جدّد حزب المؤتمر الوطني السوداني حملته على الرئيس عمر البشير، متهماً إياه بخرق الدستور وفرض "سلطة حكم الفرد على التنظيم الحاكم" المؤتمر. جاء ذلك على لسان القيادي البارز في الحزب محمد الحسن الأمين الذي عقد مؤتمراً صحافياً في مقر الحزب في الخرطوم، أعلن خلاله ان عدداً من أعضاء المجلس الوطني البرلمان الذي حلّه البشير، قدموا عريضة جديدة تطعن في قانونية القرارات الأخيرة للرئيس السوداني، التي شملت ايضاً اعلان حال الطوارئ. وكشف الأمين، وهو أحد أبرز القريبين الى الأمين العام للمؤتمر الوطني الدكتور حسن الترابي، ان هيئة الشورى أسقطت اقتراحاً بأن يكون الرئيس السوداني رئيساً للهيئة القيادية بدل الترابي، وقال: "لا توجه ليكون البشير الرجل الأول في الدولة والحزب". لكنه أقر بسيطرة الحكومة على الحزب الحاكم. وقال محمد الحسن الأمين ل"الحياة" ان الأزمة التي نجمت عن حل البرلمان ليست صراعاً بين نواب، مشدداً على ان البشير "يحاول فرض آرائه وقراراته وهي في مجملها انتهاك للدستور الذي أقسم على احترامه". واعرب عن أمله بأن تصدر المحكمة الدستورية قريباً قرارها في الطعون المقدمة ضد قرارات الرئيس. وتعليقاً على ما نسب الى وزير الدفاع الفريق عبدالرحمن سر الختم خلال زيارته القاهرة أول من أمس، في شأن تحجيم دور رئيس البرلمان المنحل الدكتور حسن الترابي، وتكريس قرارات 4 رمضان، قال الأمين ان "قرارات هيئة الشورى في الحزب لم تحجّم دور أحد أو تعط صلاحياته لآخر". وزاد ان "الترابي رمز لكل ما تحقق من منجزات والتمسك به لا يعني التمسك بفرد بل بمبادئ"، مشيراً الى ان "الآخرين يودون حجب التوجه الاسلامي وليس شخصاً معيناً". ونفى القيادي في حزب المؤتمر الوطني ان تكون توصيات لجنة الوساطة التي أقرتها هيئة الشورى "لمصلحة فئة دون اخرى"، وقال: "ليس فيها رابح وخاسر، لكن الاخوة في الجهاز التنفيذي يتصرفون وكأن القرارات لمصلحتهم، وتدخلوا في شكل سافر في انتخابات الهيئة القيادية فنالوا عدداً من المقاعد أكبر من السابق". وتابع ان "الهيئة لم تجتمع لاستكمال اختيار قيادات المؤتمر قبل حسم الخلاف على عضوية ولاة عينوا بقرارات رئاسية اثر فرض حال الطوارئ، وبالتالي ليسوا قياديين في الحزب الحاكم". وشدد على ان لجنة تحكيم تنظر في الخلاف "وسنتمسك بموقفنا الرافض قبول عضوية أولئك الولاة في الهيئة القيادية". مسقط وفي مسقط، صرّح وزير الدولة العُماني للشؤون الخارجية يوسف بن علوي بن عبدالله بأن السلطان قابوس استقبل البشير واستمع منه الى شرح عن مسيرة السودان الجديدة والخطوات التي بدأها لمعالجة المشاكل. واكد تأييد مسقط خطوات البشير في هذا الاتجاه. واعتبر الدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري ان "هناك بشائر تفيد بتغير الموقف الاميركي الذي اصبح اكثر تفهماً" للمبادرة المصرية - الليبية التي تسعى الى الوفاق في السودان، فيما حذّر حزب "الأمة" السوداني من مخاطر "قيام انقلاب عسكري يعيد الأزمة الى مربعها الاول" راجع ص5.