطفال    هدف "العمار" يفوز بجائزة الهدف الأجمل في الجولة العاشرة بدوري روشن    الرباعي والمالكي يحتفلان بزواج آلاء ومحمد    1.1 مليار ريال إجمالي دخل تطبيقات نقل الركاب    الأولمبياد الخاص السعودي يشارك في الاجتماع السنوي للبرامج الصحية الإقليمية في الرباط    نيمار: المملكة تملك المقومات لإنجاح تنظيم كأس العالم    ولي عهد الكويت يدعو لتكاتف المجتمع الدولي لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية    رونالدو لا يستطيع تحقيق البطولات لوحده    تحديد موعد اجتماع مشروع توثيق تاريخ كرة القدم    المملكة تستضيف المؤتمر الإقليمي لشبكة الروابط العائلية للشرق الأدنى والأوسط    الرئيس السوري: تحويل المبادئ حول الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين ولبنان إلى واقع    احذر.. بعد العاشرة ليلاً تحدث الجلطات    5 أمور تخلّصك من الزكام    الموسيقى الهادئة تجنبك استيقاظ منتصف الليل    تحت رعاية سمو ولي العهد.. وزير الحرس الوطني يفتتح القمة العالمية.. السعودية تقود مستقبل التقنية الحيوية في العالم    الداخلية تعزز منظومة الأمن بمركبات كهربائية    جوائز التميز.. عوامل الهدم ومقومات البناء!    علو الكعب    صالة سينما تتحول إلى «حلبة مصارعة للسيدات»    وزارة الداخلية تطلق ختماً خاصاً ب «سيتي سكيب»    التنمر.. بين مطرقة الألم وسندان المواجهة    سمو ولي العهد والرئيس الإيراني يستعرضان تطور العلاقات    لاعتدائه على حكم.. حبس رئيس ناد تركي لمدة 3 أعوام    المظهر والكاريزما!    رئيس الحكومة المغربية يشدد على ضرورة الوقف الدائم لإطلاق النار    الأمر بالمعروف بجازان تفعِّل المحتوي التوعوي "جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة التطرف والإرهاب" بمحافظة بيش    البرهان: السودان قادر على الخروج إلى بر الأمان    اطلع على مشاريع المياه.. الأمير سعود بن نايف يستقبل أعضاء الشورى المعينين حديثاً    أمير الرياض يطلع على جهود الأمر بالمعروف        منسج كسوة الكعبة المشرفة ضمن جناح وجهة "مسار" بمعرض سيتي سكيب العالمي المملكة العربية السعودية    مراسل الأخبار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لن نعترف بالدولة اليهودية.. ولا نثق في شارون.. ولم نسقط المقاومة
فاروق القدومي ل اليوم :
نشر في اليوم يوم 21 - 06 - 2003

في خضم الاحداث والتطورات المتلاحقة على ملف النزاع العربي الاسرائيلي سيما عقب قمتي شرم الشيخ والعقبة والزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الامريكي كولن باول للمنطقة حاليا تطفو على السطح عدة علامات استفهام، لكشف الواقع الذي تقف عليه حكومة رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (ابومازن) والدور الذي يقوم به الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في ظل التصعيد الاسرائيلي والخرق البين لمشروع خارطة السلام المسماة (خارطة الطريق). (اليوم) توجهت بكل الاستفهامات الى وزير الخارجية الفلسطيني الدكتور فاروق القدومي الذي اوضح بدوره الكثير حول المفاوضات الجارية حاليا، واختلال موازين القوى بين الطرفين، وعدم ثقة الحكومة الفلسطينية بوعود شارون، مستصحبا في ذلك مدى فاعلية مبارة سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز التي اصبحت مرجعية لخارطة الطريق، وتأُثير الانتخابات الامريكية على السلام في الشرق الاوسط. فكانت اجاباته كما يلي:
(اليوم) الاوضاع الراهنة تنذر بفشل (خارطة الطريق) فهل تسرعتم بقبولها؟
القدومي: (خارطة الطريق) مشروع امريكي وافقت عليه الدول الاوروبية وروسيا والامم المتحدة التي سيمت فيما بعد اللجنة الرباعية.. وموافقتنا على الخطة الامريكية جاء بناء على عوامل عدة اهمها التعهدات التي حصلنا عليه من اللجنة بتنفيذ المشروع وهو امر اخذته الدول العربية بعين الاعتبار والعامل الثاني ان الخطة مقسمة الى ثلاثة مراحل زمنية تهدف كماتشير المقدمة للتوصل الى تسوية عادلة شاملة للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي واقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة بحلول العام 2005م اضافة الى عامل آخر لا يقل اهمية عنها وهو اسناد مشروع التسوية الى تفاهمات سابقة مثل عدم اسقاط حق اللاجئين ومبدأ الارض مقابل السلام ومرجعية المبادرة العربية ومعاهدة مدريد للسلام والاحتكام للشرعية الدولية وهي في مجملها تمثل الحد الادنى من المطالب الفلسطينية ولكن المشكلة كالعادة تكمن في مدى جدية الطرف الاسرائيلي في تنفيذ التزاماته التي نصت عليها (خارطة الطريق).
