توفيت طالبة محجبة منذ يومين أمام بوابة مدرسة لتأهيل الأئمة والخطباء في أنقرة، خلال مواظبتها على الاعتصام هناك احتجاجاً على قرار منع ارتداء الحجاب في المدارس الثانوية. ودهست إحدى الحافلات الطالبة خديجة 16 سنة في ما كانت واقفة أمام بوابة المدرسة مشغولة بالتفكير في مشكلتها، وهي ترى أن مستقبلها الدراسي أصبح مهدداً بالضياع مع إصرار المسؤولين على موقفهم وإصرارها وعائلتها على عدم خلع حجابها الذي اعتادت على ارتدائه سابقاً. ولم تع خديجة، وهي تقطع الشارع المقابل لمدرستها، أن حافلة مسرعة تشاركها الطريق حتى وقعت تحت عجلاتها. قصة خديجة أججت احتجاجات واعتصامات الطالبات المحجبات اللواتي لا يزلن مواظبات للسنة الثالثة على تنظيم مسيرات لاسماع أصواتهن إلى الحكومة. فقرارات منع ارتداء الحجاب تزداد ويتسع نطاقها يوماً بعد يوم، فبعدما كان الحظر يقتصر على قاعات المحاضرات والمختبرات، شمل هذا العام كامل الحرم الجامعي، والمستشفى الجامعي أيضاً والسكن الداخلي. ويجري قرار الحظر أيضاً على المدارس والمعاهد والجامعات الخاصة ودورات تعليم اللغات. وتمنع القرارات المحجبات من الحصول على رخصة قيادة، بحجة محاربة "الرجعية" اي تيار الإسلامي. ويدعم هذه القرارات حملات توعية نفسية في المدارس والجامعات، حيث يتم جمع الطالبات في قاعات كبيرة لتحاول المديرة أو الاخصائية النفسية اقناع الطالبات بأن الحجاب ليس واجباً دينياً، بل عادة قديمة وأنه من العبث أن يضيعوا مستقبلهم من أجل قطعة من القماش. وذكرت طالبات أن كثيراً ما يصحب محاولات الاقناع هذه اسلوب التهديد والترغيب، إذ توعد من تخلع حجابها بالمساعدة أثناء الامتحانات، وتهدد من ترفض الانصياع للأوامر بتسليمها إلى قوات الأمن والشرطة.