من المقرر ان يصل الى موسكو في غضون الاسبوع المقبل كل من الرئيسين ياسر عرفات وحافظ الاسد ووزير الخارجية الاسرائيلي ارييل شارون، وذلك قبل أيام من بدء جولة وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف في الشرق الاوسط. واكدت مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان عرفات سيصل مساء الاثنين الى العاصمة الروسية حيث سيلتقي الثلثاء المقبل الرئيس بوريس يلتسن ورئيس وزرائه يفغيني بريماكوف ووزير خارجيته. وينتظر ان يكون موضوع إعلان الدولة الفلسطينية المحور الأساسي لزيارة عرفات. ويرجح مراقبون ان تنصح موسكو بإرجاء الاعلان وتمديد المرحلة الانتقالية من عملية السلام مقابل تعهدات اسرائيل بوقف أي نشاط استيطاني والامتناع عن القيام بأي عمل من طرف واحد. وخلافاً لعرفات الذي زار موسكومرات عدة، فإن الرئيس السوري سيصل الى العاصمة الروسية يوم الجمعة المقبل في زيارة لموسكو هي الأولى منذ تسع سنوات، إذ ان زيارته الأخيرة جرت عام 1990 قبل انهيار الاتحاد السوفياتي. وقال مصدر ديبلوماسي روسي ل"الحياة" ان أحداث البلقان والمشاكل الداخلية في روسيا كان يمكن ان تؤدي الى إرجاء الزيارة، إلا ان دمشق أصرت على ان تحديد موعد جديد سيكون "بالغ الصعوبة". وعلمت "الحياة" ان موضوع التسوية في الشرق الأوسط سيكون في مقدم القضايا التي سيتناولها الأسد مع يلتسن وبريماكوف. وتوقع خبير في شؤون المنطقة ان يناقش الجانبان سيناريوهين لتطور الأحداث يبنى أولهما على اساس استمرار بنيامين نتانياهو في رئاسة الحكومة الاسرائيلية، والثاني على تغيير يحصل في اسرائيل. وفي اطار السيناريوهين، تحاول دمشق الحصول على دعم روسي لموقفها الرافض استئناف المفاو ضات "من الصفر". وعلى صعيد العلاقات الثنائية يتوقع ان تُناقش مشكلة الديون في ضوء مقترحات تقضي بتنازل موسكو عن نحو 85 في المئة منها على أن يسدد المتبقي بمنتجات محلية سورية. يذكر ان حل مشكلة الديون يسهل التوصل الى اتفاق في شأن العقود العسكرية التي تعثرت المفاوضات في شأنها. واكد مصدر وثيق الصلة بقضايا بيع السلاح ل"الحياة" ان السوريين ربما تمكنوا من جمع نحو بليون دولار من دول خليجية أو من ايران لشراء أسلحة، لكنهم طالبوا موسكو "بشروط مسهلة وتقسيط طويل" في حين ان روسيا بحاجة الى نقد. الى ذلك، قد تطلب سورية مشاركة روسيا في عدد من مشاريع انتاج الطاقة ومنها توسيع محطة مرج سلطان وبناء محطة اخرى قرب دمشق، وذلك للتعويض عن النقص الذي احدثته اقامة منشآت تركية على الفرات. ومن المنتظر ان يرافق الأسد في زيارته عدد من الوزراء لمناقشة القضايا التفصيلية للتعاون الثنائي. وترحب موسكو بعودة العلاقات "المتميزة" مع سورية، وفي الوقت ذاته، فإنها ستشجع التقارب بين دمشق وبغداد، اضافة الى الدور الذي تريد ان تلعبه في التسوية الشرق أوسطية.