الديكتاتور الفاشي بنيتو موسوليني كان هو الذي منح دولة الفاتيكان البابوية سيادتها الكاملة، بعد سنوات طويلة من ارتباطها بالدولة الايطالية. حدث ذلك يوم 11 شباط فبراير 1929، في مبنى قصر "اللاطران" ففي ذلك اليوم حصل اجتماع حاسم بين الحكومة الايطالية والمسؤولين الفاتيكانيين، أدى الى توقيع معاهدة أساسية بين الفريقين. وهذه المعاهدة وقع عليها يومها الكاردينال غاسباري، ناظر خارجية الكرسي الرسولي ممثلاً البابا بيوس الحادي عشر، وبنيتو موسوليني، ممثلاً الدولة الايطالية. وتبدى ان الاتفاقيات التي وقعت يومها كانت ذات ابعاد ثلاثة: 1 - من الناحية الديبلوماسية اعترف الفاتيكان بالمملكة الايطالية وعاصمتها روما، بينما اعترفت الدولة الايطالية بسيادة الفاتيكان على اراضيه وملحقاتها وتعهدت بأن تؤمن له وسائل وسبل اتصالاته الخارجية. 2 - من الناحية المالية، وعلى سبيل التعويض العقاري، تدفع الحكومة الايطالية للفاتيكان مبلغ 750 مليون لير ايطالي، ونحو بليون لير على شكل ريع عقاري لمدة غير محدودة من السنين. 3 - على الصعيد الديني تعترف الحكومة الايطالية بالكاثوليكية بوصفها "الدين الوحيد للدولة الايطالية" وتجعل تعليم الدين الكاثوليكي اجبارياً في التعليم الابتدائي والثانوي. اضافة الى اعتراف الحكومة الايطالية بقواعد الاحوال المدنية كقواعد تسير الحياة بما في ذلك منع الطلاق نهائياً. مهما يكن من مصير الاتفاقيات بعد ذلك لا بد ان نذكر بأن التوقيع عليها في العام 1929 اعتبر من كل من الطرفين الموقعين انتصاراً شخصياً له.