أفادت مصادر قريبة من جماعة "الجهاد" المصرية أن تغييرات جرت في تشكيل "مجلس شورى" التنظيم في إطار إجراءات اعقبت تخلي زعيم التنظيم الدكتور أيمن الظواهري الذي يعيش في افغانستان عن موقعه. وقالت أن عناصر الجماعة المنتشرين في دول عدة أبلغوا بالتطور الأخير. وكشفت المصادر تفاصيل جديدة عن أسباب التفاعلات التي جرت طوال الشهور الماضية داخل الجماعة وانتهت إلى وقوع الانقلاب الذي أطاح الظواهري بعد نحو 8 سنوات تزعم فيها الجماعة. وقالت المصادر ل"الحياة": إن قادة في التنظيم كانوا اعترضوا على دخول الظواهري، في شباط فبراير العام 1998، في تحالف مع اسامة بن لادن تحت لافتة "الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين" التي تضمن بيانها التأسيسي فتوى "توجب على المسلمين قتل الاميركيين، ونهب أموالهم أينما وجدوا". وتابعت انهم طلبوا منه الانسحاب من الجبهة. إلا أنه رفض مُصراً على أن الجبهة "ستحقق الخير للمسلمين". وقالت ان كلا الطرفين أصر على موقفه، وأن خلافهما وصل إلى الذروة، إثر القبض على القيادي البارز في التنظيم أحمد سلامة مبروك العام الماضي أثناء وجوده في أذربيجان. واشارت المصادر إلى أن قادة التنظيم حمّلوا الظواهري مسؤولية القبض على مبروك، على أساس أن الأخير اضطر الى مغادرة افغانستان بعدما زادت الخلافات بينه وبين الظواهري نتيجة رفض الأخير التخلي عن ابن لادن، فسافر مبروك الى اذربيجان لينأى بنفسه عن العمل مضطراً ضمن الجبهة. وقالت المصادر إن الظواهري "تأثر بشدة عقب القبض على مبروك وقرر التخلي عن إمارة الجماعة"، مشيرة إلى أن أساس الخلاف بين الظواهري ومعارضيه يعود إلى اسلوب إدارته للصراع مع الحكومة، وانه تفجر قبل القبض على مبروك بنحو ثلاث سنوات حينما تعرض التنظيم لضربة شديدة إثر قيام السلطات المصرية بالقبض على عشرات من اعضائه داخل مصر وإحالتهم على محكمة عسكرية في قضية عرفت باسم "خان الخليلي". إذ رأى بعضهم أن الظواهري لم يتبع الإجراءات الأمنية الواجبة مما تسبب في كشف عناصر "الجماعة" داخل مصر ووقوعهم في قبضة السلطات. واضافت أن الظواهري وقّع بعد ذلك على البيان التأسيسي "للجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين"، من دون أن يفاتح غالبية اعضاء "مجلس شورى" الجماعة بالأمر، فأعتبروا أنه تعمد وضعهم "أمام الأمر الواقع". وأضافت المصادر أن حادثة تفجير سفارتي أميركا في نيروبي ودار السلام في آب اغسطس العام 1998 وما أعقبها من حملات شاركت فيها أجهزة أمنية لدول عدة، ومضايقات تعرض لها عناصر التنظيم وبينهم المقيمون بطريقة شرعية في دول أوروبية، أفرزت مناخاً معادياً لتوجهات الظواهري الذي قبل تحمّل مسؤولية ما حدث ووافق طوعاً على التقاعد. وقالت: إن الزعيم الجديد للجماعة "له مكانة بين العناصر الجهادية لما يتمتع به من علم شرعي وقدرات عسكرية في آن، وله تاريخ طويل في العمل ضمن الحركة الجهادية". لكنها رفضت كشف اسمه. وتوقعت أن يتم إعلان تفاصيل عن تغييرات جرت في البناء التنظيمي للجماعة قريباً. وأوضحت أن غالبية قادة الجماعة وافقوا على إعادة هيكلة التنظيم في ضوء المعطيات الجديدة، وقالت انه لم يبق مع الظواهري في افغانستان للعمل ضمن جبهة ابن لادن سوى عدد قليل من مؤيديه بينهم شقيقه المهندس محمد الظواهري.