} واصلت وسائل الاعلام الصربية نشر تكهنات بشأن اغتيال زعيم الميليشيات الصربية الملقب "اركان" الا ان البارز فيها كثرة النظريات حولها وتناقضها وتضاربها، فيما التزمت الجهات الأمنية الصربية الصمت. رداً على اتهامات المعارضة الصربية للحكومة بتصفية جيليكو راجتاتوفيتش اركان، افاد رئيس لجنة أمن الدولة في البرلمان الاتحادي اليوغوسلافي رادميلو بوغدانوفيتش ان "لا علاقة للاجهزة الأمنية بالموضوع". ونفى اتهامات المعارضة بأن قتل اركان يمثل حلقة في سلسلة الارهاب الحكومي. وأبلغ الخبير الجنائي دوبريفوي رادوفانوفيتش "الحياة" في مكالمة هاتفية اجرتها معه في مقره في بلغراد، ان عملية قتل اركان تؤكد ان مخططيها ومنفذيها محترفون "لأنها حققت بنجاح كامل هدفها وتمكن منفذوها من مغادرة فندق انتركونتيننتال، على رغم كثرة الناس فيه واجهزة التصوير الكاميرات المثبتة في مدخله وبهوه". واكد انه يمكن الاستنتاج ان منفذي العملية ينتمون الى جهة اتخذت الاحتياطات اللازمة بعد تنفيذ العملية، "إذ ان المهاجم الذي أصيب بجروح، لا بد وانه حصل على الاسعافات من طبيب بشكل سريع". واعرب الخبير الجنائي عن اعتقاده بأن الجناة سيبقون مجهولين، على رغم ان من مصلحة الدولة ان تبذل كل ما في وسعها لكشفهم، "في حال أرادت تبرئة ساحتها من الحادث". وأشار الى انه يمكن البحث عن الجناة من خلال المجالات الخمسة الرئيسية التي كان لاركان حضور فيها وهي: "السياسة كان رئيساً لحزب الوحدة الصربية والاعمال التجارية محلات قمار ومطاعم والجريمة المنظمة تشكيلات المافيا التي كان على علاقة معها والرياضة امتلاكه لنادي اوبيليتش لكرة القدم وأوساط الطرب زوجته المطربة تسيتسا وامتلاكه لحصة كبيرة في تلفزيون بينك الخاص". طوق أمني وعلمت "الحياة" من مصدر موثوق في بلغراد ان اجراءات أمنية مشددة واستثنائية كانت متخذة في فندق "انتركونتيننتال" يوم وقوع العملية "ذلك ان وفداً صينياً رفيع المستوى كان من نزلاء الفندق". ولم يصدر أي بيان رسمي من وزارة الداخلية الصربية حتى امس على رغم مرور ثلاثة أيام على وقوع الحادث. وذكرت صحيفة "داناس" الصربية المستقلة ان تقرير محقق محكمة بلغراد ميودراغ باونوفيتش الذي حضر الى موقع الحادث "جاء موجزاً جداً" واقتصر على معلومات رئيسية حول عدد القتلى من دون النظر الى الظروف التي لازمت العملية أثناء وقوعها. وأوضحت ان القتيلين مع اركان هما: مرافقه ميلينكو مانديتش الملقب ماندا وصديقه المسؤول في وزارة الداخلية الصربية العقيد دراغان غاريتش الذي اكدت صحف بلغراد انه "كان جالساً معه"، في حين اعتبرته صحيفة "دنيفني افاز" الصادرة في ساراييفو امس بناء على معلومات خاصة بها من بلغراد انه "كان من بين الذين قاموا بالهجوم على أركان"! ووصفت صحيفة "داناس" حملة التفتيش التي قامت بها الشرطة في أنحاء بلغراد ومناطق صربيا بأنها كانت محدودة "وأقل كثافة من تلك التي قامت بها في نيسان ابريل 1997 اثر اغتيال ضابط الاستخبارات رادوفان ستويتشيتش الملقب "باجا" في أحد المطاعم وسط بلغراد والتي رغم ذلك، لم تؤد الى اعتقال القتلة أو معرفتهم". واعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن أوامر صارمة صدرت الى العاملين في فندق "انتركونتيننتال" لعدم الإفصاح عن أي شيء يتعلق بالحادث. وأشارت الصحيفة الى ان عناصر الشرطة الذين رابطوا عند مدخل الفندق "واصلوا تفتيتش كل شخص يدخل أو يخرج منه". وذكرت "داناس" ان "اركان" كان اعتاد تناول الغداء كل سبت في فندق "انتركونتيننتال"، ويبدو ان مخططي عملية اغتياله كانوا على علم بتحركاته داخل الفندق وانتهزوا استرخاءه بعد الغداء وفاجأوه. ولم يتأكد هل ان شخصاً واحداً نفذ الهجوم أم أشخاصاً عديدين. واكدت صحف صربية عدة، انه خلال اطلاق النار "لم يكن أي من المنفذين مقنعاً، خلافاً لما أوردته بعض الأوساط الاعلامية. وأصيب احدهم بجروح وخلف وراءه آثار دماء بعدما اطلق أحد مرافقي اركان النار عليه". وغادر المهاجمون الفندق من بوابته الرئيسية، ويرجح ان سيارة كانت في انتظارهم. ونقل تلفزيون "ستوديو ب" الصربي المستقل عن مصادر متعددة ان "اركان" كان في الفترة الأخيرة قلقاً على أمنه، وباح بذلك الى عدد من أصدقائه. العلاقة مع بلغراد وأشار التلفزيون الى معلومات ذكرت ان محكمة جرائم الحرب في لاهاي، كانت فاوضت "اركان" عبر وسيط بلجيكي هو المحامي بيير سومي، من أجل تسليم نفسه والإدلاء بما لديه من معلومات، في مقابل ضمانات معينة. وحسبما نقله التلفزيون عن رئيس الحزب الديموقراطي المعارض زوران جينجيتش، فإن ميرا ماركوفيتش زوجة الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش كانت طلبت من "اركان" ان يستخدم عناصر ميليشياته في قمع تظاهرات المعارضة في بلغراد "لكنه رفض ذلك. واختفى لبعض الوقت عند أقاربه في الجبل الأسود".