المراقبون يرون في (خارطة الطريق) حلقة مفرغة في سلسلة وعود اسرائيلية .. متى يتعلم الفلسطينيون من دروس الماضي؟
نحن نعترف بان التجارب الماضية كانت مريرة مع الاسرائيلية لكن يجب ان لا تنسى ان (اوسلو) كانت صناعة اسرائيلية الامر الذي ادى الى فشلها بينما نعتقد ان خارطة الطريق شارك في صناعتها المجتمع الدولي وتتضمن من النصوص ما يضمن الحد الادنى من طموحات الفلسطينيين.
* ولكن المجتمع الدولي لم يضمن يوما تحقيق المطالب الفلسطينية؟
* اذا تحدثنا بصراحة يجب ان الا نغفل اختلال موازين القوى التي بلاشك اسقطت العديد من اوراق اللعب العربية.. وبنظرة فاحصة للمنطقة تجد ان العراق احتلت والولايات المتحدة بدأت تزمجر في المنطقة بلا رادع وانا هنا لا اعني ان نسلم للامر الواقع بقدر ما اعني الاحتكام للمنطق، وما دام العالم يضمن اقامة دولة مستقلة دون تقديم تنازلات فلسطينية فيجب علينا ان خوض التجربة واذا فشلنا (لا سمح الله) في تحقيق مبتغانا فسنقدم على الاقل للعالم رسالة مفادها ان العرب يريدون السلام ولنعتبر ذلك بمثابة محافظة على الذات ودرءا للشر.
واشير في ذلك الى ان هنالك امرا جوهريا قد يغيب عن البعض وهو ان خارطة الطريق لا تخص الفلسطينيين وحدهم وانما هي خطوة لخريطة طريق عربية لكونها تستند الى المبادرة العربية ولذلك نقول لابد وان يتحقق السلام على كل الجبهات العربية.
كيف يتم ذلك ولم تشترك سوريا ولبنان في قمة شرم الشيخ؟
قمة شرم الشيخ لم تطرح تنفيذ الخارطة وانما لتأكيد قبول الاطراف المعنية من حيث المبدأ عليها وتم ذلك في غياب بعض الاطراف العربية ولكن تنفيذ الاسرائيليين لالتزاماتهم تجاه الفلسطينيين سيمهد الطريق بلاشك لتفاهمات عربية اسرائيلية على كافة الجبهات في اطار المبادرة العربية.
سلطة واحدة واستراتيجية واحدة
الخارطة اوقعت الفلسطينيين في فخ المواجهة الفلسطينية الفلسطينية.. ما هي رؤيتكم لذلك؟
* على الجميع ان يعلم ان الحكومة الفلسطينية هي السلطة الوحيدة التي تملك الحق في التعامل مع القضايا السياسية الوطنية.. ونحن اذ نوافق على المضي في خارطة الطريق متى حقق الاسرائيليون التزاماتهم فاننا لن نجبر احدا على اعلان موافقته على الخارطة غير ان المنطق يقول اذا كنا نمضي في مشروع سياسي جديد دون تقديم تنازلات فلا يمكن ان تعترض الفصائل الاخرى الا اننا بحاجة اليوم الى الانسحاب الاسرائيلي لنقنع الجماهير بمشروعنا القادم.
