ظهرت دعوات في الاوساط السياسية الروسية الى التفاوض مع الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف، فيما باشر الزعيم الشيشاني الموالي لموسكو مالك سعيد اللايف "مهمة مستحيلة" للقاء مسخادوف والتفاهم معه على ارضية مشتركة لوقف الحرب. في المقابل، اعلن الكرملين رفضه القاطع التفاوض مع الرئيس الشيشاني او الاعتراف بشرعيته. وقال سرغي ياسترجمبسكي الناطق باسم الرئيس الروسي بالوكالة فلاديمير بوتين ان "مسخادوف لا يسيطر على الوضع في الشيشان وانتخابه رئيساً لم يكن شرعياً". وشكل كلام ياسترجمبسكي رداً مباشراً على مبادرة سعيد اللايف وعلى تأكيد الكسي ارباتوف القيادي البارز في كتلة "يابلوكو" الاصلاحية المتمثلة في البرلمان والمحسوبة على الكرملين، ان الوقت مناسب للتفاوض مع مسخادوف. وقال ارباتوف ان "العملية العسكرية في الشيشان يجب ان تترافق مع محادثات، وعلينا الاعتراف رسمياً بسيطرة مسخادوف على مناطقه". جاء ذلك في وقت واجهت القوات الروسية صعوبات في التقدم الى وسط غروزني، فيما تراشق طرفا النزاع بمعلومات متناقضة عن حجم الخسائر البشرية راجع ص 8. وغادر سعيد اللايف الذي يرأس "مجلس دولة" نصبته موسكو هيئة تنفيذية في الشيشان، الى غروزني امس ليعرض على مسخادوف خطة للتسوية وصفها بأنها "واقعية وتفصيلية". وذكر ان الخطة "تراعي 90 في المئة" من مطالب مسخادوف وموسكو ولا تتضمن اشارة الى تحديد الوضع القانوني للجمهورية الشيشانية. واكد انه اجرى مشاورات تمهيدية مع الديوان الرئاسي والحكومة الروسية ووزارة الدفاع، وحصل على "تأييد شفوي". وحذر سعيد اللايف من مغبة مواصلة القتال، مؤكداً ان الخطة تكفل "حفظ أرواح عشرات الآلاف" ومشيراً الى ان الخسائر الروسية المعلنة "دون الواقع بكثير".