أكد وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى ان لقاءه أمس نظيره الايراني كمال خرازي، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس كان "ايجابياً" و"خاصاً". وذكر في حديث الى "الحياة" ان مصر مقتنعة بأن "الأمور ليست صعبة" لتطوير العلاقات بين طهرانوالقاهرة "إذا أراد الطرفان" ذلك، مشيراً الى ان "إنهاء الخلافات الخاصة بموضوع الجزر الاماراتية وبعض الأمور الأخرى" سيلعب دوراً في هذا الصدد. وتجنب الوزير المصري الرد صراحة على سؤال يتعلق بفحوى اللقاء بينه وبين خرازي، معترفاً في الوقت ذاته بأن قضية السلام في الشرق الأوسط كانت بين مواضيع المحادثات. وكان موسى قال قبل مغادرته القاهرة الى دافوس انه يأمل بأن تتحسن العلاقات بين بلاده وايران، ما ترك انطباعاً لدى المراقبين بأن لقاء دافوس سيمهد لإعلان استئناف العلاقات الديبلوماسية المقطوعة بين طهرانوالقاهرة منذ 21 سنة بسبب الموقف من قضية السلام. ونفى موسى ان تكون هناك ضغوط اميركية على بلاده بخصوص العلاقات مع ايران، مؤكداً وجود تشاور بين البلدين وان القاهرة لا ترغب الآن في تجاوز التطور الطبيعي لمسار العلاقات الثنائية. وهنا نص الحديث: هل تحدثت مع خرازي عن قضية الجزر الثلاث وضرورة انسحاب ايران منها؟ - اللقاء معه كان لقاء خاصاً بمنظمة المؤتمر الاسلامي وموضوع حوار الحضارات الذي كانت لايران مبادرة خاصة به، وهو موضوع سيناقش في الاممالمتحدة ابتداء من عام 2001 الذي سيعلن عام حوار الحضارات. وتطرقنا ايضاً الى منظمة المؤتمر الاسلامي والشيشان. تصريحاتكم في القاهرة أكدت رغبتكم في تطبيع العلاقات مع ايران وفتح صفحة جديدة. هل سيستمر التأخر في تحقيق هذا التفاهم؟ - العلاقة بيننا وبين ايران تتقدم وتتطور ايجاباً ونرجو ان تكفل التطورات المقبلة انهاء الخلافات الخاصة بموضوع الجزر الاماراتية وبعض الأمور الأخرى. هل يعني ذلك ان التقارب مشروط ببعض الخطوات الايرانية المسبقة؟ - لا أحب ان أقول "مشروط"، لكن مثل هذه الخطوات يساعد كثيراً في الحركة الايجابية نحو علاقات أفضل بين ايران ومصر، وهو أمر تراه الدولتان معاً ضرورياً ومهماً. ما نشاهده علاقات اقتصادية وتجارية نشطة بين البلدين، يقابلها جمود على الصعيد السياسي. هل الأمر مرتبط بضغوط أو بشروط اميركية، أو بتفاهم ما في هذا الصدد مع واشنطن؟ -لا ضغوط ولا شروط، بل هناك رغبة لدى الطرفين في التحرك الى الامام، يمكن ان تتبعها خطوات مثل تلك التي أشرنا اليها. علاقاتنا الاقتصادية مستمرة. والتشاور السياسي، كما رأيت امس وفي كل المؤتمرات، مستمر ومستقر. إذا كنتم تتحدثون عن تفاهم بين البلدين، فما الذي يمنعكم من اعادة العلاقات الديبلوماسية وفتح سفارات؟ - هناك علاقات بين البلدين وديبلوماسيون من ايران في مصر، ومن مصر في ايران، وأنا أتكلم على خطوات مقبلة نرجو ان تتخذ في اطار تفاهم أوسع. وهل يمكن، مثلاً، توقع دعوة الرئيس محمد خاتمي لزيارة مصر؟ - هذه توقعاتك. نحن نسير بطريقة هادئة ليس طريقة قفز الى مواضيع يجب ان تحدث في شكل طبيعي، بعد قيام العلاقات واكتمال صورتها. كم يحتاج هذا من الوقت؟ - لا أستطيع ان أحدد وقتاً معيناً، لكننا نرجو أن يحدث هذا التطور الإيجابي في العلاقات بطريقة أسرع. هل هناك اجتماعات ثنائية مع الوزير خرازي وبقية المسؤولين الوزراء المشاركين في منتدى دافوس؟ - هناك لقاءات مع المشاركين ومادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الاميركية آتية غداً اليوم وسيكون لي لقاء معها، وكذلك مع الملك عبدالله الثاني والرئيس ياسر عرفات وعدد من الوزراء الأوروبيين وغيرهم. هل تحدثتم مع خرازي عن موضوع السلام؟ - نعم. موقف طهران بدا أكثر ليونة في الفترة الأخيرة، هل انعكس ذلك على فحوى لقائكم نظيركم الايراني؟ - كان لقاء ايجابياً في اطار كل شيء. وهل هناك رسائل ايرانية الى واشنطن عبركم؟ - لا. أترغبون في نقل مثل هذه الرسائل؟ - أعتقد ان ايران لن تعدم وسيلة اذا أرادت ان ترسل رسالة الى واشنطن، والعكس ايضاً صحيح بصرف النظر عمن يحمل هذه الرسالة. عموماً أنا لم أحمل أي رسالة. على المدى القريب، كيف تنظرون الى تطور العلاقات الايرانية - المصرية؟ هل تحتاج الى اعداد زيارات وزارية متبادلة؟ - من دون الدخول في تفاصيل، الأمور ليست صعبة اذا أراد الطرفان هذا التطوير.