الا تعتقد ان ذلك يصب في خانة ردود الفعل.. اين استراتيجيتكم اذن؟
السلطة الفلسطينية تعمل في اطار استراتيجية معلنة تتمثل في ان يحمل البندقية بيد وغصن الزيتون باليد الاخرى بمعنى ان نستمر في المقاومة، واذا جاءت فرصة للعمل السياسي نحاول استغلالها ونحن بهذه السياسة لا ندعي اننا سنهزم اسرائيل عسكريا ولكننا سننزع الافكار الاستعمارية والاستيطانية التي تعيش في مخيلتهم ونقول لهؤلاء الاسرائيليين لابد ان تعود الحقوق الفلسطينية للفلسطينيين وعلى رأسها حق اللاجئين في العودة والا فلن يروا الامن ولن يكون لهم اقتصاد ناجح.
تصعيد اسرائيلي
* هل مازلتم تأملون في التزام من الجانب الاسرائيلي في ظل التصعيد الاخير، واستئناف سياسة الاغتيالات؟
الشعب الفلسطيني مستمر في مقاومته اذا لم تنسحب اسرائيل لاننا باختصار لا نثق في شارون ولا في حكومته فهم مخادعون كذابون.. ومازلنا نصر ان الخطوة الاولى للخارطة تبدأ من انسحاب الجيش الاسرائيلي الى مواقعه ما قبل 28 سبتمبر من حيث انطلقت لتحتل المناطق التي كانت تسيطر عليها السلطة الفلسطينية.
واذا لم تنسحب؟
الانسحاب اولا.. وثانيا.. وثالثا.. واذا استمرت اسرائيل في احتلالها للمدن والضواحي والقرى الفلسطينية فمعنى ذلك انها لا تريد السلام وهذا يعني تعليق العمل بخارطة الطريق لان الانسحاب شرط اساسي تضمنه المرحلة الاولى لخارطة الطريق.. وبعد الانسحاب يمكن ان يطالب الفلسطينيون بالحفاظ على الامن في المناطق التي يسيطرون عليها.
اليهودية.. والابن الامريكي
تجددت في الاونة الاخيرة مطالبتكم بالاعتراف باسرائيل دولة يهودية وهو ما ردده رئيس الوزراء الاسرائيلي ايضا.. في حين يرى المطلعون على السياسة الاسرائيلية انها ذريعة لاسقاط حق اللاجئين وربما تهجير الفلسطينيين المقيمين بالدولة العبرية؟
نحن نرفض رفضا قاطعا ان نعترف باسرائيل دولة يهودية، فهي دولة لكافة مواطنيها بموجب قرار التقسيم في 15 مايو 48 حيث جاء في نص القرار ان المواطنين الذين يعيشون على الاراضي التي خصصت لهذه الدولة او تلك مناطق السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني يكتسبون المواطنة والجنسية للدولة محل اقامتهم بشكل تلقائي، اي انه ليس من حق الدولة عرق معين لمنحه حق المواطنة، واشار القرار ايضا الى حق العودة، كما ان قرار الامم المتحدة 194 جاء في نصه ان من حق اللاجئين العودة لديارهم وممتلكاتهم اينما كانت هذه الديار والممتلكات وهذا القرار تحديدا كانت الولايات المتحدة باستمرار تجدد طرحه في اروقة الامم المتحدة حتى سمي القرار ب (الابن الامريكي).
الاعتراف باسرائيل
الرئيس الامريكي طلب في قمة شرم الشيخ الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية؟
هذا غير مطروح والرئيس بوش اخطأ في استخدام هذه العبارة الا اذا كانت مقاصده (بروتوكولية) ليرضي بها شارون فهذا امر راجع له ولندع هذا الرئيس يقول رأيه لكن القيادة والشعب الفلسطيني ترفض هذه التسمية فلدينا 1200 مليون فلسطيني داخل اسرائيل وهم مواطنون اسرائيليون كما ان العالم يعلم ان الفلسطينيين والعرب لا يمكن ان يعترفوا بهذا والتساؤل المطروح هنا هل ستضغط الولايات المتحدة على اسرائيل لتتحمل مسؤولياتها ام انها ستتملص بذريعة او بأخرى لانها لا تريد السلام.
