السياحة في مصر تمثل متعة كبيرة، لأن السائح ينعم فيها بمشاهدة ما خلفه الفراعنة من آثار يشهد على عظمتها التاريخ، ومن أجمل الأماكن التي يمكن أن يتمتع فيها السائح بالآثار والطقس الدافئ شتاءً، مدينة أسوان التي تتميز أيضاً بنيلها الصافي. التقت "الحياة" عدداً من العاملين في مجال السياحة للوقوف على الرواج السياحي، لا سيما في هذا الوقت من السنة. يقول موظف في شركة سياحية في أسوان هو السيد زكريا مكي: "بعد حادث الأقصر العام 1997 لم يتوقع أحد من العاملين في مجال السياحة ان تعود السياحة الى مصر مرة أخرى قبل مرور ما لا يقل عن عشر سنوات، لكن بفضل جهود المسؤولين عادت السياحة الى سابق ازدهارها، والزيادة في الأعداد واضحة في الوقت الحالي، فهناك سياح من اليابان وفرنسا وايطاليا واسبانيا، ونتوقع موسماً مبشراً بالخير. وما يجعل السائح يحب أسوان هو طيبة أهلها وصداقتهم للسائح، وطبيعة أسوان الجميلة المختلفة عن المدن الأخرى". ويبين نائب مدير فرع أسوان لإحدى الشركات السياحية العالمية السيد محسن محمد الميرغني: ان "الرواج السياحي المشهود حالياً يرجع الى ان الشركات السياحية وكل الجهات العاملة في السياحة تحاول أن تعطي أفضل ما لديها دائماً، عن طريق اعطاء صورة واضحة عن أسوان والأقصر". ويقول: "السياحة بين أسوان والأقصر تنقسم الى: سياحة نيلية وأخرى برية، كما يمكن الاستفادة من السياحة العلاجية في أسوان حيث رمالها التي تعالج أمراضاً عدة أهمها الروماتيزم". ومن الأماكن التي يحب كثير من السياح زيارتها أسوان، حيث يستمتعون بحياة النوبة البسيطة، ويجلسون مع الاهالي لاحتساء الشاي، ويعيش السائح جواً اجتماعياً مختلفاً. كما أن نيل أسوان يختلف عن أي نهر في العالم. ويقول وكيل شركات سياحية عدة ومدير سلسلة مطاعم سياحية في أسوان السيد سيد ابراهيم: "أبرز المزارات السياحية في أسوان هي: معابد فيلة التي غمرتها المياه بعد بناء السد العالي، فتم نقلها بالتعاون بين مصر واليونيسكو الى جزيرة فيلة، وهناك مشروع السد العالي الذي يعد صرحاً مهماً بالنسبة الى مصر، كما في أسوان المسلة الناقصة المصنوعة من الغرانيت الأسواني، وزيارة المسلة تعطي انطباعاً للسائح بقوة الانسان المصري وصلابته". وتعد المراكب السياحية رمزاً من رموز أسوان، فيطوف بها السائح حول الجزر الموجودة مثل جزيرة الفنتَيْن وجزيرة النباتات، ويتمتع بالطبيعة الخلابة والهواء النقي والهدوء والسماء الصافية. ومن المعابد المتميزة في أسوان معبد أبو سمبل الذي يقع جنوبأسوان ويصفه ابراهيم بأنه من اوائل المنشآت الحضارية في مصر، "دليل ان الحضارة انتقلت من الجنوب الى الشمال وليس العكس. وهذا المعبد نُحت في الجبل، وتماثيل المعبد تدل على القوة والجبروت، وبعد ذلك تطورت المعابد من النحت الى البناء الى رصّ الحجارة في معابد فيلة". ويؤكد مدير مكتب الهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة في أسوان السيد عبدالشكور سعد الدين "ان أسوان تشهد رواجاً سياحياً كبيراً، فنسبة الاشغالات في الفنادق والبواخر السياحية التي تعمل بين أسوان وأبو سمبل وهي تقارب 230 باخرة تزيد على مئة في المئة. وهذا الرواج السياحي يساعد على انتعاش البلاد اقتصادياً، ما يؤدي الى زيادة الدخل القومي للدولة والأفراد من خلال الاستثمار في مجال السياحة". ويضيف: "السائح يجد في أسوان خليطاً من أنواع السياحة المختلفة، فهناك من يأتي للاستجمام، ومن يأتي للطبيعة الخلابة، أو زيارة المناطق الأثرية، أو صيد الاسماك، أو التمتع بالنيل، أو ارتياد الصحارى، أو زيارة حديقة النباتات والسد العالي، والمتحف المفتوح، وغير ذلك". ويختم قائلاً: "السائح يشعر بارتياح شديد في أسوان ويستمتع بوقته، وهناك سياح اعتادوا المجيء الى أسوان، ويعتبرونها بلدهم الثاني" يذكر أن السياح والعاملين في السياحة في أسوان يطالبون الدولة بإعادة فتح الطريق البري المؤدي الى أبو سمبل جنوبأسوان، إذ أن الطريق مغلق منذ نحو عامين على رغم أنه مزار سياحي في حد ذاته، بالاضافة الى انخفاض كلفة الانتقال الى أبو سمبل براً.