بدأت القيادة السياسية المؤقتة في تونس أمس مشاورات؛ لتشكيل حكومة ائتلافية لوقف عمليات النهب واشعال الحرائق العمد واطلاق النار التي اندلعت بعد السقوط المفاجئ للرئيس زين العابدين بن علي بعد حكم دام 23 عاما. وساد الهدوء العاصمة التونسية وضواحيها صباح أمس بعد ليلة شهدت تحليقا لمروحيات الجيش التي استخدمت أضواءها الكاشفة بعد انذارات بتحركات مشبوهة لسيارات يطلق ركابها النار على منازل، فيما خفف الطوق الامني حول العاصمة ورفعت الحواجز التي نصبت ليلا في الشوارع المؤدية اليه مع انتشار امني اقل وضوحا. وبدت الشوارع الكبرى شبه مقفرة وانتشر الجيش في المناطق الحساسة من العاصمة، خصوصا في مطار تونسقرطاج الدولي ومقر التجمع الدستوري الديمقراطي حزب الرئيس المخلوع. يأتي ذلك، فيما قال رئيس الاركان الفرنسي السابق وسفير فرنسا في تونس سابقا الاميرال جاك لاكساند إن الجيش هو الذي تخلى عن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وان بامكانه ان يكون عنصر استقرار للخروج من الفوضى. وفي حديث نشرته صحيفة “لوباريزيان” امس، قال لانكساد ان “الجيش تخلى عن بن علي عندما رفض اطلاق النار على الحشود خلال تظاهرات الاسبوع الماضي، مشيرا إلى ان رئيس اركان جيش المشاة اللواء رشيد انور استقال بعد ان رفض اعطاء الامر للجيش باطلاق النار وعلى الارجح هو الذي نصح بن علي بالرحيل. واضاف ان "الجيش (في عهد بن علي) كان بعيدا عن السياسة ولم يساهم في قيادة شؤون البلاد. انه جيش جمهوري واظن انه عنصر استقرار ووسيط، انه ليس جيش انقلابات. وربما كنت مخطئا". إلى ذلك، اعلن رئيس حزب النهضة الاسلامي راشد الغنوشي من منفاه في لندن انه يستعد للعودة الى بلاده ومستعد للمشاركة في حكومة وحدة وطنية. . من جهته، وجه الشيخ عبدالرحمن البراك الاستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، رسالة الى الشعب التونسي حذرهم فيها من الوقوع في الفتنة، ودعاهم إلى العمل على ضبط الأمن وحماية المواطنين من عدوان المعتدين، وعصابات المفسدين.