تأثيرات الانتخابات الامريكية
في الوقت الذي تراهنون فيه على الدور الامريكي يبرز متغير جديد قد يلقي بظلاله على مستقبل عملية السلام حين يبدأ الرئيس الامريكي استعداداته للانتخابات الرئاسية والتي تتطلب ارضاء اللوبي الصهيوني؟
يجب الا نغفل العديد من الامور المترابطة فيما يتعلق بالنزاع العربي الاسرائيلي ومنها ظروف الانتخابات الامريكية وما تتطلبه من ارضاء للصهاينة الامريكيين الا اننا متفائلون في وجود فرصة لبوش حتى شهر نوفمبر القادم يدفع خلالها المسيرة السلمية والتي لا نتوقع منه انجازها نتيجة ضغوط اللوبي الصهيوني عليه ابان الانتخابات لذلك نعتقد ان بامكانه احراز بعض الانجازات ليكمل ما تبقى بعد انتخابه لفترة رئاسية جديدة، على كل حال هذا أمر راجع له، اما نحن فنقول ان المقاومة مستمرة ولا يمكن ان نلقي السلاح لاننا نعرف ان العامل الحاسم في مصير الفلسطينيين هي المقاومة في الداخل يقنع اسرائيل ان امنها بخطر واقتصادها ينهار وعليها ان تقبل التسوية اما العوامل الخارجية فلن تضيف كثيرا سواء نجح بوش او جاء بوش آخر فقد مررنا برؤساء متعددين وظلت المقاومة هي شعلة الامن القومي العربي.
* وكيف ترون فاعلية المقاومة؟
المقاومة فعالة وعلى سبيل المثال كان شارون يعتقد انه في فترة وجيزة من الزمن سيقضي على المقاومة مراهنا على التفوق العسكري واذا بصلابة المقاومة تنهكه حتى زج 85 الف جندي والف وخمسمائة دبابة في معاركه ضد الفلسطينيين، وكانت النتيجة ان الفزع والقلق بدأ يدب في اسرائيل وبدأ يقتنع الاسرائيليون لاول مرة بان المقاومة موجودة في كل ارجاء فلسطين التاريخية ولم يعد القتال العربي على الحدود فقط فالمقاومة الفلسطينية ترى ان (يافا) لها وعلى شارون ان يسلمها لذلك نحن نعتقد ان الزمن في صالحنا واذا ارادوا السلام فنحن مستعدون ولكننا لن نستسلم الا بعودة وطننا واقامة دولتنا وعودة اللاجئين.
الدور السعودي
كيف تقيمون الدور السعودي في تفعيل عملية السلام والمتمثل في طروحات سمو ولي العهد وتأكيد المملكة المستمر لدعم القضية الفلسطينية؟
بلاشك كان للامير عبدالله دور هام في احياء عملية السلام وذلك بطرحه المبادرة التي تبنتها الدول العربية حيث اصبحت المبادرة مرجعية لخارطة الطريق التي طرحتها الولايات المتحدة واللجنة الرباعية واساسا لمؤتمر شرح الشيخ ولاشك ان المملكة من خلال المبادرة ساهمت في وضع معظم القضايا الفلسطينية العالقة كأساس لمشروع الحل خاصة موضوع اللاجئين والانسحاب من الاراضي المحتلة وازالة المستوطنات واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السياة وعاصمتها القدس اضافة الى امر هام وهو التأكيد على العمل الفوري خلافا لما جاء في تفاهمات اوسلو.
كيف استقبلتم مشروع المبادرة؟
ايدناها مباشرة.. واتذكر انه عندما ذهب سمو ولي العهد في شهر ابريل من العام الماضي الى الولايات المتحدة دار بينه وبين الرئيس الامريكي وادارته نقاش هام حيث الامير عبدالله بصراحة وشجاعة نادرة جدا قال لبوش ان الرجل اثنان رجل يحب الصدق ويستمع له ورجل يقول الصدق وتمت التفاهمات على اساس مشروع المبادرة وفي ذلك التاريخ قلت لسمو الامير سعود الفيصل انها خطوة ايجابية بالفعل وزيارة مباركة ونتوقع منها احياء عملية السلام وبعد فترة وجيزة القى الرئيس الامريكي كلمته في 6/24 حول مشروع التسوية الجديد (خارطة الطريق).
