في اليوم الذي قام فيه رضا خان بانقلابه العسكري الذي محا من الوجود سلالة القاجار الحاكمة في فارس، ليجعل من نفسه شاهاً جديداً على ايران، كانت هذه الدولة قد اضحت بعيد الحرب العالمية الاولى دولة شديدة الضعف مدمّرة سياسياً واقتصادياً. وكان الانكليز بدأوا يتطلعون الى امتلاكها نهائياً آملين في نفطها الذي كان انتاجه قد زاد 40 ضعفاً تقريباً بين العام 1912 والعام 1921، الذي قام فيه رضا بانقلابه. ضمن هذا الاطار كانت لندن قد فرضت على طهران، في صيف العام 1919 معاهدة حماية تؤمن لبريطانيا الرقابة على الامارة وعلى الجيش في فارس. يومذاك اندلعت ثورة عنيفة في منطقة تبريز واعلنت جمهورية سوفياتية هناك، وراحت ايران بشكل عام تتقارب مع موسكو، بعد ان استقالت الحكومة الفارسية التي كانت وقعت المعاهدة مع لندن. عند ذلك قررت هذه الاخيرة ان ينتقل الحكم في طهران الى رجل دولة قوي يكون موالياً لها بشكل او بآخر. وفي ذلك الحين كان رضا خان هو الرجل القوي الوحيد. وهكذا سانده البريطانيون، حتى سار من مركز قيادته في قزوين الى طهران على رأس 2500 مقاتل. وهو خلال مسيرته لم يلق اية مقاومة حقيقية. سيطر رضا خان على طهران، في وجود الشاه القديم الذي اعلن على الفور انه ليس ضد اقامة ديكتاتورية عسكرية. وبقي ذلك الشاه على عرشه بشكل صوري، ولكن ليس لفترة طويلة مقبلة من الزمن.