أوحى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أمس، أن زيارته طهران الخميس لم تحقق اختراقاً في قضية «أبعاد عسكرية محتملة» للبرنامج النووي لإيران، التي تحدثت عن «اتفاق» بين الجانبين على «وضع جدول زمني» لتسوية المسائل العالقة. وتشتبه الوكالة في إجراء طهران بحوثاً حتى العام 2003، وربما بعد ذلك، لامتلاك قنبلة ذرية. وتسعى إلى لقاء العلماء المشاركين في تلك النشاطات، والاطلاع على وثائق وزيارة مواقع قد تكون البحوث نُفذت فيها. لكن إيران تعتبر أن شكوك الوكالة تستند إلى معلومات استخباراتية ملفقة قدّمتها إليها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) وجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (موساد). وأصدرت الوكالة عام 2011، تقريراً أفاد ب «احتمال وجود بُعد عسكري» للبرنامج النووي الإيراني، مشيرة إلى حصولها في هذا الصدد على معلومات ذات «صدقية». وتطالب الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني، بتمكين مفتشي الوكالة من دخول مواقع عسكرية تعتبرها مشبوهة، بما في ذلك مجمّع «بارشين» العسكري. وستؤدي الوكالة دوراً حيوياً في مراقبة اتفاق نهائي محتمل تبرمه إيران والدول الست خلال المرحلة الأخيرة من مفاوضات الجانبين في فيينا، والتحقّق من تنفيذه. لكن طهران تماطل في الإجابة على أسئلة طرحتها الوكالة في شأن «الأبعاد العسكرية المحتملة» لبرنامجها النووي. أمانو الذي التقى في طهران الرئيس حسن روحاني وسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، أشار في بيان لدى عودته إلى فيينا، إلى أن «الهدف من الزيارة كان تحقيق تقدّم في السعي إلى تسوية كل القضايا العالقة في شأن البرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك توضيح أبعاد عسكرية محتملة». وأضاف: «أعتقد أن لدى الطرفين تفهماً أفضل لبعض سبل المضي قدماً، ولكن هناك حاجة لمزيد من العمل». في المقابل، شدد عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، على أن «زيارة أمانو إلى طهران كانت جيدة وناجحة، وفق تقارير تلقيناها». وأضاف: «نأمل في أن نكون قادرين على تحقيق تقدّم في ما يتعلق بملف الأبعاد العسكرية» المحتملة، وزاد أن إيران «مستعدة للتعاون مع أمانو لإثبات أن تلك المزاعم والاتهامات إنما هي واهية بلا أساس، ولتسوية القضايا العالقة وإظهار أن لبرنامجنا النووي سجلاً أبيض». ووصف مسألة الأبعاد العسكرية المحتملة بأنها «قضية قديمة» أُثيرت قبل سنوات خلال «طرح مزاعم عن البرنامج النووي الإيراني كانت أساساً لضغوط وعقوبات» فُرضت على طهران. ورأى أن هناك الآن «فرصة جيدة لتسوية هذه المسائل والأسئلة والمزاعم والملفات المفبركة ضد إيران». في الوقت ذاته، قال الناطق باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي، إن بلاده والوكالة الذرية «توصلتا إلى اتفاق لوضع جدول زمني لتسوية المسائل العالقة»، لافتاً إلى أن الجانبين «قررا دفع مسيرة التعاون إلى أمام». وكان روحاني أشار لدى لقائه أمانو إلى «مسائل بقيت غامضة»، مشدداً على أن «تسويتها ممكنة في وقت وجيز إذا توافرت إرادة جدية لدى الطرفين ولم تُقحَم فيها قضايا غير تقنية». وأضاف: «المفاوضات مع الدول الست تقترب من النهاية، وعلى الوكالة من موقعها القانوني والفني، أن تؤدي دورها من دون اعتبار لتحفظات القوى العظمى». وزاد: «تطوير النشاطات النووية السلمية والامتناع عن نشر أسلحة نووية هما الواجبان الرئيسان للوكالة الذرية التي عليها مراعاتهما إزاء الدول الأعضاء في شكل متوازن ومن دون تمييز». إلى ذلك، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتقي روحاني خلال القمة السنوية ل «منظمة شنغهاي للتعاون» التي تستضيفها روسيا الأسبوع المقبل.