أحرز النادي الافريقي كأس الكؤوس العربية الثالثة في كرة اليد التي نظمت في تونس وسوسة من 12 الى 21 الحالي. وغابت مصر عن المسابقة علماً بأن ممثلها النادي الأهلي توج بطلاً في المرتين السابقتين في مدينة المهدية على الساحل التونسي عام 1997 وفي عمان عام 1998. واختير نادي "مولدية وهران" الجزائري أفضل فريق متكامل، وحارس النجم الساحلي سامي المستيري أحسن حارس ولاعب الخليج السعودي أحمد الحبيب ابراهيم اللاعب المثالي. وتميزت الدورة بالرقم القياسي في عدد الاندية المشاركة، وسجلت الدول من دون استثناء حضور ممثليها، وأصر نادي النصيرات الفلسطيني على اتمام الدورة رغم قلة خبرة لاعبيه وهزائمه الثقيلة، كما أدخل نادي الصداقة اللبناني حيوية على مباريات المجموعة الثانية، ومثلت أندية دول مجلس التعاون وتحديداً نادي الخليج السعودي الحائز المرتبة الثانية والسدّ القطري مفاجأة سارة للدورة. واذا حصلت الأندية المغاربية على التتويج، فإن مستقبلاً واعداً ينتظر شبان الخليج في كرة اليد. وشهد المستوى الفني لهذه البطولة أداء متوسطاً عموماً، وتميزت الأدوار الأولى بنوع من الرتابة واختلال موازين القوى في حين عرفت الأدوار النهائية تشويقاً وإثارة كبيرين. وأكدت المدرسة الجزائرية في كرة اليد أسلوبها "الدفاعي" الذي أصبح مرجعاً دولياً في التكوين، وحافظت المدرسة التونسية على طابعها المعتمد اساساً على التقنية الفردية، في حين عبرت أندية الخليج عن الانسجام والتناسق بين خطي الدفاع والهجوم وانضباط تكتيكي جيد يمكن ان يولد أندية عملاقة مع الخبرة والاحتكاك. وشهدت تونس هذه السنة شتاء استثنائياً بدرجات حرارة منخفضة جداً وتواصل هطول الثلج، ما جعل من عام 99 سنة خير وبركة. لكن ذلك أثر على الحضور الجماهيري لهذه الدورة، وخاصة من الطلاب، لتزامنها مع الامتحانات المدرسية. ومع ذلك، تابعت جماهير عريضة الأدوار النهائية واحتفل أصدقاء النادي الافريقي بهذا اللقب العربي في مدرجات "القبة" بالمنزه وشوارع العاصمة ومحلة باب الجديد. وجاء في استطلاع للرأي أعدته مجموعة من الباحثين المحليين أن 66 في المئة من عينة الاستطلاع يميلون الى ممارسة كرة القدم مقابل 10 في المئة لألعاب القوى والبقية للرياضات الجماعية الكرة الطائرة، السلة وكرة اليد.... ويوجد في تونس 86 فريقاً لكرة اليد، بينها 29 للفتيات. وانخفض عدد المجازين في هذه اللعبة الشعبية الى 5700 بعدما كان 8500 في السبعينات. ولا يتجاوز عدد الحكام في الدوري 141 حكماً. لكن ذلك لم يمنع منتخب تونس من الفوز بلقب بطلة افريقيا عام 98. وتشهد مجموعة من الكفاءات التونسية على حظوظ بعض الأندية الخليجية مثل مدرب السدّ القطري الحبيب الماكني، في حين ان خيرة اللاعبين التونسيين منذ السبعينات امثال خالد عاشور لاعب الترجي التونسي سابقاً ورؤوف بن سميح المدير الفني للافريقي حالياً، وغيرهم عرفت نجاحاً كبيراً في المملكة العربية السعودية. ويعتبر "أحمد مادي" لاعب الافريقي سابقاً نجماً لفريق السدّ القطري حالياً. ومع ان تاريخ كرة اليد يمتد دولياً الى اكثر من 100 سنة فإن أندية مكارم المهدية والترجي الرياضي والنادي الافريقي تعتبر من الفرق التي لها تقاليد رياضية وتاريخ عريق في هذه اللعبة. وقد سيطر الترجي الرياضي في السبعينات والثمانينات واحرز بطولة الدوري 22 مرة وكأس تونس 23 مرة فضلاً عن 4 بطولات عربية. وأحرز النادي الافريقي دوري وكأس تونس 98 وأضاف اليه اللقب العربي الجديد كما اختير حارسه المتألق رياض الصانع افضل رياضي في تونس لعام 1998. رياض الصانع واحمد العطار واعتبرت صحف تونس المباراة النهائية للكأس العربية مواجهة بين الصانع والمصري الدولي احمد العطار لاعب نادي الخليج السعودي. فرياض الصانع 36 عاماً تألق في البطولة وكذلك في الدوري التونسي ومع منتخبها الوطني وارتفع الى اسطورة كرة اليد التونسية الحارس الحبيب ياقوته. ويتميز الصانع بحسن تمركزه على خط المرمى ولياقته البدنية المتميزة ومشاركته زملاؤه في الهجوم. واستطاع الصانع ان يحرم أحمد العطار ونادي الخليج السعودي من التتويج العربي من خلال تصديه للتصويبات الساحقة لهذا اللاعب الدولي الكبير. واذا تميز اللاعب الليبي صالح زايد بظرافته وتفاعله مع الجمهور ومناداته "السوس" لبدانته، وتألق لاعب الخليج السعودي هيثم المنيان خصوصاً في الأدوار الأولى رغم قصر قامته، فإن أحمد العطار العملاق متران ساهم بدرجة كبيرة في انتصارات الخليج وبفضله كان خط هجوم الخليج اقوى خط في الدورة، وشكل "ابو ادهم" الذي يهوى ركوب السيارات ويعشق الاستماع الى أم كلثوم وعبدالحليم حافظ، القوة الضاربة للخليج، لكن شبان النادي السعودي برهنوا على امكانات فنية جيدة، ما جعل من فوزهم بالميدالية الفضية فوزاً مستحقاً. كما ساهم اللاعب المغربي محمد بالرجا في تتويج الافريقي، ومحمد بوزيان الجزائري في احتلال النجم الساحلي طليعة الترتيب في المجموعة الثانية. وتميز التونسي محمد مادي والصيني فان وينغ من لاعبي السد والاهلي القطريين بتسجيلهما نصيب الأسد من أهداف فريقيهما.