أكدت المملكة العربية السعودية لوزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت أن موقفها من نتائج مؤتمر قمة شرم الشيخ سيعتمد على التزام اسرائيل بوقف الاعتداءات الوحشية ضد الفلسطينيين والتقيد بقرارات الشرعية الدولية - أي قرارات الأممالمتحدة - بالنسبة الى جميع الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمها القدس. جاء ذلك خلال المحادثات التي عقدهما خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير عبدالله بن عبدالعزيز مع الوزيرة الأميركية في الرياض حيث أبلغت القادة السعوديين بنتائج قمة شرم الشيخ. وقالت مصادر مطلعة أن أولبرايت عملت خلال محادثاتها في الرياض على طلب دعم المملكة لاتفاق شرم الشيخ وأن يكون هناك موقف عربي مشترك يؤيد هذا الاتفاق من أجل معاودة السير في عملية السلام وتشجيع "المعتدلين" في اسرائيل على التجاوب مع متطلبات العملية السلمية ومعاودة المفاوضات. وشرحت الوزيرة الأميركية تفاصيل الخطوات التي اتفق عليها في قمة شرم الشيخ والتي ترى "أنها تهدف الى ضمان نزع فتيل العنف وبناء الثقة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي". وذكرت المصادر أن ولي العهد السعودي تحدث مركزاً على ضرورة وقف الاعتداءات الوحشية الاسرائيلية ضد الفلسطينيين لأنه لا يمكن السكوت على هذه الاعتداءات وبخاصة اذا ما استمرت، وقال لها في معرض حديثه عن هذا الموضوع: "لقد رأيتم على شاشات التلفزيون الاعتداءات الاسرائيلية على الأطفال والمدنيين ورأيتم رد فعل المواطن العربي على ذلك، فكيف سيقتنع المواطن العربي بأن هناك سلاماً وهم يرون الجنود الاسرائيليين يطلقون النار والصواريخ على الأطفال والمدنيين". وأكد الأمير عبدالله لوزيرة الخارجية الأميركية أن العرب يريدون السلام العادل والشامل وقد أبدوا تجاوباً مع عملية السلام والتزموا بكل الاتفاقات التي وقعوها، وقال: "ألغى بعض العرب تحفظاتهم من أجل المساهمة بانجاح الجهود الأميركية في تفعيل عملية السلام ولكن لا يستطيع العرب أن يلتزموا هم فقط بينما اسرائيل تتهرب من التزاماتها وتحاول فرض واقع القوة عليهم". وحذر ولي العهد السعودي من استمرار الضغط على الجانب الفلسطيني فقط لأن في ذلك احراجاً للرئيس ياسر عرفات وللسلطة الفلسطينية قد يؤدي الى فقدان سيطرته على شعبه. وكان العاهل السعودي الملك فهد بن عبدالعزيز قد التقى وزيرة الخارجية الأميركية عقب وصولها مساء أمس الى الرياض بحضور الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي والأمير بندر بن سلطان سفير المملكة لدى واشنطن والوفد الأميركي المرافق الذي ضم دنيس روس مساعد الوزيرة لشؤون الشرق الأوسط. وبعد هذا اللقاء عقد ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز اجتماعاً مطولاً مع الوزيرة الأميركية وصفته المصادر السعودية بأنه "كان اجتماع مصارحة مهماً". محادثات الأسد الى ذلك، واصل الرئيس السوري بشار الأسد محادثاته ظهر أمس في الرياض - بعد اجتماعه مع وزيرة الخارجية الأميركية - وعقد اجتماعاً مع ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز استكمل خلاله بحث المواضيع التي تناولتها المحادثات ليلة أمس الاول بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس بشار الأسد. وتعرض الاجتماع بين ولي العهد السعودي والرئيس السوري الى ما دار خلال لقاء الرئيس الأسد بوزيرة الخارجية الأميركية، ووصفت المصادر السورية المحادثات السعودية- السورية بأنها مهمة وخرجت باتفاق في وجهات النظر حول ضرورة قيام موقف عربي موحد لمواجهة الظروف والاستحقاقات التي يواجهها العالم العربي خلال هذه الأيام وذلك عن طريق استعادة التضامن العربي وتجاوز الخلافات. وفي ما يتعلق لالموقف من القمة العربية المقبلة ذكرت المصادر أن وجهات النظر السعودية والسورية كانت متطابقة بشأن ضرورة العمل على أن تتخذ القمة العربية موقفاً قوياً ضد الغطرسة الاسرائيلية وعدم اتاحة المجال لإثارة أي خلافات داخل القمة تضع العراقيل أمامها وتعطل عودة العمل العربي المشترك.