على وقع رقصات وأنغام 11 فرقة للفنون الشعبية، تعامدت الشمس صباح أمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني داخل معبده في مدينة أبو سمبل في جنوب مصر. وقال المدير العام لآثار أبو سمبل ومعابد النوبة أحمد صالح عبدالله إن الظاهرة التي تؤكد ريادة قدماء المصريين لعلم الفلك جذبت قرابة 3000 سائح. وأضاف أن التعامد بدأ في السادسة و25 دقيقة واستمر 20 دقيقة. ويشار إلى أن تعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني داخل معبده في 22 تشرين الأول (أكتوبر) يتواكب مع بداية فصل الزراعة في مصر القديمة، أما تعامدها أمس، فيتزامن ومناسبة بدء موسم الحصاد. وأوضح عبدالله أن ما يقال عن أن هذه الظاهرة ترتبط بذكرى مولد رمسيس الثاني وذكرى تتويجه، ليس له أساس علمي. وقال إن مدينة أبو سمبل وما جاورها من مناطق كان لها أهمية كبيرة في علم الفلك، إذ عُثر في موقع «النبطه» شمال غربي المدينة على أول بوصلة حجرية وأقدم ساعة حجرية تحدد اتجاهات السفر وموعد سقوط المطر، ويرجع تاريخهما إلى 11 ألف سنة. وسهر أهالي أبو سمبل حتى الصباح مع أحداث مهرجان أسوان الدولي للثقافة والفنون الذي يواكب تعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني. وشاركت في إحياء السهرة 11 فرقة فنون شعبية، منها خمس من الولاياتالمتحدة الأميركية وتركيا والصين وفرنسا وأندونيسيا، قدمت عروضها في حضور محافظ أسوان مصطفى السيد، ومندوبين لوزارتي الثقافة والسياحة. ويأتي هذا المهرجان بعد الجدل الذي أثير على خلفية إعلان وزارة الأوقاف المصرية وبعض ممثلي تيار الإسلام السياسي عن «إقامة ندوة لتصحيح صورة الإسلام في عيون الغرب» في ساحة معبد أبو سمبل، تتزامن مع المهرجان. وأبدت أوساط أثرية وسياحية تحفظها عن هذا الأمر، واقترح أحمد صالح عبدالله إقامة الندوة خارج منطقة آثار أبو سمبل. وأوضح أنه يعلم أن هدف الندوة نبيل وسام، لكن إذا تم ذلك داخل المعبد فإنه سيأتي بنتائج عكسية، على صناعة السياحة وسمعة مصر. واستجابت وزارة الأوقاف لهذا الطرح، وألغت الندوة. وتحكي نقوش ورسوم معبد أبو سمبل تفاصيل أجمل قصة حب ربطت بين قلبي رمسيس الثاني وزوجته «نفرتا ري» قبل أكثر من ثلاثة آلاف سنة. ويظهر هذا الحب الفياض جلياً من خلال الكلمات الرقيقة التي نقشت على جدران معبد «نفرتا ري» في أبو سمبل والتي يصف فيها رمسيس الثاني زوجته الحبيبة بأنها «ربة الفتنة والجمال وجميلة المحيا وسيدة الدلتا والصعيد». ويتميز معبد «نفرتا ري»، التي يعني اسمها «جميلة الجميلات»، باللمسة الأنثوية الحانية التي تعبر عن رقة صاحبته.