عرفات وابو مازن
بالنسبة لخلاف عرفات وابو مازن.. هل يمكن اعتباره خلافا رئاسيا؟
* الاختلافات في وجهات النظر لا يمكن اعتبارها خلافا فالمبدأ الديموقراطي يضمن حرية ابداء الرأي.. ومن حق كل مسئول ان يطرح ما يراه الافضل اما اعتباره خلافا فهذه مبالغة في الامر في تصوري لان اللجنة المركزية والتنفيذية ناقشت الامر والمجلس التشريعي عرضت عليه وتم مناقشته وفي النهاية اخذت الوزارة الثقة بالاغلبية.
والطروحات التي تتعلق بأفضلية شخص لتولي الوزارة هذه او تلك في اعتقادي مجرد اجتهادات يتم النقاش حولها في اطار الحكومة الفلسطينية وايا كانت مواقف اعضاء السلطة فهي من قبيل الاجتهاد ما دامت في نطاق التداول.
البعض يرى ان وجود (محمود عباس) على رأس السلطة التنفيذية قلل من دور الرئيس (عرفات
هذا يعود الى تنظيم جديد للحكم بضغط من الولايات المتحدة الامريكية يعتمد على الشكل البرلماني بدلا من الرئاسي ولكن عرفات ما يزال بالنسبة لنا ليس فقط رئيسا منتخبا بل قائد ثورة وكل فرد فلسطيني يمنح ولاءه لهذه الثورة وقائدها.
وليكن معلوما ان الرئيس الفلسطيني قبل طائعا ان يتنازل عن بعض صلاحياته لرئيس الوزراء ليبقى على فرص السلام ويكبح الذرائع الاسرائيلية الامريكية.
ولكن قادة العالم بدأوا يسقطون شرعيته برفض مقابلته؟
مهما اتخذ الآخرون من اجراءات لاسقاط شرعية عرفات بتجنب لقائه او الحديث معه فالقرار النهائي لايزال بيده، لانه هو من ينطق باسم القيادة الفلسطينية من ناحية ومن ناحية اخرى السلطة الوطنية مهمتها محدودة حسب الاتفاقات المعقودة والتي اعتبرت مرجعية السلطة والمجلس التشريعي هي منظمة التحرير الفلسطينية (اللجنة التنفيذية والمجلس الوطني) ومنظمة التحرير تنيب السلطة لتقوم بتوقيع الاتفاقات والمفاوضات واذا رجعنا الى محمود عباس نجد انه عضو اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير واسند له تشكيل الحكومة من رئيس المنظمة ياسر عرفات.
* وهل يمكن اعتبار عرفات مسئولا عما يجري على الساحة الفلسطينية اثناء محاصرته اسرائيليا في مقر القيادة؟
* يقال (يا قوي عايب) .. ونحن لا نريد ان نعطل المسيرة السلمية بالرغم مما نعانيه نتيجة التجاوزات الاسرائيلية او نتيجة الحصار الذي يعاني منه ابو عمار فهو رجل ثورة، ويعرف حق المعرفة ان الثائر لا بد وان يصبر على معاناته في فترة من الزمن اذا كان ذلك في صالح شعبه مهما كانت المعاناة وطال الزمن اما الحصار كمبدأ فهو يرفضه رفضا قاطعا ولكنه يقول (انا مشروع شهادة) و(هذا وطني ولن اقبل ان اخرج من وطني) وكل هذه المعاناة والتضحيات قبلها عرفات على مضض من اجل القضية الفلسطينية ولتصب في صالح الشعب الفلسطيني.
تنسيق عربي
كيف يجري التنسيق العربي حول القضية الفلسطينية في ظل المعطيات الجديدة؟
* التنسيق عال من خلال لجنة المتابعة والحركة المنبثقة من مؤتمر القمة العربي الاخير ونحرص خلال الاجتماعات على الاستماع الى التقارير التي تقدمها الدول العربية حول محادثاتها مع الدول المعنية بالسلام في الشرق الاوسط ويجري تناول المحاضر بالمناقشة ونقدم النصائح الى من يريد الاستمرار في هذا الطريق، بمعنى آخر اذا كانت هناك بعض الاخطاء او التجاوزات للخارطة فلا شك ان اللجنة والتي تضم في عضويتها وزراء الخارجية العرب سترفع تقاريرها للقمة العربية وملاحظاتها حول ما جرى في الاجتماعات.
