دخلت المفاجآت ذات العيار الثقيل جداً من الباب الواسع لبطولة قطر الدولية لكرة المضرب في "مجمع خليفة الدولي للتنس والاسكواش" في الدوحة والبالغة جوائزها مليون دولار، حيث لحق الاسباني فيليكس مانتيا والكرواتي غوران ايفانيسيفتش بالمغربي هشام ارازي والتشيخي بيري نوفاك. وأصيب مانتيا المصنف الثاني في البطولة بوعكة صحية قبل مباراته امام الكوستاريكي خوان انطونيو مارين لكنه تحامل على نفسه ودخل اللقاء، وعندما خسر الشوط الأول 1 - 6 فضل الانسحاب. اما ايفانيسيفتش الذي يتمتع بشعبية كبيرة في قطر ويشارك للمرة الخامسة في بطولتها، فقد خيب آمال جماهيره بخسارته امام السويدي العنيد ميكايل تيلستروم 7 - 6 و6 - 4 في ساعة و22 دقيقة. واستعاد السويدي ثقته بنفسه من خلال هذا الفوز، وقال: "أشعر الآن بأن لدى القدرة على الفوز على أفضل اللاعبين في العالم. استفدت كثيراً من اللعب أمام ايفانيسيفتش خصوصاً انني عرفت كيف اوقف ارسالاته الرهيبة". ومن جانبه اعتذر الكرواتي لجماهيره عن خروجه الباكر، واكد عودته في البطولات المقبلة: "افخر دائماً بالمشاركة في بطولة قطر وأضمنها اجندتي السنوية... اعتذر للجماهير التي آزرتني بحماسة بالغة وأعدها بأن أكون عند حسن الظن في البطولات المقبلة". واكد ايفانيسيفيتش انه راض عن مستواه الحالي، وقال: "لم أقع في الاخطاء البسيطة، ولم أرتكب اخطاء مزدوجة كثيرة في الإرسال. في عام 1999 ارتكبت 360 خطأ مزدوجاً وهو عدد كبير للغاية وآمل ألا يتكرر هذا الموسم". واشار الى ان الخسارة واردة في أي لقاء يخوضه، وان المهم انه لعب بشكل جيد، موضحاً انه يمارس اللعبة حالياً بهدف الاستمتاع في المقام الأول وانه سيظل في الملاعب طالما انه يقدم عروضاً طيبة بغض النظر عن النتائج. وارخت هزيمة البطل المغربي هشام ارازي امام الروسي "العجوز" اندري تشركاسوف بظلالها على أجواء البطولة، خصوصاً انه قدم عرضاً متواضعاً للغاية وكان كالحمل الوديع غير القادر على رد أبطأ الكرات. وعلق ارازي على خسارته المفاجئة: "لا يمكن ان أصدق ما حدث، كنت أتمنى مواصلة المشوار والمنافسة على اللقب، لكن هذا قدري". في المقابل، أعرب تشركاسوف عن اغتباطه للفوز مشيراً الى انه الرابع الذي يحققه على ارازي، وقال: "عرفت كيف أحكم قبضتي على المباراة وأحبط كل المحاولات الهجومية التي شنها منافسي قبل ان تشتد خطورتها". يذكر ان تشركاسوف 29 عاماً كان من أبرز اللاعبين عام 1991 ووصل فيه الى أفضل تصنيف له وهو ال13، في حين انهى العام الماضي وهو في المركز ال217. العيناوي يتأهل وابقى المغربي يونس العيناوي الآمال العربية متأججة بفوزه على الفرنسي انطونيو دوبويه 4 - 6 و6 - 3 و6 - 2، وسيطر التعادل على المجموعة الأولى طويلاً قبل ان يتمكن الفرنسي من كسر إرسال خصمه وحسم المجموعة لمصلحته. وفي المجموعتين الثانية والثالثة تألق العيناوي ورد الاعتبار للجماهير التي حرصت على متابعة اللقاء رغم انه انتهى قبل منتصف الليل بقليل. وفي المباريات الأخرى، وجد الألماني نيكولاس كيفر المصنف السادس عالمياً والأول في البطولة صعوبة بالغة في تخطي الاميركي جف تارانغو 7 - 6 و7 - 6 في مباراة ممتعة كان التعادل في أغلب مراحلها سيدها المطلق. واكد كيفر انه كان محظوظاً بتحقيق الفوز، وأشاد بأداء منافسه ولياقته البدنية المرتفعة، وقال: "موقعي ضمن العشرة الأوائل على العالم يتطلب مني عدم التفريط بأي نتيجة... كان