افتتحت أمس علوم الجينات القرن الجديد 21 بالاعلان عن نجاح استنساخ قرد. أعلن ذلك فريق من الباحثين الأميركيين في مركز دراسة الثدييات العليا في ولاية أوريغون. وذكر رئيس الفريق البروفسور أنطوني شان ان القرد المستنسخ انثى من فصيلة قرود الريص واطلق عليها اسم "تترا". وتعتبر القرود من الثدييات العليا التي تضم الانسان وتشاركه في 98 في المئة من الجينات. وذكر ان استنساخ حيوان قريب الصلة بالانسان يفتح المجال لاستخدامه في تجارب للتحقق من الأمراض الجينية التي تصيب البشر وايجاد علاج لها. وتعتبر الجينات مسؤولة عن معظم الأمراض الوراثية كأمراض السكري والسرطان وبعض أمراض القلب والشيزوفرينيا والتشوهات الوراثية. وتم استنساخ القردة "تترا" عن طريق فصل جنين يتكون من 8 خلايا الى أربعة أجنة. وأعيد زرع الأجنة الأربعة التي يتكون كل منها من خليتين. ونجحت "تترا" في الولادة بعد 157 يوماً في حين أجهضت شقيقاتها الثلاث. وينتظر الفريق ولادة 4 أجنة مستنسخة زرعت في أربعة قردة أخرى. وتختلف طريقة استنساخ القردة "تترا" عن النعجة "دوللي"، وتبدو أقل إثارة منها. ذكر ذلك الدكتور حسن عبدالرزاق الباحث المختص بالجينات في جامعة "إمبريال كوليج" في لندن. اذ أن استنساخ "دوللي" جرى من خلية ناضجة وليس من جنين، وأثار ردود الأفعال حول احتمال لجوء أشخاص مشهورين أو مجموعات بشرية الى استنساخ أنفسهم لأغراض فردية أو عرقية. لكن استنساخ التوائم المتماثلة الذي انجبت بواسطته "تترا" لا يقل أهمية علمية. وقال الباحث العربي ل"الحياة" ان استنساخ التوائم المتماثلة يقدم نماذج صالحة لاجراء تجارب طبية لمعرفة تأثير الأدوية. ويفتح الأبواب لمعرفة دور الجينات في تكوين البشر، وقد يحل النزاع القديم المتجدد عن تأثير "الطبيعة والتطبع" على تصرفات الناس. وتتكون الجينات من مادة "الحمض النووي" الموجودة في نواة خلايا كل كائن حي. وهناك شيفرة جينية واحدة لكل أنواع الحياة، لكن تسلسلها يحدد نوع الكائن وجنسه وصفاته، وما إذا كان الكائن الحي عشبة أو شجرة أو جرثومة أو ضفدعة أو انساناً. ويتوقع أن ينتهي العلماء في عام 2003 من فك الشيفرة الكاملة للانسان التي يطلق عليها اسم "الجينوم البشري".