} تفاعل الجدل في المغرب بين وسائل الإعلام ووزارة الداخلية التي كانت وجّهت كلاماً قاسياً الأسبوع الماضي في حق صحافيين محليين. في حين طلبت باريس من الرباط تسوية قضية صحافيين فرنسيين اتُهموا بتصوير منطقة عسكرية محظورة. طالبت وزارة الخارجية الفرنسية السلطات المغربية ب "تسوية عاجلة وودية" لقضية احتجاز صحافيين في القناة الفرنسية الثالثة اتهمتهم الرباط بتصوير موقع عسكري في تازمامارت جنوب شرقي البلاد. وقالت السلطات المغربية ان الصحافيين صوّروا موقعاً أمنياً محظوراً على وسائل الإعلام. وشددت على ان اعتقالهم "لا علاقة له بحرية الصحافة بل باختراق المواقع الامنية". وكانت وسائل إعلام فرنسية اعتبرت ان اعتقال الصحافيين "تضييق على الصحافة" بسبب تغطيتها مسيرة الى تازمامارت شاركت فيها وفود حقوقية واعلامية محلية واجنبية نهاية الاسبوع الماضي. الى ذلك، ارتدت المواجهة بين وزير الداخلية المغربي السيد احمد الميداوي وصحافيين مغاربة أبعاداً جديدة. إذ صدرت انتقادات في وسائل الإعلام لشتائم وجهها الميداوي الى مدير اسبوعيتي "لوجورنال" و"الصحيفة" في لقاء خاص مع إعلاميين الاسبوع الماضي. وسألت أمس صحيفة "العلم" التي يصدرها حزب "الاستقلال"، المشارك في الحكومة، هل سيعتذر الوزير الميداوي للصحافي بوبكر الجامعي الذي وجه له وزير الداخلية كلاماً قاسياً جداً في اللقاء مع الإعلاميين. وقالت ان مثل هذا السلوك لم يصدر في أي وقت حتى في أيام وزير الداخلية السابق السيد ادريس البصري الذي أُقيل العام الماضي. كذلك طالبت منظمة "صحافيون بلا حدود"، مقرها باريس، رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي باتخاذ اجراءات للحؤول دون تكرار تصريحات الميداوي. وعلمت "الحياة" ان الوزير السابق لحقوق الانسان السيد محمد زيان بصدد رفع دعوى قضائية على وزير الداخلية المغربي بسبب ما وصفه بتعرضه ل "الضرب والاهانة" إثر خروجه من مسجد "جامع السنة" في الرباط يوم الجمعة قبل الماضي. وكانت قوات الامن فرّقت بقوة متظاهرين خرجوا بعد صلاة الجمعة مما أدى الى سقوط جرحى من ضمنهم الوزير السابق زيان. وفي الإطار ذاته، انتقدت صحيفة "الاتحاد الاشتراكي" التي يديرها رئيس الوزراء السيد اليوسفي، في شدة تغطية القناة المغربية الاولى المسيرة التي شارك فيها نحو مليوني شخص الاحد الماضي تضامناً مع الفلسطينيين والتي شارك فيها اليوسفي. وتساءلت الصحيفة عن دواعي "تجاهل" القناة الاولى مشاركة رئيس الوزراء في المسيرة مع ان "كل القنوات والاذاعات ووكالات الانباء والصحف" اهتمت بمشاركته. واتهمت الصحيفة القناة المغربية الاولى ب"التعتيم" على مشاركة اليوسفي في المسيرة خصوصاً انها المرة الأولى التي يشارك فيها رئيس حكومة مغربي في مسيرة من هذا النوع. واستغربت عدم عرض التلفزيون أي صور لمشاركة اليوسفي الذي يقود أيضاً حزب الاتحاد الاشتراكي، وعدم بث اي خبر يشير الى وجوده في المسيرة "على رغم وجود 4 فرق تصوير" تابعة للقناة الأولى في مكان التظاهرة. وزادت الصحيفة ان الرأي العام المغربي "فوجئ بمتابعة التلفزيون المغربي وقائع المسيرة الشعبية" والتي أظهر من خلالها انه "اضعف وسيلة اعلام، على رغم ان القناة مؤسسة عامة تُرصد له موازنة مهمة". وتساءلت هل عدم عرض التلفزيون المغربي عن مشاركة اليوسفي في المسيرة له علاقة "بتوجيه من اصحاب وزارة الداخلية أم من جهات اخرى". واعتبرت ان "اي مبرر مهني لا يجيز تجاهل القناة الاولى أحد اهم الاحداث التي ميزت مسيرة الرباط". وتأخذ وسائل اعلام مغربية على التلفزيون الرسمي "تعاطيه السلبي مع الاحداث الوطنية والدولية". وتعزو ذلك في الغالب الى التصاق ذلك التعاطي ب"النظرة الامنية السائدة"، في إشارة الى استمرار تعيين والٍ محافظ على رأس ادارة الاذاعة والتلفزيون المغربيين. وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس عمد أخيراً الى تعيين مدير جديد للتلفزيون. لكن الانتقادات ازاء هذه المؤسسة لم تتراجع.