منذ فترة كان الجنرال فرانكو، دكتاتور اسبانيا طوال 36 سنة، قد أعلن عن عودة الملكية وعن خوان كارلوس كملك للبلاد. غير ان ذلك الاعلان لم يبدل شيئاً في واقع الحكم الدكتاتوري. ففرانكو، على رغم بلوغه الثمانين كان لا يزال متمسكاً بالحياة وبالحكم وبالقمع ايضاً. إذ انه حتى في أيامه الأخيرة لم يتوان عن اعدام خمسة من الثوار الباسك. وهو أمر اكسب الديكتاتور العجوز شعبية ما، إذ على الفور تمكن أنصاره من جمع 150 ألف شخص تظاهروا مناصرين له منددين ب"المؤامرة اليسارية الماسونية". المهم ان قلب فرانكو كف عن الخفقان في تشرين الثاني نوفمبر 1975، وكان الرجل اضحى في الثانية والثمانين. وبهذا انطوت صفحة طويلة الأمد من تاريخ اسبانيا، هي صفحة حكم فرانكو الذي هزم الجمهوريين في الحرب الأهلية اواخر سنوات الثلاثين وحكم اسبانيا منذ ذلك الحين. بعد رحيل فرانكو كان من الطبيعي للطبقة المتوسطة الناشئة، والتي ازدهرت تحديداً في عهد فرانكو، ان تتطلع الى الحرية والديموقراطية فأسلمت قيادها الى الملك خوان كارلوس، الذي أجرى انتخابات عامة اتت الى الحكم بالاشتراكيين ما جعل عهد فرانكو، حقاً، يتحول الى جزء من الماضي.