لبست جوهرة الساحل التونسيسوسة ومحافظة المهدية عاصمة الموحدين حلة عربية بمناسبة تنظيم كأس الكؤوس العربية الرابعة لكرة اليد في نهاية الشهر الحالي. وتعد هذه الدورة حدثاً استثنائياً في حياة هذه المدينة التي تمثل مع محافظة المنستير القلب النابض للساحل التونسي، فللمرة الاولى في تاريخها تحتضن حدثاً عربياً بعد أن كانت مثل هذه الدورات مقصورة على المركز، اي العاصمة تونس، حيث رفع في الموسم الماضي النادي الافريقي هذه الكأس في غياب المشاركة المصرية التي توج ناديها الأهلي بالكأس العربية في المهدية عام 1997 وفي عمان عام 1998. ولأن الدورة الأخيرة سجلت رقماً قياسياً في عدد الأندية المشاركة، فإن ادارتي النجم الساحلي ومكارم المهدية متخوفتان من تراجع في المشاركة. وبرغم الجدية التي أحاطت أعمال الاعداد المادي لتوفير أفضل شروط نجاحها، فإن تأخر التنسيق بين الاتحاد العربي وإدارتي الناديين ربما أثر على الحضور العربي في هذه التظاهرة. وأكدت فرق الخليج والوحدة من المملكة العربية السعودية وقطر القطري والأهلي الأردني والاولمبيك الجزائري والأهلي المصري ومواطنه الزمالك مشاركاتها في بطولة الرجال... وسموحة المصري والمولودية الجزائري لدى السيدات. وتتواصل الاتصالات مع الاتحاد المغربي لتأمين حضور ممثل عنه يرجح ان يكون نادي الرباط. وتميزت الأدوار الأولى في الدورة السابقة بنوع من الرتابة وخلل واضح في موازين القوى، تعزز بغياب المشاركة المصرية لكن الأدوار النهائية عرفت إثارة وتشويقاً كبيرين مع حضور جماهيري مكثف تزامن مع عطلة نصف السنة للتلاميذ والطلاب. وشهد النهائي الذي جمع بين الافريقي التونسي والخليج السعودي مواجهة حقيقية بين طموح الشباب وخبرة التوانسة العريقة، الذين تمكنوا بفضل حارسهم رياض الصانع من أن ينتزعوا اللقب العربي، لكن ذلك لم يمنع لاعب الخليج أحمد الحبيب ابراهيم من الحصول على لقب الافضل. ويعتبر المدرس الفرنسي منيار أول من أدخل لعبة كرة اليد الى تونس وذلك في مباريات المدارس، وتعد جمعية الزيتونة الرياضية أعرق الفرق في هذه اللعبة الثانية شعبياً في البلاد. وسيطر الافريقي والترجي على أغلب تتويجات الدوري المحلي في السبعينات والثمانينات، لكن نهاية التسعينات حملت رياح التتويج نحو الساحل، وتوج نادي مكارم المهدية بكأس تونس الموسم الماضي أمام بطل الدوري النجم الساحلي، في حين توجت الجمعية الرياضية بالساحل، سيدات، بلقبي الدوري والكأس. ولإحرازه الكأس الثانية في تاريخه عرفت مدينة المهدية و"السقيفة الكحلاء" كرنفالاً احتفالياً حيث رددت الجماهير "سبعة أيام وسبع ليال والمهدية في العلالي" لم تخدشها سوى اعلان مدربها الجزائري صالح بوشكري ومواطنه رضوان عواشرية مغادرتهما لهذه المدينة، ما أثر على أداء الفريق في هذا الموسم حيث يحتل المرتبة الرابعة للدوري. وانقذ فوز النجم الساحلي لكرة اليد موسم أحباء شاطئ "بوجعفر" في سوسة مع تواضع نتائج كرة القدم آنذاك، وساهم لاعبو النجم الشبان في منتخب تونس في منافساته الاقليمية والعالمية. ومع العودة القوية للنادي الافريقي لهذا الموسم وهزيمته للترجي، يحتل النجم الساحلي مركز الوصافة في لائحة الدوري بعد 7 جولات ب19 نقطة، ولا تفصله عن الافريقي سوى نقطتين هما رهان المباراة التي ستجمع بينهما. واستعداداً لكأس الكؤوس العربية، تمكن النجم الساحلي من استعادة لاعبه المتميز محسن الماطري من الملعب التونسي، في حين يبدو أن غياب صبحي صيود الذي احترف في اسبانيا عن المكارم جعل عاصمة الموحدين تفقد الكثير من بريقها وتحاول الاعتماد على خدمات لاعب منتخب تونس والافريقي اللامع وليد بن عمر. وفي انتظار اتضاح الصورة، يبقى تساؤل مطروح، فبعد أن كانت الدورة الأخيرة ساحة لمنافسة حقيقية بين الأندية التونسية والخليجية عموماً والسعودية خصوصاً... هل تعيد المشاركة المصرية توزيع أوراق هذه البطولة العربية التي تميزت بانتظام مسابقاتها رغم حداثتها