منذ انتهاء عملية خطف الطائرة الهندية في قندهار آخر الشهر الماضي، تساءل المراقبون عن السبب الذي دفع نيودلهي إلى الاستسلام لشروط الخاطفين واطلاقها ثلاثة من الناشطين الكشميريين في مقابل الافراج عن الركاب. الجواب في معلومات حصلت عليها "الحياة" من مكتب رئيس الوزراء الهندي. ومفادها أنه كان بين الركاب ال155 في الرحلة الرقم 814، شخصان مميزان: الأول سبق أن تحدثت عنه الصحف، وهو رجل الأعمال روبرتو غيوري الذي تتحكم شركته السويسرية "دي لا رو" بطباعة 90 في المئة من العملة في انحاء العالم. أما الراكب الثاني الذي كان خطفه السبب الرئيسي في تليين الموقف الهندي، فهو ممثل وكالة "البحث والتحليل الهندية" في كاتمندو. ومعلوم ان هذه الوكالة هي المؤسسة الرئيسية لجمع المعلومات الاستخباراتية في الخارج. وأوضحت مصادر في مكتب رئيس الوزراء الهندي ل "الحياة" انه فضلاً عن حساسية منصب الأخير كمسؤول عن احد فروع الوكالة، فهو في الوقت نفسه صهر زوج اخت المسؤول المخضرم في المكتب ناند كيشور سينغ الذي يتولى حالياً منصب سكرتير رئيس الوزراء اتال بيهاري فاجبايي. وأكدت مصادر حكومية في نيودلهي ل"الحياة" ان وجود صهر سينغ في الطائرة والضغط الذي تعرضت له الهند من جانب الحكومة السويسرية، دفعا الحكومة الى حسم أمرها في تنفيذ مطلب الخاطفين على رغم معارضة شديدة من المؤسسة العسكرية. وأفاد مصدر رفيع المستوى في وزارة الطيران الهندية ان الحكومة السويسرية ارسلت مبعوثاً خاصاً إلى قندهار للبحث في مصير غيوري ومرافقته كريستينا كالابريزي وراكبين سويسريين آخرين. ولم يعرف هل ان تحرك السويسريين جاء بعد طلب الخاطفين فدية 200 مليون دولار؟ وهل تمت تلبية هذا الطلب سراً أو تنازل عنه الخاطفون بعدما اقنعتهم "طالبان" بأنه "غير شرعي"؟ ولم تتمكن المصادر الهندية من الاجابة عن هذين السؤالين. لكنها اكدت ان الخاطفين لم يكونوا على علم بوجود مسؤول الاستخبارات الهندي في الطائرة التي ظلت ثمانية ايام في قندهار. وأكدت المصادر أنه لولا وجود الرجلين في الطائرة، لما كانت نيودلهي لبّت أياً من مطالب الخاطفين.