رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق شمعون بيريز إعطاء إجابة واضحة عن مدى استعداد اسرائيل لإعادة مرتفعات الجولان السورية، وقال عقب لقائه الرئيس حسني مبارك في القاهرة امس: "إننا لم نبدأ المفاوضات بعد، والحكومة الجديدة ستؤدي اليمين اليوم الثلثاء ولا أود التعقيب على هذا الموضوع". كما ان الرئيس ياسر عرفات الذي زار القاهرة أمس بحث مع مبارك في تطورات العملية السلمية في ضوء جولة الرئيس المصري أخيراً على الولاياتالمتحدة وفرنسا والجزائر. وصرح عرفات لدى عودته الى غزة بانه مستعد للعمل مع رئيس الحكومة الاسرائيلية الجديدة ايهود باراك من اجل صنع السلام. واضاف: "مستعدون للتحرك سويا من اجل تحقيق سلام الشجعان الذي وقعنا عليه مع الحكومة الاسرائيلية". وبدا بيريز متفائلاً في تصريحات أدلى بها في حضور وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى بمستقبل عملية السلام في ظل حكومة باراك، وقال: "ان السلام لم يعد مستحيلاً، وفي وسعنا تحقيقه حالياً رغم أن الامر ليس بسيطاً لأن الفجوات كبيرة ومعقدة". وعقب بيريز على مؤتمر جنيف لمراجعة المعاهدة الخاصة بحقوق الفلسطينيين تحت الاحتلال المقرر عقده الشهر الجاري قائلا: "من السابق لأوانه الحديث عن هذا الموضوع ومن الافضل التحدث بشأن عقد مؤتمر للسلام وليس بشأن مؤتمر لحقوق الانسان". وسُئل عما ذكره الرئيس بيل كلينتون في خصوص حق العودة لللاجئين الفلسطينيين، فأجاب: "الاميركيون اعلنوا أن ما ذكره كلينتون في هذا الشأن كان زلة لسان ولا يوجد أي تغيير في سياستهم". وعن مشاركة عرب اسرائيل في الحكومة الجديدة، قال: "لا يوجد ما يمنع أو يحول دون مشاركتهم". من جهته، صرح وزير الخارجية المصري ان محادثات مبارك وعرفات تأتي في اطار التشاور في شأن عملية السلام والاحتمالات والتوقعات المتعلقة بها. وشدد على ضرورة إعادة بناء الثقة بين الاطراف المشاركة في عملية السلام، معتبرا ان أهم الخطوات لبناء هذه الثقة هو تنفيذ الاتفاقات التي وقعت ومنها "واي ريفر" ووقف الاستيطان ومصادرة المنازل العربية وهدمها. وأوضح أن مبارك نقل لعرفات انطباعاته عن زيارته أخيراً لواشنطن والموقف الاميركي من عملية السلام، ووصف هذه الانطباعات بأنها ايجابية. وبالنسبة الى موعد عقد القمة المصرية - السورية، تطرق الى الاتصال الهاتفي الذي جرى منذ يومين بين الرئيسين مبارك وحافظ الاسد، وقال ان القمة قائمة وموعدها النهائي لم يتحدد. وكان مستشار الرئيس المصري الدكتور اسامة الباز اشار الى ان وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت ستزور الشرق الاوسط بعد زيارة يهود باراك لواشنطن "لإطلاع قادة المنطقة على التصورات الاميركية لتحريك عملية السلام".