رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك بوضوح امس تقديم تعهد مسبق الى سورية في شأن مدى الانسحاب الاسرائيلي من الجولان "قبل التفاوض" وأعلن ان انسحاباً من اراضٍ فلسطينية سيُنفّذ في غضون عشرة ايام. راجع ص3 و5. في غضون ذلك، أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال لقاء مع مندوبي وسائل اعلام دولية في دافوس امس ان لا رجعة عن قرار ابعاد مسؤولي "حركة المقاومة الاسلامية" حماس. وحذّر من وجود "جهات خارجية تحاول من خلال بعض الصحف التشويش على الاوضاع الداخلية في الاردن من خلال إثارة نعرات بين الأردني والفلسطيني والمسيحي والمسلم". وشدد باراك خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس حسني مبارك في ختام محادثاتهما في القاهرة امس، على رفض أي شروط مسبقة في المفاوضات مع سورية، وقال: "لا نستطيع تقديم تعهد سياسي الى سورية قبل حتى ان تبدأ المفاوضات وفي الوقت نفسه لا نلغي ما تم في مدريد وفي عهد رابين ثم بيريز ولن نلغي ما تم في عهد نتانياهو". واضاف ان اسرائىل مستعدة لاستئناف المفاوضات عندما "يصبح السوريون جاهزين". ووعد بإعادة "قسم آخر من الاراضي" الى السلطة الفلسطينية في غضون عشرة ايام، وزاد: "وقعنا اتفاق شرم الشيخ وسنطبقه، ونتوقع ان يفي الفلسطينيون التزاماتهم". وكان الوفدان الفلسطيني والاسرائىلي اختتما امس اليوم الاول من المفاوضات الماراثونية الهادفة الى التوصل الى اتفاق اطار في شأن قضايا المرحلة النهائية، وسيعاودان الاجتماع اليوم في مكان لم يُحدّد شمال القدس. وقبل بدء مفاوضات امس، رجح داني ياتوم رئيس مكتب باراك للشؤون الامنية والسياسية، تمديد فترة المفاوضات شهراً او اثنين، مستبعداً في تصريحات الى الاذاعة الاسرائىلية امكان التوصل الى اتفاق اطار في الموعد المحدد اي 13 شباط فبراير المقبل. وكانت مصادر رسمية اسرائيلية أكدت ل "الحياة" أن الرئىس ياسر عرفات وافق على طلب باراك ارجاء موعد التوصل الى اتفاق اطار حتى نيسان ابريل. وفي دافوس، بحثت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت في تطورات عملية السلام مع عرفات بعدما كانت عقدت اجتماعاً مع نظيرها المصري عمرو موسى، قبل ان تغادر متوجهة الى موسكو حيث ستشارك في رئاسة اول اجتماع للمفاوضات المتعددة الاطراف. واعلنت اولبرايت انها ناقشت مع عرفات ضرورة "احراز تقدم في عملية السلام خلال الاسابيع المقبلة". وطلبت من الاسرائيليين والفلسطينيين "عدم الانشغال فقط بالوضع الدائم بل بتحقيق المراحل المختلفة" لاتفاق شرم الشيخ. واضافت ان السلام "يشبه التسلق بين قمتين جبليتين. انه ليس امراً سهلاً لكننا سنواصل العمل وبذل جهودنا". واتهم وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث باراك ب"التهرب" من المجيء الى دافوس تجنباً للضغوط الاميركية من اجل الشروع بجدية في المفاوضات الخاصة باتفاق الاطار. وقال ل"الحياة" ان عرفات حصل خلال لقائه الرئيس بيل كلينتون اول من امس واولبرايت امس، على تعهد بدور اميركي فاعل في المحادثات الماراثونية.