من البحر الى النهر حدودك يا فلسطين. من الناقورة شمالاً حتى رفح جنوباً أرضك يا فلسطين. من حدود حزب الله في لبنان الى الشهيد احمد عبدالعزيز. ومن صبرا وشاتيلا الى بحر البقر وخان يونس. من قانا الجليل الى الحرم الابراهيمي في الخليل. من البحرين شرقاً الى المغرب العربي على الأطلسي امتدادك يا أرض كنعان. من أقصى القلب الى أقصى النبض، ومن فورة الغضب الى فسحة التأمل نهتف باسمك الحي، نتهجاً حروفك، نؤكد عروبتك، بل عروبتنا فيك. لا نأخذ أذناً من الأممالمتحدة لنحبك ونرسمك في دفاتر أطفالنا، ولا نطلب موافقة مجلس الأمن لندل النوارس عليك، والعصافير على أعشاشك. كلك بلا استثناء أرضنا المقدسة، وطننا الأغلى، سماؤنا الزرقاء، طيننا المقدس، حنطتنا، ازهارنا، يقظتنا، احلامنا، كوابيسنا، افراحنا، حناؤنا، عذابنا، سعادتنا وغايتنا القصوى. بلادنا انت بلاد كل العرب الأحرار، بلاد كل المسلمين المؤمنين بالجهاد، وكل المسيحيين المؤمنين بعذاب العذراء وآلام المسيح، بلاد كل الشرفاء في أقاصي الأرض. ولست وطناً للغربان القتلة المنبوذين السفاحين. لست أرضاً للهمجيين المتوحشين قتلة الأنبياء والأطفال والازدهار. انت بلادنا وسماؤنا احلامنا وصحونا دمنا، عظامنا صراخنا، صمتنا غضبنا، جنوننا وحبنا الأبدي. لا ننتظر مؤتمرات لنعلن انك مركز الأرض وباب السماء، لا ننتظر مؤامرات لنكتشف حجم الفجيعة فيك وحجم الانتماء الى جداولك، لا ننتظر املاءات وضغوطات لنعرف كم نحبك وكم نتوه بعيداً عنك. نحبك تحت قصف الطائرات والصواريخ، نحبك تحت وابل الرصاص وزخات القذائف، نحبك لو قامت القيامة في بلاطك، أو تفجرت البراكين في ترابك، نحبك ونسيجك بذواتنا وأرواحنا ونطوق جيدك بالشهداء ونعلق صورتك في بهو السماء الصافية ونترك للفراشات حرية الطيران، نحبك اكثر مما يتصورون وأكبر مما يظنون، نحبك ونموت سعداء في سبيلك. لا تعز علينا المهج وفلذات الأكباد. لا ننتظر اعلاناً، او تصريحاً، أو أغنية حماسية. لا نتوسل اسناداً، أو عدلاً، أو تفهماً. لا نستجدي تعاطفاً، أو شفقة، أو تبكاكياً. فحين يحب المرء لا يسأل عن رأي القانون في تخطي الحواجز، ولا يستأذن الوقوف لعناق الحبيبة. لا نعترف بغير نبض قلوبنا وصفاء عقولنا وهيام أرواحنا. وإن طال الزمان أو قصر، إن تكالب الاعداء وإن تواطأوا، إن اعترفوا أو رفضوا فأنت بلادنا من جنوب الحجر الى شمال البندقية، ومن شرق الحكاية حتى غرب السيرة وأعماق التاريخ وقدم الجغرافيا، تقفين خنجراً منتصباً، دالية معرشة وغيوماً داكنة لا تحتاج إلا الى الفيضان. * شاعر أردني.