شهدت مدينة أبو سمبل بأسوان، في الساعة الخامسة وثلاث وخمسين دقيقة مع شروق شمس امس الثلاثاء، معجزة فلكية فريدة استمرت لمدة عشرين دقيقة فقط، وهي تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني داخل معبد أبو سمبل، وهي الظاهرة التي تتكرر مرتين خلال العام، إحداهما يوم 22 أكتوبر يوم ميلاد الملك رمسيس، والأخرى يوم 22 فبراير يوم توليه العرش. وجاءت الظاهرة في ظل حضور إعلامي محلي ودولي واسع، ووسط إجراءات أمن غير مسبوقة، وبالتزامن مع انتهاء الاحتفالات بالذكرى 44 لإنقاذ معابد أبوسمبل من الغرق في عام 1968. وشاهد الحدث قرابة 2000 زائر من السياح والمصريين. وكانت مدينة أبوسمبل التاريخية قد عاشت ليلة ساهرة مساء الاثنين بمناسبة مهرجان تعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني. وتحكى نقوش ورسوم معبد أبوسمبل تفاصيل أجمل قصة حب ربطت بين قلبي رمسيس الثاني وزوجته نفرتاري منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة. ويظهر هذا الحب الفياض جليا من خلال الكلمات الرقيقة التي نقشت على جدران معبد نفرتاري بأبوسمبل والتي يصف فيها رمسيس الثاني زوجته الحبيبة بأنها رمز الفتنة والجمال وجميلة المحيا وسيدة الدلتا والصعيد. ويتميز معبد نفرتاري باللمسة الأنثوية الحانية التي تعبر عن رقة صاحبته، حيث يوجد فيه مجموعة من النقوش الناعمة التي تبرز جمال نفرتاري. ونفرتاري هي الزوجة الوحيدة من زوجات رمسيس الثاني التي بنى لها معبدا خاصا إلى جوار معبده الكبير بمدينة أبوسمبل، كما بنى لها واحدة من أجمل المقابر في البر الغربي بالأقصر بعد رحيلها ليؤكد إخلاصه وحبه الأبدي لجميلة الجميلات. والجدير بالذكر أن هذا الحدث يجسد عبقرية المصريين القدماء ومدى تقدمهم خاصة في علوم الفلك الأمر الذي دفع الجهات المعنية لأول مرة بنقل الحدث على الهواء مباشرة لجميع دول العالم بغرض الجذب السياحي إلى مصر خاصة في الوقت الذي تشهد فيه السياحة ركودا بسبب الأحداث التي شهدتها وتشهدها مصر في الفترة الحالية.