على وقع هتافات «الموت لأميركا» و»الموت لإسرائيل» وإحراق أعلام للدولتين، شارك عشرات الآلاف من الإيرانيين أمس، في «اليوم العالمي للقدس» الذي تحييه طهران في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان. وتحدثت وسائل إعلام إيرانية عن «تظاهرات مليونية» شهدتها طهران و770 مدينة، مشيرة إلى أن المشاركين «رددوا هتافات تندد بالممارسات الصهيونية الوحشية ضد الشعب الفلسطيني المضطهد». وأضافت أن المتظاهرين «حملوا لافتات كُتبت عليها عبارات تندد بجرائم الكيان الإسرائيلي، وصوراً للمسجد الأقصى الذي يتعرّض لاعتداءات مستمرة من الصهاينة». وتابعت أنهم رددوا هتافات «الموت لإسرائيل» و»الموت لأميركا»، كما حملوا لافتات كُتب عليها هذان الشعاران، إضافة إلى «نحن صامدون» و»لبيك يا خامنئي» و»نحن قادمون» و»القضية الفلسطينية هي القضية الأولى بالنسبة إلى العالم الإسلامي». وشارك في المسيرات مسؤولون بارزون، بينهم الرئيس حسن روحاني ورئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني، ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني وسكرتير المجلس محسن رضائي، وسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني وقائد «الحرس الثوري» الجنرال محمد علي جعفري والرئيس السابق محمود أحمدي نجاد. واعتبر روحاني أن «المستقبل مشرق جداً»، لافتاً إلى أن «المسلمين، لا سيّما الشعب الفلسطيني، قادرون على تحقيق أهدافهم السامية، من خلال الوحدة والتضامن والمقاومة والصمود والجهاد والتضحية». ورأى رفسنجاني أن «زوال الاحتلال حتمي، بفضل المقاومة»، معتبراً أن «الشعب الإيراني يجدد دعمه الراسخ للشعب الفلسطيني المظلوم، ومواجهته الظالم». أما لاريجاني فقال إن «اليوم العالمي للقدس يعيد الأنظار إلى القضية الأولى للعالم الإسلامي»، محذراً من «تحركات صهيونية لتشويه سمعة الجهاد والمقاومة، عبر دعم جماعات إرهابية، مثل داعش، وتصويرها على أنها منظمات جهادية». ورأى أن «التطورات التي شهدها العالم الإسلامي، جعلت الكيان الإسرائيلي في وضع حرج»، وزاد: «هزيمة العرب أمام هذا الكيان، حدثت بسبب افتقارهم إلى استراتيجية دفاعية متناسقة، وارتباطهم بالأنظمة الغربية». واعتبر رضائي أن «المشاركة الواسعة للشعب الإيراني في مسيرات اليوم العالمي للقدس، ستؤثر في المفاوضات النووية، اذ تعكس وحدة وطنية وتشكّل رسالة للطرف الآخر تفيد بأن هذا الشعب متمسك بمبادئه ولن يتراجع عن خطوطه الحمر» في هذا الملف. علي أكبر ولايتي، المستشار السياسي لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، شدد على أن «الكيان الصهيوني بات يدرك أن إيران تقف في الخط الأمامي للتصدي للاستكبار العالمي واللوبي الصهيوني». وأضاف أن «قضية اليوم العالمي للقدس تجاوزت فلسطين وشعبها، وتحوّلت خطاً أمامياً للعالم الإسلامي الممتد من شمال أفريقيا مروراً باليمن ولبنان وسورية والعراق». أما الجنرال يحيي رحيم صفوي، مستشار الشؤون العسكرية لخامنئي، فرأى أن «خيار المقاومة المسلحة هو الوحيد القادر على إنقاذ الشعب الفلسطيني والقدس من براثن الاحتلال الصهيوني». وتابع أن «الكيان الصهيوني بات يعيش في محيط غير آمن، ولم يعد قادراً على توفير الأمن لسكانه». وقال نجاد إن مسيرات «اليوم العالمي للقدس» تؤكد أن «الشعوب الحرة ما زالت حية وتتصدى للاستكبار والظلم». وأضاف أن التظاهرات «تُظهر أن المستكبرين سيسقطون قريباً، وأن المستقبل حليف للشعوب الحرة». وشدد على أن «إيران وشعبها خير سند وداعم للقضية الفلسطينية ومقاومته، ونضاله للتحرر من براثن الكيان الصهيوني».