وماذا بشأن حلم الدفاع العربي المشترك؟
الدفاع العربي المشترك اصبح في خبر كان.. فالأحداث التي حصلت منذ عام 90 والى هذا التاريخ لم تعرقل الدفاع المشترك فحسب بل اخفته من الوجود والكثير من الخلافات التي نجمت من حروب الخليج مع الاسف مزقت مشروعات العمل العربي المشترك.
وما الذي تؤكدون عليه في اللقاءات العربية؟
* نؤكد على ثلاثة محاور رئيسية اولا ضرورة ان تكون التسوية السياسية بمشاركة اطراف النزاع العربي الاسرائيلي لان لبنان وسورية معنا في نفس المركب لتكون التسوية شاملة وثانيا يجب ان تنفذ الدول العربية وعودها بصرف المستحقات التي التزمت بها تجاه السلطة الفلسطينية وثالثا ان تنشط الدول العربية في كافة الدوائر الدولية للحفاظ على المسار السلمي دون تغيير.
الاحتلال العراق الامريكي
كيف تنظرون للاحتلال الامريكي للعراق خاصة وانكم ما تزالون تحت نير الاحتلال الاسرائيلي؟
* انا كمواطن عربي اعتقد جازما ان المسئولية تقع اولا على الشعب العراقي كما هي واقعة على الشعب الفلسطيني والذي مايزال يقاوم المحتل ويجب على الدول العربية ان تدعمه على كل الصعد الممكنة وان يصروا على خروج القوات الامريكية لان ثروة العراقيين لشعب العراق وحده وبقاء العراق محتلا خطرا لكل الدول المجاورة والدول العربية قاطبة ولانقبل ان تقع دولة عربية تحت نير الاحتلال واعتقد جازما ان الشعب العراقي سيجد كل الطرق الممكنة لازالة الاحتلال, فالعراق بلد غني بأبنائه وفيه من المناضلين ما يكفي لانهاء الاحتلال وعدد سكان العراق يزيد على 24 مليونا ولايمكن مقارنته بالشعب الفلسطيني واعتقد ان بامكانه اقامة دولته الديمقراطية والممثلة لكافة فئاته دون وصاية من احد.
لكنكم تتعاملون مع الرئيس الامريكي باعتباره راعيا لعملية السلام؟
نحن نرفض عمل بوش فيما يخص احتلاله للعراق ونعتقد ان مبرراته غير صادقة وعلى امريكا ان تخرج من العراق ونرفض الاحتلال الامريكي للعراق كما نرفض الاحتلال الاسرائيلي لنا.
الارهاب في المفهوم الغربي بدا يطال المقاومة.. وبات الاعلام الامريكي المهيمن على العالم يعتبر كل ما هو فلسطيني مهما كانت صفته ارهابيا مالم يثبت براءته.. ما وفقكم من هذا الطرح؟
هذا المفهوم ليس حكرا على الفلسطينيين وكل الثورات كانت تتهم بالارهاب, فاذا نجحت سميت حركات تحرير, ونحن قوى تحرر وطنية, واروبا تؤكد باستمرار انها تتعامل مع منظمة التحرير والسلطة الوطنية فلا يمكن ان تتهمنا بالارهاب وامريكا تتعامل مع السلطة الفلسطينية فكيف يمكن ان تعتبرنا ارهابيين ولكن مع الاسف الشديد هناك من يريد ان يلصق الارهاب بالفلسطينيين مستغلين اعمال المقاومة مع ان ميثاق الامم المتحدة ينص على ان للشعوب المحتلة الحق في ان تقاوم الاحتلال بشتى الوسائل بما فيها الكفاح المسلح فلماذا يتهمونا بذلك في الوقت الذي يغضون الطرف عن شارون المعروف بانه مجرم الحرب ونتيجة للاعمال الارهابية التي قام بها رأت بعض الدول الاوروبية محاكمته. كما ان قاتل مبعوث الامم المتحدة ما يزال مطلوبا كمجرم حرب في بريطانيا, وعندما نستقل ان شاء الله ستنقلب صفتنا من ارهابيين الى ثائرين احرار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.