بلغراد - رويترز - كان جيليكو راجناتوفيتش اركان واحداً من اكثر قادة الميليشيات اثارة للرعب في البلقان، اذ اتهمته محكمة جرائم الحرب التابعة للامم المتحدة بارتكاب جرائم مروعة في البوسنة وكرواتيا. ويشتبه في ان اركان ارتكب جرائم في كوسوفو ايضاً. ولد اركان في 17 نيسان ابريل 1952 في جمهورية سلوفينيا اليوغوسلافية سابقاً ودخل السجن للمرة الاولى وهو في السابعة عشر من عمره. وكان له سجل اجرامي حافل. وورد اسمه في سجلات المطلوبين لارتكابه سرقات مسلحة في السويد وبلجيكا وهولندا والمانيا0 وسبق وان دخل السجن في اوروبا مرتين على الاقل. ولكنه تمكن من الهرب في المرتين. وفي موطنه، اشتهر اركان في عالم القمار والجريمة. وكان في فترة معينة على علاقات وثيقة باوساط الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش. وفي 1990 عندما كان الاتحاد اليوغوسلافي يتجه الي الانقسام، كان من بين الاعمال الشرعية التي يملكها "اركان،" متجر حلوى، تحول في وقت لاحق الى قصر يخضع لحراسة مشددة، بعدما اصبح مقرا لميليشيا الحرس الصربي وحزب الوحدة الصربي اللذين اسسهما. وشكل اركان الميليشيا في اواخر 1990 ثم زج بها في الصراع مع كرواتيا في 1991 وفي البوسنة بين 1992 و1995. وكانت اكثر وحدات الحرس اثارة للرهبة "نمور اركان" بزيهم الاسود المميز. وكانت الوحدة علي درجة عالية من التدريب ولا تعرف الرحمة. وانضم اركان الى البرلمان لفترة وجيزة عام 1992 كنائب مستقل عن كوسوفو حيث كان يقول للغالبية الالبانية انها اذا كانت غير راضية عن سيطرة الصرب علي الاقليم فعليها مغادرته. وكان خطابه القومي المتشدد مثار اعجاب الغالبية في البرلمان التي تمثل الحزب الاشتراكي الصربي بزعامة ميلوشيفيتش. الا ان حزب اركان لم يفز باي مقعد في البرلمان في الانتخابات المبكرة التي جرت في 1993 رغم حملة انتخابية مكلفة. وبعد فترة قصيرة، التقى مع نجمة الموسيقي الشعبية الصاعدة سفيتلانا وتزوجها، في ما وصف بأنه زفاف القرن في كانون الثاني يناير 1995، بعد ثلاث زيجات اسفرت عن تسعة ابناء، تراوح اعمارهم بين 25 عاماً وعاماً وستة اشهر. وخلال الغارات الجوية لحلف شمال الاطلسي على يوغوسلافيا بسبب النزاع في كوسوفو، كان اركان يظهر بشكل متكرر اذ اعتاد تناول العشاء كل ليلة وسط حشد من حراسه واصدقائه في فندق ببلغراد تستخدمه البعثات الصحفية الدولية حيث ادلى باحاديث متكررة. وقصفت طائرات الحلف فندقاً في بلغراد قيل ان اركان يستخدمه كقاعدة لعملياته. الا انه نجا. واختفى من الحياة العامة بعد انتهاء النزاع. وكان اركان يعلم ان حياته في خطر نظراً الى سلسلة من جرائم القتل التي لم يعرف مرتكبها، استهدفت شخصيات من الدوائر السياسية ومن قطاع الاعمال. وقال صديق لاركان انه التقى به صدفة قبل عشرة ايام. وقال له اركان: "ماذا يمكني ان افعل. احاول ان ابقى على قيد الحياة". وقال الصديق انه دهش لانه على ما يبدو لم يكن مع اركان كالمعتاد عدد كبير من الحرس.