جاكارتا - رويترز، أ ف ب - اذعن الجيش الاندونيسي للضغوط الرامية الى احالة الجنرالات الذين يحتفظون بحقائب وزارية الى التقاعد، في خطوة تشمل قائده السابق الجنرال ويرانتو الذي يدور جدل كبير حول دوره في قمع الحركة الانفصالية في تيمور الشرقية. وجاء ذلك في وقت جال الرئيس عبدالرحمن وحيد ونائبته ميغاواتي سوكارنو بوتري في مناطق مضطربة في محاولة لتهدئة النزاعات الطائفية والانفصالية التي تهدد وحدة البلاد واستقرارها. وأعلن مسؤول عسكري رفيع المستوى في اندونيسيا امس الاربعاء، ان الجيش وافق على احالة الجنرالات الذين يحتفظون بمناصب في مجلس الوزراء الى التقاعد، بما في ذلك الجنرال ويرانتو، الشخصية العسكرية المثيرة للجدل. وفي العام الماضي، طلب من الوزراء الذين يخدمون في الجيش ان يستقيلوا مبدئياً من القوات المسلحة ولم ينفذ القرار حتى الآن. وجاءت موافقة الجيش على ذلك وسط تزايد الانتقادات له وفي اطار جهود تستهدف تقليص نفوذه الواسع النطاق على الساحة السياسية. وقال الجنرال سوسيلو بامبانغ ان الجيش رفع قراره الى الرئيس الاندونيسي عبدالرحمن وحيد الذي وقع مرسوماً يقضي بتقاعد الجنرال ويرانتو من الجيش في خطوة قد تقلص من قاعدة سلطاته تقليصاً فعلياً. لكن هذا لا يمنع ويرانتو من الاحتفاظ بمنصبه كوزير لتنسيق الشؤون السياسية والأمن. وجاء ذلك في وقت زار الرئيس وحيد اقليم آتشيه المضطرب غرباً لاجراء محادثات مع القيادات المحلية هناك تهدف إلى إقناعها بالتخلي عن مطالبها بإقامة دولة إسلامية مستقلة. وأعرب وحيد عن تفاؤله في فرص عودة السلام الى البلاد بسرعة، مشيراً إلى "عملية" تجري حالياً من دون أن يفصح عن مضمونها. ودشن وحيد في سابانغ في جزيرة ويه شمال آتشيه، مرفأ حراً. وذكر مصدر رسمي ان تسعة اشخاص بينهم شرطي، قتلوا في آتشيه شرق في اعمال عنف انفصالية. وفي غضون ذلك، استلهمت ميغاواتي تعاليم والدها مؤسس الدولة الراحل سوكارنو، لتوجيه نداء للمسلمين والمسيحيين في جزر البهار المضطربة ناشدتهم فيه وضع نهاية لاعمال العنف الطائفية الناشبة بينهم وبدء عملية مصالحة. وأكدت أن والدها كان سيبكي لرؤية هذه الاشتباكات الطائفية التي أودت بحياة ألفي شخص على الاقل خلال العام الماضي. وكانت ميغاواتي واعضاء الوفد الحكومي المرافق لها تفقدوا إحدى الكنائس وأحد المساجد في الجزر وقاموا بزيارة بعض الجرحى من ضحايا أعمال العنف، في إحدى المستشفيات في أمبون عاصمة المنطقة.وأعلنت ميغاواتي في خطاب في كنيسة في آمبون ان "النزاعات تسبب على الدوام الضرر للجميع علاوة على أنها غير مرغوبة من جانب أي من الديانات". وأكدت مجدداً على الخط المثير للجدل الذي تنتهجه الحكومة والذي يطالب سكان جزر البهار في النهاية بضرورة تسوية خلافاتهم بأنفسهم.