أدى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، صباح الجمعة، صلاة العيد في المسجد الكبير في ساحة الشهداء في العاصمة بحضور اعضاء من الحكومة والبرلمان بغرفتيه والديوان الرئاسي وكذلك اعضاء السلك الديبلوماسي الاسلامي المعتمد في الجزائر. وكان لافتاً مضمون خطبة صلاة العيد التي اداها الامام محمد شيخ، وهو مسؤول في وزارة الشؤون الدينية، والذي استعرض معاني قانون الوئام المدني. وذكّر باليد الممدودة لرئيس الجمهورية عبر قانون الوئام. وأضاف ان يد الرئيس "تريد ان تجعل من الجزائري مواطناً يزرع الأمل لا اليأس، الحياة لا الموت، مواطناً يعمر بلاده ولا يخربها". وأشار في خطبته الى ان الجزائر بلغت زماناً "لا يعرف القاتل لما قتل والمقتول لما قتل"، واصفاً ما تعيشه البلاد منذ سنوات ب"فتنة لا ترتكز على منطق فكري او عقائدي". ودعا الى لم الشمل والتسامح من اجل وقف الدمار والخراب. وعقب الصلاة توجه بوتفليقة الى قصر الشعب وتلقى التهاني من شخصيات وطنية، حكومية وعسكرية اضافة الى اعضاء السلك الديبلوماسي المعتمد في الجزائر. وكان لافتاً تعمد بوتفليقة احتضان اللواء المتقاعد خالد نزار وزير الدفاع السابق وعضو المجلس الأعلى للدولة واللواء العربي بلخير احد "رجال الظل" ومصافحة اللواء شريف فضيل الذي حضر الحفل برفقة اعضاء من قيادة اركان الجيش الجزائري برئاسة الفريق محمد العماري. وشهدت العاصمة تعزيزات امنية اضافية عند مخارج الطرقات الأساسية، خصوصاً عند مداخل الاحياء الراقية مثل حيدرة وبن عكنون. وقالت مصادر امنية ان الاجراءات وضعت لتفادي مفاجآت قد يلجأ اليها عناصر "الجماعة المسلحة" بعد انتهاء شهر رمضان وحلول عيد الفطر. على ان ترفع هذه التدابير وكذلك الاجراءات الوقائية التي اتخذت في شهر رمضان، خلال الساعات المقبلة مع انتهاء اليوم الثاني للعيد. وللمرة الأولى منذ سنوات ركزت جل مساجد محافظة الجزائر الكبرى وبقية الولايات خطبها على تعاليم الاسلام في التسامح وشرح اهداف قانون الوئام المدني، بناء على تعليمات من وزارة الشؤون الدينية. كما كان بارزاً توافد عدد كبير من السكان على المقابر. ففي مقبرة في القبة 10 كلم عن العاصمة، كانت جموع الزوار تتوافد بكثافة على المقبرة عبر الطريق السريع الشرقي. وقد امتد طابور السيارات الى حد مدخل المستشفى العسكري لعين النعجة.