قالت مصادر تونسية ان العلاقات بين باريسوتونس تشهد تحسناً بطيئاً بعد الأزمة التي مرت فيها الخريف الماضي على خلفية تعاطي الإعلام الفرنسي مع نتائج الانتخابات الرئاسية والاشتراعية التي أجريت في العشرين من تشرين الأول اكتوبر الماضي وأدت الى فوز ساحق ل"التجمع الدستوري الديموقراطي الحاكم. واستدلت المصادر بتعيين فرنسا سفيراً جديداً هو دانيال كونتناي الذي حل محل السفير السابق الأميرال جاك لانكساد. وكان الرئيس زين العابدين بن علي تسلم من السفير الجديد أوراق اعتماده في حفلة أقيمت في القصر الرئاسي في ضاحية قرطاج أواخر الأسبوع الماضي. وأفيد ان اتصالات تجري حالياً بين العاصمتين لترتيب الاجتماع السنوي للجنة المشتركة للتعاون التي يرأسها وزيرا الخارجية. ورجحت ان يشكل الاجتماع مناسبة لزيارة يقوم بها وزير الخارجية الفرنسي هوبير فدرين الى تونس بعدما أرجئت الزيارة التي كان يعتزم القيام بها مطلع العام الماضي لرئاسة الجانب الفرنسي في اللجنة بسبب خلاف بروتوكولي في اللحظة الأخيرة ما أدى الى تكليف الأمين العام لوزارة الخارجية رئاسة الوفد الفرنسي. ورجحت المصادر ان يؤدي التحسن الحالي في العلاقات الثنائية الى تجاوز "الخضة" الأخيرة التي تزامنت مع قرار الحكومة التونسية تعريباً سريعاً وشاملاً للوزارات والشركات الخاصة والمصارف ما أثار حملة انتقادات في الصحف الفرنسية الشهر الماضي. إلا ان مراقبين توقعوا ان يكون التحسن نسبياً كون الجانب التونسي ما زال مصراً على منع توزيع الصحف الفرنسية في تونس واستبدال برامج القناة التلفزيونية الفرنسية الثانية، التي كان التلفزيون التونسي يعاود بثها مباشرة، ببرامج "قناة الشباب" التونسية التي زيدت ساعات بثها. وكانت هيئتا التلفزيون ترتبطان باتفاق لمعاودة بث قسم من برامج القناة الفرنسية لقاء تعاون ثقافي وإعلامي. لكن هذه المسألة لا تشكل سوى نقطة واحدة من جدول أعمال اللجنة المشتركة التي تتألف من أربع لجان فرعية تعنى بالتعاون المالي وأوضاع عقارات الفرنسيين في تونس والتعاون القنصلي والتعاون الثقافي والفني.