طرابلس، باريس - "الحياة"، د ب أ - دعا الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في مؤتمر الشعب العام أمس الجمعة إلى وضع موازنة جديدة تحفظ عائدات النفط لاستخدامه في مشاريع البنية التحتية في البلاد. ودعا القذافي في كلمة أمام المؤتمر الذي يُعد أعلى سلطة تشريعية في البلاد، إلى استخدام عائدات النفط في إعداد البنية الأساسية للبلاد، ومن بينها الموانئ والمطارات والطرق والصرف الصحي والصناعة والزراعة والدفاع، وفي خدمات أساسية أخرى مثل الصحة والتعليم. وقال الزعيم الليبي في الاجتماع الذي عقد في مدينة سرت الساحلية على بعد 450 كيلومتراً شرق طرابلس، إن دعوته هي "تدخل ثوري وليس تدخلاً في سلطة الشعب". وأعلن أن اللجنة الشعبية العامة ورئاسة مجلس الوزراء "تعتبر ملغية بعد انعقاد المؤتمرات الاساسية ومناقشتها لجدول الاعمال واجتماع مؤتمر الشعب العام". وقال إن سبب الإلغاء هو حتى "لا يقال إن هناك أموراً فوقية، وحتى تتولى الشعبيات والكومونات كل شؤونها بنفسها". واعترض القذافي الذي لا يتولى أي منصب رسمي باستثناء قيادته للثورة الليبية، على الموازنة الجديدة التي أعدها مؤتمر الشعب العام لعرضها على المؤتمرات الشعبية لإقرارها، إذ انه "وجدها مثل الموازنة السابقة معتمدة في مجملها على دخل النفط". وشدد على ضرورة أن تكون هناك "وقفة جادة" اعتبارا من موازنة العام الجديد. ودعا الزعيم الليبي إلى الفصل بين دخل بلاده من النفط وبين المداخيل الاخرى في موازنة هذه السنة. وقال إن "إنفاق هذه الثروة النفط في غير ما يجب أن تنفق فيه هو تفريط في مستقبل البلاد". زيارة القذافي وفي باريس، نفت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن غازو-سوكريه أمس ما ورد في تقرير لصحيفة "تلغرام دو برست" الفرنسية عن زيارة لفرنسا يعد لها الزعيم الليبي. ومعروف ان منظمة "اس. او. اس. اتنتا" رفعت دعوى أمام القضاء الفرنسي ضد القذافي باعتباره "المسؤول" عن تفجير طائرة "يوتا" الفرنسية فوق صحراء النيجر سنة 1989. ودان القضاء الفرنسي غيابياً ستة من عملاء جهاز الأمن الليبي بتفجير الطائرة، وسيحدد في شباط فبراير المقبل موقفه، قبولاً أو رفضاً، لدعوى "اس. او. اس. اتنتا". الى ذلك، قالت غازو-سوكريه ان فرنسا اطّلعت على نص المذكرة الشفوية التي وجهتها السلطات الليبية الى رئاسة الاتحاد الأوروبي البرتغال، وتعبّر فيها عن استعدادها للالتزام ب"مسار برشلونة". وأضافت ان السلطات الفرنسية تعتبر ان لليبيا مكانة كاملة في اطار هذا المسار، بمجرّد موافقتها عليه وعلى شكله، خصوصاً في ما يخصّ الدول المشاركة فيه. وكانت ليبيا أبدت تحفظات عن بعض الدول التي يشملها "مسار برشلونة" المتوسطي، وهو يضم اسرائيل والسلطة الفلسطينية بين اعضائه. وفي طرابلس، نفى الناطق الاعلامي باسم وزارة الخارجية الليبية حسونة الشاوش ان تكون هناك فكرة لزيارة يقوم بها القذافي لفرنسا. وقال ان فكرة الزيارة "لم تطرح اطلاقاً في اي وقت".