} جرت جولة الإعادة الدورة الثانية للمرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية المصرية أمس في مناخ مغاير للأجواء في الجولة الأولى والتي تمت في هدوء، إذ صاحب عملية الاقتراع عنف شديد وصدامات بين الشرطة والمواطنين خلفت قتيلاً وعشرات من الجرحى. وبدا أن الانتكاسة التي لحقت بمرشحي الحزب الوطني الحاكم في الجولة الأولى في مقابل صعود "الإخوان" دفعت الأجهزة الحكومية إلى تغيير طريقة تعاطيها مع الانتخابات. حفلت الانتخابات البرلمانية المصرية بمفاجآت عدة أبرزها مناخ العنف الذى جرت فيه أمس والمصادمات العنيفة التي وقعت بين قوات الأمن والمواطنين في مدن عدة خصوصاً تلك التي خاض فيها سبعة من رموز جماعة "الإخوان المسلمين" الانتخابات. وبدأت المفاجآت في الصباح حينما توجه المواطنون في دائرة الرمل في محافظة الاسكندرية إلى مراكز الاقتراع ففوجئوا بوقف الانتخابات في الدائرة، وتبين أن وزارة الداخلية اصدرت قراراً بعدم اجرائها استناداً إلى حكم قضائي صدر في 17 الجاري بوقفها. وكانت الجولة الأولى جرت في موعدها الاربعاء الماضي على رغم صدور الحكم بعدما طعنت الحكومة فيه، إلا أن نتيجة الانتخابات لم تكن لمصلحة مرشحي الحزب الحاكم حيث حصل مرشحا "الإخوان" السيدة جيهان عبداللطيف الحلفاوي والسيد المحمدي السيد أحمد علي على عدد من الاصوات اتاح لهما خوض جولة الإعادة. وسحبت الحكومة صباح أمس الطعن، مما جعل حكم وقف الانتخابات سارياً وهو كان صدر لمصلحة الحلفاوي بعدما أقامت دعوى عاجلة اثر القاء القبض على مندوبيها في لجان الاقتراع. وتحولت مناطق عدة في المحافظات الى ثكنات عسكرية، اذ انتشرت سيارات مصفحة في الشوارع وشوهد مئات من جنود الأمن المركزي قرب لجان الاقتراع، فيما اعتقل العشرات. وشهدت مدينة اشمون التابعة لمحافظة المنوفية حيث رشح "الاخوان" المهندس اشرف بدرالدين لمقعد الفئات صدامات عنيفة اسفرت عن مقتل المواطن جمال يوسف بطلق ناري، وجرح نحو عشرين آخرين نقلوا الى المستشفى الاميري كما جرح ثلاثة من قوات الأمن المركزي، وتم إخلاء مراكز الاقتراع وفرضت الشرطة حصاراً أمنياً حولها. وفي المساء تجمع عدد من أنصار مرشح "الإخوان" في الدائرة في مسيرة انتخابية كانت متجهة إلى ناحية مقار الاقتراع واصطدمت بها قوات الأمن المركزي الذين حاولوا فض المسيرة، وتطورت الأحداث إلى تبادل الرشق بالحجارة، وأطلق الجنود القنابل المسيلة للدموع والطلقات المطاطية. وألقت الشرطة القبض على عشرات المواطنين بينهم مراسلة وكالة "اسوشيتيد برس" التي اطلقت في وقت لاحق. وتطورت الاحداث، بعد تظاهرة في المدينة وقيام المتظاهرين بتدمير مقر الحزب الوطني قرب محطة السكك الحديد، ثم توجهوا الى مقر المجلس المحلي وألقوا عليه الحجارة. وسارعت قوات الأمن الى المنطقة وأطلقت القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين ما أسفر عن اصابة أعداد أخرى منهم. ومع دخول الليل تحولت المدينة إلى منطقة مغلقة. ولم يكن الوضع أفضل حالاً في مدينة شبين الكوم التابعة لمحافظة المنوفية أيضاً حيث خاض مرشح "الإخوان" المنافسة على مقعد العمال، كذلك محافظة البحيرة حيث خاض ثلاثة من "الجماعة" جولة الإعادة. وفي دائرة المنتزة في الاسكندرية حيث المرشح البارز للحزب الحاكم الدكتور محمد عب اللاه رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان والذي يواجه منافسة عنيفة من المرشح المستقل محمود عباس، أدت المواجهات بين أنصارهما مساء أول من أمس الى سقوط عدد من الجرحى بينهم ضابط شرطة وتحطيم سيارات وحافلات عدة حيث تدخلت قوات الأمن المركزي للسيطرة على الموقف الذي عاد وتفجر أمس بصورة محدودة في بعض المناطق. لكن المواجهات تفجرت امس بين مؤيدي مرشح "الاخوان" على مقعد العمال في الدائرة نفسها والشرطة. وفي جنوب مصر حيث المنافسات الحادة بسبب اعادة الانتخابات في نحو 97 في المئة من دوائرها، وجه المسؤولون المحليون تحذيرات صارمة بمواجهة أي محاولات للخروج على النظام ومقابلتها بالحزم والقوة من أجل توفير أجواء ملائمة للانتخابات، في حين انتشرت قوات أمن بكثافة عالية حول مقار الاقتراع وفي الشوارع المؤدية لها لكن هذا لم يمنع وقوع مصادمات اسفرت عن جرح 7 مواطنين. وأغلقت مراكز الاقتراع أبوابها مساء بعدما شهدت إقبالاً متفاوتاً من الناخبين في المحافظات التسع التي جرت فيها جولة الإعادة، حيث ارتفعت نسب الحضور في محافظات الصعيد في ما جاء الاقبال محدوداً في المحافظات الشمالية والشرقية بسبب أجواء مناخية مفاجئة. وجرت الانتخابات في 65 دائرة بعد ايقافها في دائرة الرمل، وكان الحزب الحاكم حصل على 21 مقعداً فقط في الجولة الأولى الأربعاء الماضي مقابل ستة مقاعد للمستقلين ومقعدان لجماعة "الإخوان" ومقعد لحزب التجمع.