طهران، موسكو - "الحياة"، أ ف ب - اعتبرت وزارة الخارجية الايرانية أمس ان تقرير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي.آي.اي في شأن قدرة ايران على انتاج اسلحة نووية "تمليه دوافع واعتبارات سياسية". ونقلت صحيفة "طهران تايمز" أمس عن مسؤول في الوزارة طلب عدم ذكر اسمه ان ايران موقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي وأن منشآتها تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية "لذلك فإن هذه الملاحظات الأميركية لا يوجد وراءها سوى دوافع سياسية". وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" أفادت أول من أمس ان ال"سي.آي.اي" أبلغت ادارة الرئيس بيل كلينتون أنها لا تستبعد احتمال انت كون ايران امتلكت القدرة على صنع سلاح نووي، على رغم "عدم وجود أدلة أكيدة" على ذلك. وقالت مصادر ايرانية ل"الحياة" في طهران ان وكالة الاستخبارات الاميركية "تريد ايجاد خلل في العلاقة بين موسكووطهران على خلفية التعاون بينهما في مجالات الطاقة النووية". واشارت الى ضغوط اميركية على موسكو بينها الضغوط الاقتصادية على بعض الشركات الروسية "بهدف تخريب العلاقات الايرانية - الروسية". واعتبرت ان "تزامن نشر الادعاءات الجديدة مع المحادثات التي اجراها في موسكو الامين العام لمجلس الامن القومي الايراني حسن روحاني، يهدف الى الايحاء بأن ايران ستحصل من روسيا على التكنولوجيا النووية". ورأت اوساط ايرانية ان واشنطن منزعجة من موسكو لعدم نجاح الضغوط الاميركية في تخريب العلاقات الايرانية - الروسية، مشددة على ان "ما يهدد المنطقة ليس السعي الايراني الى استخدام الطاقة سلمياً، بل الترسانة النووية الاسرائيلية". الى ذلك، أعرب عدد من المحللين الروس عن اعتقادهم ان موسكو اتخذت خطوة جديدة معادية للأميركيين، عبر اعلانها انها ستواصل تعاونها العسكري مع ايران على رغم التعهدات التي قطعتها لواشنطن بوقف مبيعات الأسلحة لطهران. وكان وزير الدفاع الروسي الماريشال ايغور سيرغييف اعلن الجمعة الماضي في ختام اجتماع مع الأمين العام لمجلس الأمن القومي في ايران حسن روحاني الذي زار موسكو ان "روسيا ستفي التزاماتها" وتحافظ على "حيوية علاقاتها مع ايران وضمنها المجال العسكري والتقني"، فيما أشار روحاني الى أن البلدين "قويان ولن يقبلا أي تدخل من طرف ثالث". ورأى الخبير العسكري بافل فيلينغهاور ان تعهد مواصلة التعاون مع ايران هو "رسالة من موسكو الى واشنطن تلمح الى استعداد روسيا لتعزيز علاقاتها مع طهران في حال واصل الأميركيون توجيه الانتقادات للعملية العسكرية في الشيشان".