بحث رئيس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والرئيس السوداني الفريق عمر البشير في أبوظبي أمس قضايا عربية واقليمية، والجهود المبذولة لتنقية الأجواء العربية، إضافة إلى العلاقات الثنائية. وشدد الشيخ زايد على ضرورة عقد قمة عربية لإنهاء "حال القطيعة والشتات التي تعانيها الأمة"، وأيده البشير الذي تحدث عن "تهيئة الأجواء" في بلاده لتحقيق مصالحة، وأعلن أن "الانتخابات المقبلة مفتوحة أمام كل من يريد المشاركة فيها". وكان الرئيس السوداني قام أمس بزيارة قصيرة لأبوظبي اجتمع خلالها مع الشيخ زايد وولي عهده الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. وصرح الشيخ حمدان بن زايد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية بأن الشيخ زايد والرئيس البشير تبادلا الرأي حول المستجدات العربية، خصوصاً ما يتعلق بأهمية تفعيل التحرك العربي الموحد لخدمة قضايا الأمة وعقد قمة عربية في أقرب وقت، كضرورة حتمية لتجاوز الواقع العربي المؤلم. وأضاف الشيخ حمدان ان رئيس دولة الإمارات حض الدول العربية على "تجاوز ما بينها من خلافات عابرة وتعزيز فرص التضامن والتعاون الصادق، حفاظاً على مصالح شعوبها ومستقبل أجيالها، خصوصاً في ظل الواقع الاقليمي والدولي الذي يزخر بالأخطار والتحديات". ونقل عن الشيخ زايد تأكيده للرئيس السوداني ان "الظروف التي تعيشها الأمة تتطلب من القادة العرب المزيد من الادراك والتبصر بأن عدم عقد اللقاء الدوري للقادة هو السبب وراء الخلل وحال القطيعة والشتات التي تعانيها الأمة". واطلع البشير رئيس دولة الإمارات على التطورات الأخيرة في السودان. وأكد الشيخ زايد دعم استقرار السودان. وأفادت مصادر ديبلوماسية ان الامارات جددت تأييدها الاجراءات التي اتخذها البشير أخيراً، وسعيه إلى المصالحة مع المعارضة في الخارج وتحسين علاقات بلاده مع دول الجوار. وأكدت ان الإمارات ستعمل لدعم الجهود السودانية في هذا المجال، ولفتت إلى ان الشيخ حمدان عقد اجتماعاً مع وزير الخارجية السوداني على هامش لقاء الشيخ زايد والبشير لوضع صيغة للتعاون بين البلدين. كما اجتمع الشيخ خليفة بن زايد، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مع الرئيس السوداني وجدد "دعم الإمارات السودان في كل ما يحقق خير شعبه وتقدمه". وأيد البشير في تصريحات قبل مغادرته أبوظبي، دعوة الشيخ زايد عقد قمة عربية، وقال إن هناك "رغبة متزايدة في عقد القمة وان الظروف الاقليمية والدولية تحتم لقاء القادة العرب". وذكر ان جولته على عدد من الدول العربية تأتي لشرح التطورات في بلاده. وشدد على أن الحكومة السودانية هيأت الأجواء لتحقيق المصالحة في السودان حتى قبل صدور قرارات الرابع من رمضان، وذلك من خلال العفو عن المعتقلين والمسجونين في قضايا أمنية، وإعادة الممتلكات الخاصة بالأفراد. وأعلن ان "الانتخابات المقبلة مفتوحة أمام كل من يريد المشاركة فيها".