يبدأ رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان غداً زيارة للمغرب يرأس خلالها ونظيره المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي اعمال اللجنة العليا المشتركة التي تنعقد في مدينة فاس. وتأتي الزيارة عقب القمة المغربية - الفرنسية في الرباط الاسبوع الماضي بين الملك محمد السادس والرئيس جاك شيراك والتي وصفت بأنها "كانت على قدر كبير من الاهمية"، وطاولت الاوضاع في منطقة شمال افريقيا. وتعول الرباط وباريس على اعطاء دفعة جديدة للتعاون الثنائي، وكذلك الاحاطة بالملفات الاقليمية خصوصاً تطورات قضية الصحراء، والعلاقة بين المغرب والجزائر، و"الاختراق" الاسرائيلي لمنطقة شمال افريقيا الذي يُعتقد انه يحظى بدعم قوي من واشنطن. واعلن السفير الفرنسي في الرباط ميشال دوبونكورس عشية الزيارة انه يتوقع ابرام اتفاق جديد بين المغرب وبلدان الاتحاد الاوروبي. وقال امس في الرباط انه لا يرى صعوبات امام تنفيذ خطة الشراكة بين الطرفين، وان بلاده تساند موقف المغرب من ضرورة اعادة النظر في قوائم المنتجات الصناعية المدرجة ضمن الاتفاق. بيد انه دعا الى التعاطي بتعقل مع قضية الصيد الساحلي في علاقات المغرب مع الاتحاد الاوروبي، مطالباً بلدان الاتحاد الاوروبي بالتفاوض مع المغرب ضمن "روح تتجاوز حدود الاستغلال". ويعود آخر اجتماع على مستوى رئيسي وزراء البلدين الى عام 1998 في العاصمة الفرنسية حيث تم ابرام سبع اتفاقات للتعاون بقيمة حوالي 2،4 بليون فرنك فرنسي تتضمن تخفيف الديون المغربية المستحقة لفرنسا وتمويل مشاريع للمياه الصالحة للشرب والكهرباء. وكان الاجتماع الاول للجنة العليا المغربية - الفرنسية انعقد في الرباط في كانون الاول ديسمبر 1997 تم خلاله الاتفاق على توطيد علاقات التعاون وابرام عدد من الاتفاقات لتطوير مشروع مركز لتوليد الطاقة، وابرام اعلان مشترك عن التعاون في ميادين العمل والتكوين المهني، اضافة الى اتفاق آخر على تحويل 700 مليون فرنك فرنسي من القروض المغربية المستحقة لفرنسا الى استثمارات خاصة.