وجه الرئيس العراقي صدام حسين رسالة الى وفد شعبي مصري زار بغداد امس على متن طائرة مصرية هبطت في مطار العاصمة العراقية أكد فيها أنه "مشتاق إلى مصر" وأنه "يتطلع الى اليوم الذي سيزور فيه مصر ويكحل عينيه برؤية ربوعها". ونقل الرسالة نائب الرئيس العراقي طارق عزيز الذي التقي الوفد مساء امس في فندق الرشيد حيث تحول اللقاء الى احتفال شعبي ألقيت فيه أشعاراً واغنيات وأناشيد وطنية وسط حفاوة بالغة من المسؤولين العراقيين. ومنذ وصول الطائرة المطار بدا المشهد مختلفاً تماماً عنه مع الطائرات الأخرى التي سبقت في كسر الحصار، وحمل اعضاء الوفد لافتة كتب عليها "طائرة الشهيد محمد الدرة"، فاختلطت مشاعر العداء لأميركا وإسرائيل بمظاهر الحفاوة التي قوبلت بها طائرة شركة "مصر للطيران" التي حطت في مطار صدام الدولي في الرابعة عصراً بالتوقيت المحلي ثم هبط منها نخبة من الشخصيات المصرية العامة مثلوا غالبية قطاعات وفئات الشعب المصري. وكان الحماس غلب المشاركين في الرحلة التي نظمت تحت عنوان "لا لحصار العراق... نعم لحصار إسرائيل" فتظاهروا في ساحة مطار القاهرة ورددوا هتافات معادية لاميركا وإسرائيل ورفعوا لافتات طالبوا فيها الحكام العرب اعتماد قرار بمقاطعة إسرائيل واميركا وكسر الحصار المفروض على العراق. وضم الوفد المصري ممثلين عن شيخ الازهر والبابا نودة وسياسيين بينهم النائب أحمد طه والمهندس أبو العلا ماضي والمحامي عصام سلطان وفنانين بينهم فاروق الفيشاوي وليلى طاهر وآثار الحكيم ومحمد فؤاد وسامح الصريطي وكتاب ومفكرين بينهم كامل زهيري والدكتور عبدالوهاب المسيري وعبدالعظيم أنيس وأعضاء في مجالس نقابات الصحافيين والصيادلة والمهندسين والأطباء اضافة الى اعلاميين بينهم طارق علام وصفاء حجازي وفريدة الشوباشي ولاعب الكرة مجدي عبدالغني والمطربة المعتزلة ياسمين الخيام علاوة على نحو عشرين من رجال الأعمال المصريين. ورغم غياب أي مسؤول رسمي مصري عن المشاركة في الرحلة إلا أن اهتمام الجهات الرسمية العراقية بها كان ملفتاً اذ حظيت الرحلة تغطية مكثفة من قنوات التلفزيون الرسمي، كما أصدرت شركة "مصر للطيران" بياناً أكدت فيه دعمها جهود الوفد وترحيب طياريها وأطقم الضيافة فيها بالتعامل مع الرحلة. وكشف عزيز عن فحوى رسالة وجهها الرئيس العراقي الى نظيره المصري حسني مبارك رداً على دعوته لحضور القمة العربية المقلبة، وذكر أن صدام أكد رغبته حضور القمة، إلا أن الظروف التي يعيشها العراق تحول دون ذلك"، واعتبر عزيز أن زيارة الوفد المصري "تحمل معنى رمزياً في قلوب العراقيين"، مشيراً إلى أن الامبرياليين والصهاينة الذين فرضوا الحصار على العراق قبل عشر سنوات سيرون بأعينهم أن الأمة العربية تقف مع العراق من المحيط الى الخليج. واعتبر أن المتغطرسين "سينالون دروساً مهمة جراء التضامن الذي عبرت عنه رحلة الطائرة المصرية"، مؤكداً أن العراق "قادر على مقاومة الحصار لسنوات أخرى"، إلا أنه أضاف: "نحن لا نتحدث في الشارع العراقي الآن عن الحصار وإنما عن تحرير فلسطين ونصرة شعبنا العربي هناك وسنرد على أن الشعوب قادرة على تحويل قضية فلسطين إلى "حالة جهادية"، لافتاً إلى أن العملية السلمية انتهت بمقتل محمد الدرة واستشهاد أكثر من مئة فلسطيني وتدنيس المسجد الأقصى بأقدام المجرم الصهيوني شارون". وتساءل: "هل يمكن أن يقبل الشعب العربي بذلك"، وأردف قائلا: "الشعب الفلسطيني قال لا ونزل الى الشوارع يقاتل ويجاهد وهو أعزل".