يمكن ان أخسر أمام تارانغو لأنه قدم عر ضاً مبهراً واعتقد ان انشغاله بالجدل مع الحكام أثر كثيراً عليه وأدى الى توتره". ودافع الالماني راينر شوتلر المصنف 11 في البطولة عن لقبه بجدارة وفاز على متحديه الاسباني خافيير سانشيز 6 - 2 و7 - 6 بعد مباراة اتسمت بالندية والإثارة في مجموعتها الثانية. وتغلب التشيخي دانيال فاتشيك السابع على الاسباني فرناندو فيسنتي صفر - 6 و6 - 3 و6 - 4، والهولندي سيينغ شالكن الثامن على الاسباني ياكوبو دياز 7 - 5 و6 - 4، والايطالي كريستيانو كاراتي على الألماني ايغو هيوبرغر 7 - 6 و4 - 6 و6-4. من جانبه، اعرب علي الفردان رئيس الاتحاد القطري ورئيس اللجنة المنظمة للبطولة عن أسفه لخروج هشام ارازي، وقال: "الرياضة تعطي لمن يعطيها، ولا ينال المقصر نصيبه منها، ارازي لم يكن موفقاً. أرجو ان يكون قد استوعب الدرس جيداً وان يعطي اهتماماً اكبر لمبارياته في الدورات المقبلة". وعن خروج ايفانيسيفتش أوضح الفردان انه مفاجأة كبرى مشيراً الى ان البطولة لن تتأثر بغيابه رغم شعبيته الواسعة، مو ضحاً انه لاعب غريب الأطوار ومزاجي ومن الصعب التنبؤ بنتيجة مبارياته لكنه كثيراً ما يفوز على النجوم الكبار ثم يخسر أمام مغمورين، اعتماده الدائم على قوة الإرسال لم يعد ينفعه وهو عادة ما يخسر امام أي لاعب ينجح في رد ارسالاته، وهذا ما حصل في مباراته مع تلستروم. على صعيد آخر، توقع الفردان ان يزداد الاقبال الجماهيري على المباريات بعد ان دخلت البطولة مراحلها الحاسمة لأن الجميع متحمسون لرؤية أداء عالي المستوى، مشيراً الى ان الجماهير تفاعلت بشدة مع أحداث لقاء كيفر وتارانغو لأنه كان ممتعاً ومثيراً. متفرقات اقترح علي الفردان على الاتحاد العربي لكرة المضرب واللجنة التنظيمية للعبة بدول مجلس التعاون الخليجي ان يتبني كل اتحاد عربي أو خليجي تنظيم احدى جولات بطولة "ستالايت" حتى يتمكن اللاعبون العرب من المشاركة في نحو 16 دورة خلال العام خصوصاً انه يصعب عليهم المشاركة في دورات رابطة اللاعبين المحترفين. ويهدف الفردان باقتراحه الى الارتقاء بمستوى اللاعب العربي والتدرج على لائحة ترتيب اللاعبين المصنفين عالمياً. يجري لاعبو منتخب قطر تدريباتهم اليومية مع بعض نجوم البطولة بهدف الارتقاء بمستواهم استعداداً للمباراة المرتقبة امام سريلانكا في تصفيات كأس ديفيس المقررة من 6 الى 13 شباط فبراير المقبل. قدمت شركة الخطوط الجوية القطرية دعماً مالياً وتسهيلات للبطولة بقيمة نحو 700 ألف دولار. لم تظهر مشاكل تحكيمية حقيقية حتى الآن، وان لم تختف الاخطاء نهائياً لكنها لم تكن مؤثرة على نتائج المباريات. اكد مندوب شبكة "يوروسبورت" للتلفزة ان اكثر من مليوني الماني تابعوا مباراة كيفر وتارانغو، ويهتم الالمانيون بكل مباريات كيفر الذي يعتبرونه خليفة بوريس بيكر ويأملون بأن يعيد اليهم زعامة اللعبة عالمياً. ما زال نظام التصنيف العالمي الجديد الذي أقرته رابطة اللاعبين المحترفين محل جدل، وتفاوتت ردود الافعال حوله من قبل النجوم والمشاركين، ووصفه بعضهم بالمعقد واكد بعض آخر انه يهدف الى الضغط على اللاعبين المصنفين الأوائل للمشاركة في أكبر عدد من الدورات. أكد عدد كبير من المشاركين في البطولات السابقة ان الاعداد الجيد والتنظيم المتقن ظلا صفتين ملازمتين للبطولة، ويبذل القائمون على مختلف اللجان جهداً ملموساً من اجل راحة كافة الفئات المعنية بأحداثها.