دعت روسيا الى تدويل الاشراف على المفاوضات المتعلقة بالشرق الأوسط كوسيلة لإحيائها وضمان نجاحها. وفي هذا الاطار أعرب وزير خارجية روسيا ايغور ايفانوف في مؤتمر صحافي عقده في موسكو أمس عن اعتقاده بأنه "سيكون من مصلحة جميع الأطراف لو قامت روسيا والاتحاد الأوروبي ودول أخرى، بلعب دور مهم في عملية البحث عن حل لأزمة الشرق الأوسط". وأعلن ايفانوف بصراحة ان مرحلة التفاوض بوساطة أميركية "انتهت". ودعا الى آلية جديدة للتفاوض، موضحاً أن المرحلة التي ستحل بعد تهدئة الأوضاع تحتاج الى آلية تفاوضية جديدة تتولاها جهات عدة. وأعلن ان موسكو تعد الآن مقترحات في شأن الآلية الجديدة، وشدد على ضرورة العودة الى فكرة الترابط بين المسارات الثلاثة الفلسطيني والسوري واللبناني. وفي ما يبدو وكأنه تهيؤ لأداء الدور الروسي الجديد، أقدمت موسكو على دعوة مجموعة من الزعماء الاسرائيليين لزيارتها، فموسكو معروفة بعلاقاتها الودية مع العرب، وهي تريد تحسين علاقاتها في الوقت نفسه مع المسؤولين الاسرائيليين. وتطبيقاً لذلك وصل الى موسكو أمس شمعون بيريز وزير التعاون الاقليمي الاسرائيلي، بدعوة من "المؤتمر العالمي للعقول" الذي دعي اليه عدد من حاملي جائزة نوبل، وينتظر أيضاً وصول بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق الذي سيصل بزيارة شخصية. وكانت موسكو استقبلت رومان برونغمان رئيس حزب "الخيار الديموقراطي"، وهو حزب اسرائيلي لليهود الروس. وقام برونغمان بزيارته بصفته مبعوثاً شخصياً لرئيس الوزراء ايهود باراك. ويحاول اليهود الروس بالطبع القيام بتحرك سياسي واعلامي مكثف، محاولين الاستفادة من زيارات المسؤولين الاسرائيليين. وأعرب بيريز في موسكو عن اعتقاده بأن "الوقفة" في عملية السلام "لن تستمر طويلاً". وأضاف ان الولاياتالمتحدة "قد تدعو الى قمة تكون استمراراً لشرم الشيخ"، وأكد ان اسرائيل ستشارك في مثل هذا اللقاء لو عقد، وأشار بدوره الى احتمال توسيع دائرة الوسطاء لتشمل كلاً من روسيا وأوروبا.